فلاش

احتفالية زلفة الفنية الثانية في اللاذقية…. مشروع لسوريين ما زالوا يحلمون

ربما سنقول أننا هزمنا في حرب السنوات السبع التي نعيشها كسوريين، فقط إذا فقدنا القدرة على الحلم، الحلم بغد أفضل، وبين من يحلم فقط ومن يحلم ويمتلك الرؤية يسكن الأمل .

يفاجئك وأنت تحاول أن تغطي حدثاً فنياً ثقافياً، الكم الكبير من الحب والأمل وامتلاك الرؤية الواضحة لمجموعة كبيرة من الحالمين، شارع أو حديقة، لا يعنيهم الأمر، كل ما في الأمر أنهم مصرون على العمل .

بعد غياب عامين، تعود زلفة للحضور في حديقة الزراعة باللاذقية، لتملأ المكان بموسيقا راقية ولوحات جميلة عبّرت في مختلفها عن الإنسان السوري الفنان و المبدع.

ومع عودة احتفالية زلفة الفنية، يعود الأمل ليأخذ الفن مكانه ولو بمساحة صغيرة، مقابل الكم الهائل من الفن المستهلك والأغاني “ الهات إيدك والحقني” التي يبدو أنها بدأت تسود الساحة.

وتتضمن احتفالية زلفة الثانية المقامة في حديقة الزراعة باللاذقية، عرض لوحات فنية ومسرح راقص وغناء ورسم ونحت، وهي خطوة أولى تتبعها مئات آلاف الخطوات نحو ترسيخ التعبير عن الفن الراقي في الحدائق و الشوارع والأحياء.

وزلفة خطوة أولى نحو نشر الفن بين الناس بشكل عفوي دون قيود أو حواجز أو جدران، بل ببساطة وعفوية ، فالسائر في الطريق، ربما تفاجئه نغمات تخرج من الحديقة، فيدخل ويستمع ويشارك.

وعن احتفالية زلفة يقول المتحدث الإعلامي لاحتفالية زلفة كمال شاهين لتلفزيون الخبر ” في حديقة عامة تعتبر معروفة تماماً بالنسبة لأهالي المنطقة سنقدم احتفالية زلفة 2017، سنقدم الإبداع بأشكاله المتعددة”.

ويضيف “زلفة احتفالية إبداعية جاءت إلى الناس، وقدمت نفسها في حديقة عامة، دون الحاجة للذهاب إلى مكان ثقافي محدد الإسم، يقصده فقط المهتمون بالشأن الثقافي، وهذا ما يميّز زلفة أنها للجميع”.

ويتابع “سنقدم الإبداع بكامل أشكاله، قسم الرقص، والموسيقا، والرسم، والنحت، بحضور تشكيلة من المبدعين، خريجي معاهد الفنون الجميلة بسوريا خلال عام 2016 – 2017 بالإضافة لمجموعة أساتذة هذه هي المرة الأولى التي يتعاملون بها بشكل مباشر مع الناس”.

ويكمل “من الفنانين المشاركين الدكتور سمير رحمة، اياد بلال، ياسر حكيم، ربا الكنج، منتجب يوسف، اسماعيا نصر، محمد بعجانو، أُبي حاطوم، انمار حمادي، علا هلال، وليد الآغا، زهراء خليل وغيرهم”.

وعن زلفة المشروع والهدف يتحدث المشرف الموسيقي يزن جبور لتلفزيون الخبر ويقول “الهدف هو رفع الذائقة الفنية بمختلف أنواعها، الرسم والرقص والموسيقا، لتتذوق الناس هذه الفنون ببساطة وعفوية”.

ويوضح “الحالة سواء كانت سمعية أو بصرية، هي حالة تشاركية تُقَدَم للناس في حديقة عامة، أنت شخص غير مهتم بالموسيقى، عندما تسمع طفلة عمرها 10 سنوات تعزف، ستدخل إلى هذه الحديقة، وتسمع وتتذوق الموسيقا”.

ويتابع “وربما تكون شخص غير مهتم بالفن التشكيلي، عندما ترى لوحات معروضة في الطريق أو في الحديقة، ستدخل لتشاهد، ومع مرور الزمن ستتغير رؤيتك للعالم و للحياة، وهذه العملية تراكمية”.

ويكمل يزن جبور “نحن لا نريد أن نلغي علي الديك، أو بهاء اليوسف، ولا أي أحد، ولكن نريد أن نقول أن “سوريا تحتوي فن آخر، ولكن المشكلة أصبحت أن كل ما يتم تصديره عن الفن في سوريا هو عن الغناء الجبلي والشعبي”.

ويضيف “ليست المشكلة في علي الديك أو أي فنان شعبي، الفن الشعبي جميل ومطلوب، ولكن المشكلة مع من يترك الساحة فارغة”.

ويوضح “احتفالية زلفة جاءت لتقول للناس أن هناك فن مختلف تماماً، وهي أن أعزف بيانو بحديقة عامة، ونترك للناس مساحة لتسمع وترى وتشاهد، ولكن عندما نُخلي الساحة، من المؤكد أن الزمن سيبقى زمن علي الديك”.

ويكمل “الناس نفسها التي تستمع لأغانٍ ليست بالمستوى المطلوب، قادرة أن تسمع البيانو أو تسمع أغنية “جوتيم” أو موسيقا “غيم أوف ثرونز””.

ويتابع “والهدف من زلفة هو تغير طرق التواصل بين الفنانين والناس العاديين، وخطوة لكي نخلع الثوب الأكاديمي، ونقول للناس أن الفنان كأي شخص عادي، وليس هناك درجات، إنما الفن للجميع وفي حديقة عامة”.

وعن الأثر على المدى الطويل يقول المشرف الموسيقي “الأثر سيظهر بالتأكيد لو بعد سنوات طويلة، عندما يسمع مراهق موسيقا “موزارت” و “بيتهوفن”، وليس فقط “عالأول عالأول” و “حبي دبي حبي دبي”، ستتغير رؤيته وذوقه الموسيقي”.

ويكمل “عندما تجد الفنان يغني في الشوارع الأوروبية، أو يرسم أو يرقص، هذه ثقافة ترسخت على مدى أجيال طويلة جداً، وها هو هدف احتفالية زلفة”.

ويختم المشرف الموسيقي يزن جبور حديثه لتلفزيون الخبر “طموحنا العام القادم أكبر بكثير، وفي اليوم الأول زارنا أكثر من 2000 شخص في مساحة حديقة لا تتجاوز 1400 متر، هذا نجاح كبير لنا، والقادم أفضل بالتأكيد”.

وعن اختيار اسم زلفة يقول مشرف المعرض الفني لاحتفالية زلفة فادي محمد “زلفة هي عشتار، لأن عشتار عندما كانت ترتدي أجمل أثوابها، كانوا يسمونها زلفة، وزلفة باللغة السريانية القديمة يعني “القريب من القلب”.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى