فلاش

“عودة الروح” إلى نظام المرور في حلب: ردود فعل مُرحَّبة وأخرى تطالب ب”مقدمات” لتطبيق القانون!

تشهد مدينة حلب في الآونة الأخيرة تحسن ملموس في الواقع المروري بمدينة حلب، بدأ مع إعادة تأهيل وتشغيل معظم الإشارات المرورية في شوارع المدينة، وانتشار منظم لعناصر الشرطة، مع تنظيم لحركة مرور السيارات وفتح العديد من الشوارع التي كانت مغلقة خلال الحرب.

وقام فرع مرور حلب منذ حوالي الأسبوع، بجهود واسعة من أجل تنظيم الحركة المرورية في المدينة وتطبيق قانون السير كما كان سابقاً، وعادت العديد من الشوارع التي كانت مغلقة أو غير منظمة الحركة لما كانت عليه سابقاً، حتى في المناطق الواقعة بالجهة الشرقية من المدينة والتي تعاني من دمار كبير.

والتحسن الواضح في شوارع مدينة حلب تمثل بالدرجة الأولى بإشارات المرور التي عادت معظمها للعمل، وتواجد عناصر الشرطة بشكل أكثر، علماً أن بعض تلك الإشارات كانت متوقفة خلال الحرب، والبعض الآخر لم يتوقف وتم تشغيلها بواسطة الطاقة الشمسية.

ومن أبرز المناطق التي أعيد وضع الإشارات المرورية فيها، هي منطقة “أوتستراد المحلق”، الذي يعتبر من أهم وأطول الطرق في مدينة حلب، ليعاد تنظيم حركة الأوتستراد بشكل كامل من جمعية الزهراء وحتى دوار الموت.

ويمكن القول أن نسبة 70% من الإشارات المرورية في مدينة حلب عادت للعمل، والـ 30 % الباقية هي بالمناطق المتعرضة لأضرار كبيرة والأحياء التي لا يمكن عودة السكان لها بعد.

وشهدت معظم المستديرات في مدينة حلب أعمال توسيع وترميم مكثفة، كمستديرة العرقوب والحيدرية وباب الحديد والشيحان، في حين تم إزالة مستديرة دوار الصخرة لما تسببه من ازدحامات، بحسب التصريحات الرسمية.

أما بخصوص عمل عناصر الشرطة، فلوحظ وجود ما سماه البعض من أهالي حلب “تشدد مفاجئ” في تطبيق قوانين السير، الأمر الذي وجده البعض “ضرورياً وواجباً”، في حين وصفه آخرون بأنه “لا يمكن أن يتم بهذا الشكل المفاجئ دون مقدمات”.

وشرح أحد الأهالي لتلفزيون الخبر أنه “من الجيد العودة لتنظيم الحركة المرورية وتطبيق القانون، لكن يجب أن يكون الأمر بشكل تدريجي وبإعلان واضح أن القانون والعقوبات سيعاد تطبيقها”.

وأضاف: “اعتاد أهالي حلب خلال ست سنوات الحرب على تنظيم حركة سيرهم لوحدهم، فلا إشارات مرورية كانت موجودة ولا قوانين ناظمة، وكل يوم كان هناك شارع مغلق وآخر مفتوح وتحويلات جديدة يجب أن تكتشفها لوحدك”.

وتابع: “ما يحصل الآن هو تطبيق مباشر للقانون بكافة تفاصيله الصغيرة والكبيرة مباشرةً، وكأن لا حرب وجدت في المدينة، كأن تخالف بسبب الحزام مثلاً أو تحدثك على الموبايل”.

وأردف: “بالطبع أنا لست ضد تطبيق القانون، لكن ليس “من الباب للطافة” وبشكل مفاجئ دون تنبيه أو إلى ما ذلك”.

وبالمقابل كانت هناك نسبة من الآراء ترى أن “تطبيق القانون بهذا الشكل ضروري، وعلى مبدأ “هناك مرة أولى لكل شيء”، يمكن اعتبار التشديد الذي يقوم به عناصر الشرطة إعلان بإعادة تطبيق القانون وتنبيه للآخرين بضرورة العودة لأيام قبل الحرب والالتزام بالقانون”.

وأوضحت الآراء أن “تنظيم المرور في المدينة أمر ضروري، ويجب علينا الخروج من ثوب ومظاهر الحرب، فمدينتنا حررت ونجت وقاومت الموت الذي حل بها، فلما لا نعيد مظاهر التنظيم والقانون إليها، وخصوصاً أنه حتى بمنتصف الحرب، كان التنظيم موجوداً بشكل ما”.

ولفتت أحد الآراء إلى أن “الوعي المروري في المدينة، الذي يجب أن يكون موجوداً لدى الأهالي، يعتبر ضعيفاً للأسف، ولنتحدث بكل صراحة، من شبه المستحيل أن ترى انضباطاً شخصياً وتقيداً من قبل السائقين بدون وجود عناصر الشرطة”.

وذكر أحد الأشخاص أن “التجاوزات بالأماكن التي لا يوجد فيها عناصر شرطة واضحة للجميع، ومنه فإن المشكلة ليست بطريقة تطبيق القانون بل هي بالحالة الاجتماعية الموجودة بأننا لا زلنا نلبس ثوب الحرب”.

وأضاف: “فعلياً لا يوجد تقيد شخصي ولا اهتمام من قبل السائقين، وللأسف حتى الآن ترى من لا زال يقول “نحن بحرب”، أفلم يأتي الوقت بعد لكي نخلع هذا الثوب، ومدينتنا حررت منذ حوالي السنة الكاملة”.

والوضع ذاته يمكن ذكره بالنسبة لمخالفات رَكن السيارات بشكل طولي أو عرضي أو بمناطق غير مخصصة، فخلال سنوات الحرب ومع اكتظاظ السيارات في الجزء الواقع تحت سيطرة الدولة، وزيادة العدد السكاني أيضاً، لم يكن هناك مجال لأي تقيد بأماكن ركن السيارات.

ومع تحرير المدينة وفتح وصيانة عدد كبير من شوارعها، فإن الشاخصات المرورية الخاصة بعملية ركن السيارات موجودة في أماكنها الخاصة، إلا أن التقيد بها من بعض الأشخاص هو الأمر غير الموجود حتى الآن.

وتزداد حالة مخالفات ركن السيارات في الأحياء الواقعة بالجهة الشمالية والشمالية الغربية من المدينة، كالشهباء وشارع النيل والسوق المحلي وجمعية الزهراء وحلب الجديدة والحمدانية.

ويعود السبب في ذلك إلى أن تلك المناطق كانت جبهات قتالية ملاصقة للمسلحين المتشددين، وبالنتيجة هناك شوارع كاملة مغلقة، ولا زالت، لا يمكن الركن فيها لخطورتها أو عدم فتحها بعد.

ومن الجدير بالذكر أنه خلال سنوات الحرب كانت الإشارات المرورية والمستديرات في مدينة حلب تشغل عبر ألواح الطاقة الشمسية، بسبب عدم توفر الكهرباء، لتصبح تلك الألواح الوسيلة الأساسية لإنارة الشوارع وكسر البعض من “عتمة الحرب” التي ألفتها المدينة.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى