إقبال كبير على ألبسة “البالة ” في الحسكة
تشهد أسواق مدينتي الحسكة والقامشلي والمناطق الأخرى بمحافظة الحسكة انتشاراً واسعاً لأسواق ومحال بيع الألبسة المستعملة المعروفة باسم” البالة”، خصوصا خلال السنوات الماضية.
هذا النوع من الأسواق و الألبسة قبل نشوب الحرب في سورية كان مختصرا على عدد من المحال و”العبارات” المحددة، التي لم تكن تلقى هذا الإقبال الكبير من الناس بمختلف فئاتهم العمرية.
وأسواق الألبسة المستعملة المنتشرة بمدينة الحسكة تحديدا تلقى إقبالاً كبيراً للأهالي خلال هذه الفترة وذلك بسبب استعداداتهم لاستقبال الموسم الدراسي الجديد وفصل الشتاء.
وأفاد مراسل تلفزيون الخبر في الحسكة أن “أسواق الألبسة المستعملة أو ما يعرف بـ “البالة “، غصت بالزبائن نتيجة عجز الأهالي وخاصة الفقراء منهم عن شراء ثياب جديدة لأطفالهم”.
وأضاف المراسل “تتراوح أسعار الألبسة المستعملة بين 100 ليرة سورية حتى 5000 ليرة لقطعة اللباس الواحدة، وذلك حسب نوعها وقياسها والفئة العمرية المخصصة لها، فتتنوع الألبسة المعروضة بين ألبسة أطفال أو نسائية ورجالية وحتى أحذية ومعاطف منها الجيد والرديء”.
وأوضح المراسل أن “تجارة “البالة” تتمركز بمدينة الحسكة في شارع يوسف العظمة الملاصق بشارع فلسطين و شارع الجامع الكبير وشارع المكتبات من الساحة المركزية باتجاه دوار البلدية، وشارع سينما القاهرة، والرابع جنوب منطقة سوق الهال القديم من جهة دوار كراج السر فيس غويران”.
وقالت السيدة فاطمة، في الخمسين من عمرها لتلفزيون الخبر، إنها “اشترت العام الماضي لأولادها وبناتها الأيتام ألبسة جديدة من المحلات في سوق المدينة، ما كلفها نحو 50 ألف ليرة سورية مقابل هذه الكسوة الشتوية”.
وبينت فاطمة أنها “جاءت حالياً من ريف مدينة الحسكة حيث تسكن، إلى مدينة الحسكة، وذلك لشراء الألبسة ولكن هذه المرة من “البالة”، وذلك بسبب ما شاهدته من أكوام الناس على بسطات “البالة”، فقررت شراء الثياب لأطفالها لعدم توفر ثمن الألبسة الجديدة لديها”.
وتابعت فاطمة “هذه المرة دفعت مقابل كسوتهم جميعاً من الألبسة المستعملة المعروضة في أسواق “البالة” 15000 ليرة فقط أي وصل الفرق بينها وبين الألبسة الجديدة ما يقارب 35000 ل.س”.
في حين بين صالح الأحمد، طالب جامعي لتلفزيون الخبر، أنه “أصبح مع رفاقه من المداومين بشكل دوري على محال بيع الألبسة المستعملة، ذات المنشأ الأوربي خصوصاً، مع بداية كل فصل من فصول السنة لتوفير حاجتهم من الألبسة خلال فترة الفصل”.
وأضاف الأحمد “مثلاً استطعت شراء عدد من “البلوزات” الصفية و البنطلونات مع عدد من الأحذية في بداية الصيف بسعر يوازي سعر بنطلون جديد من محال بيع الألبسة الجديدة في أسواق مدينة الحسكة”.
من جهتها، كشفت مصادر جمركية بالحسكة لتلفزيون الخبر أن “الألبسة المستعملة تدخل بشكل غير رسمي عبر المعابر الحدودية، ومنها معبر السلامة في منطقة إعزاز بريف حلب الواقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة، عبر تجار متعاونين مع هؤلاء المسلحين حيث يقومون بنقلها عبر جرابلس و منبج ومنها إلى محافظة الحسكة عبر نقاط لا تقع تحت سيطرة الحكومة السورية”.
وأضافت المصادر “كما تدخل هذا المواد (الألبسة المستعملة) عبر معبر سيمالكا نهري مع إقليم شمال العراق الواقعة تحت سيطرة قوات “الاسايش” والتي تدخل بدون أي مراقبة صحية أو فنية”.
بدوره، أكد معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي الخليف لتلفزيون الخبر أن “أسواق ومحال بيع ألبسة المستعملة تنتشر انتشاراً كبيراً في مدينة الحسكة إلى جانب هذه الأسواق الأربعة يرتاد الأهالي الباحثون عن الألبسة الرخيصة نسبياً، عشرات المحلات و المنازل المنتشرة في أحياء مدينة الحسكة والمدن والبلدات التابعة لها”.
وبين الخليف أن “بائع الألبسة المستعملة غير ملزم بتحديد سعرها من قبلنا، أي أن أسعار بيعها محررة، وهو ملزم فقط بإعلان السعر فعندما يقوم البائع بالمناداة على سعر القطعة فهو يعتبر إعلان للسعر، وهذا ما يحدث في اغلب المحال و الباعة المنتشرين”.
يذكر أن محافظة الحسكة وريفها تستضيف المئات من العوائل النازحة من محافظات دير الزور والرقة وحلب وأريافها، إضافة للاجئين العراقيين والأسر الفقيرة القادمة من القرى والريف القريب.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة