تعرف على “سراب” فخر الصناعة السورية وقاهر الصواريخ الموجهة
وقال التقرير إن “الجيش العربي السوري يستخدم دبابات مزودة بنظام حماية من صنع محلي معروفة باسم “السراب” ضد الصواريخ الموجهة، تستطيع تغيير وجهة غالبية الصواريخ المضادة للدروع عن طريق الليزر”.
ومع بدء المعارك بسوريا وحصول المسلحين على صواريخ موجهة وأسلحة من الدول الأخرى، ولأسباب مالية تتعلق بصعوبة استيراد الأنظمة العسكرية وعدم الرغبة بالاعتماد على المصادر الخارجية، قدم المركز السوري للبحوث العلمية حلاً بديلاً، وهو جهاز تشويش ضد جميع الصواريخ الموجهة “سراب”.
فتم دعم المشروع من قبل القيادة العسكرية وتزويد المركز بالمعلومات المطلوبة، بعد أن ظن كثيرون أنه من المستحيل على دولة مثل سوريا تطوير هكذا أنظمة يعتبرها البعض غاية في التعقيد.
وكأول مرحلة من تطوير أي نظام مضاد يجب الحصول على الصواريخ الضرورية للاختبار وهي نسخ من صواريخ “تاو”، فتم الحصول عليها من ميدان المعركة عام 2014 حينما تمكنت وحدات من الجيش العربي السوري بمساعدة القوات الرديفة من الاستيلاء على عدة نقاط تابعة للمسلحين وأسلحتهم ومنها صواريخ “تاو”.
ويعتبر نظام “سراب” نظام ذكي لصد الصواريخ الموجهة مثل “التاو” و”الكورنيت” ومثيلاتها بواسطة تكنولوجيا صد سلبي بتوجيه أشعة تحت الحمراء لرأس الصاروخ المتجه نحو الهدف فيتم تعمية الصاروخ وحرفه عن مساره باتجاه الجو.
النظام يعمل بفعالية كبيرة ضد صواريخ “تاو” الأمريكية تحديداً، وتم تزويد دبابات الجيش العربي السوري من طراز “تي-72إم1” في الغالب بنظام “السراب”، كما حصلت عليه دبابات “مخضرمة” مثل “تي-55”.
تم صنع النموذج الأول من “سراب 1” وثبت على دبابة T-62، وتم نقل الدبابة للتجارب الميدانية للمرة الأولى في طريق خناصر في الريف الجنوبي لحلب حيث تعرضت لصاروخ كونكورس من قبل “داعش” وقامت بالتشويش عليه بنجاح، ثم نقلت الدبابة إلى مدينة اللاذقية في الساحل السوري حيث قامت المنظومة بالتشويش بنجاح على صاروخ “تاو”.
ثم تمت الموافقة على النموذج الأول للإنتاج ودخول الخدمة، وعلى الرغم من أن الإصدار الأول (سراب-1) حقق نجاحاً كبيراً في ساحة المعركة، إلا أنه اتصف بعدد من العيوب مثل حاجته لمصدر طاقة كبير عندما يتم وصله بالنظام الكهربائي للمركبة، ولم يكن قادراً على التكيف مع العوامل البيئية القاسية كما كان مقرراً.
كان للإصدار الأول سراب -1 فعالية أكثر من 80٪ ضد جميع الصواريخ الموجهة ويمكن أن يعمل لمدة ست ساعات متواصلة، ويمكن تركيبه بسهولة على جميع المركبات فضلاً عن نقاط التفتيش الثابتة والنقاط الدفاعية.
وأثبتت المنظومة فعاليتها بشكل كبير خلال معارك ريف حلب الجنوبي الغربي حيث انخفضت خسائر الجيش العربي السوري من المدرعات بشكل كبير وبدأ يُلاحظ استخدام الإرهابيين لـ “التاو” ضد نقاط وتحصينات الجيش بدلاً من استهداف الدبابات والآليات التي أصبح استهدافها نادراً.
وأثبتت النسخة الأولى كفاءتها إلا أنها كانت سهلة العطب وتستهلك الطاقة بشكل كبير وتضر بعمر البطاريات، وهكذا استعيض عنها بالإصدار الأحدث والأكثر ديمومة “سراب -2” وانتقل المركز مباشرة للعمل على النسخة الثانية.
ويستخدم نظام “سراب-2” مرسلات جديدة، ومجهز ببطاريات جديدة أكثر قوة كمصدر للطاقة مما زاد من وقت تشغيله إلى عشر ساعات قبل أن يتطلب إعادة شحن، وتم تركيبه في حاوية خارجية أكثر ديمومة محيطة بالنظام بشكل كامل موفرة مزيداً من الحماية للنظام، وحقق نتائج فعالة في معارك حلب 2016.
وبعد أن عالج مركز البحوث العلمية السورية جميع قضايا التصميم في “سراب -1” من خلال تطوير نظام “سراب -2″، تحولت جهوده إلى تطوير نظام إجراء مضاد سلبي، بدلاً من نظام تشويش فقط، وظهر “سراب – 3”.
هذه النسخة سوف تقدم كفاءة واعتمادية أعلى من سراب 1 و2، وقد تضيف ميزات جديدة حيث يمكن ملاحظة وجود نوع ثان من العدسات التي قد تكون نوعاً آخر من مرسلات الأشعة تحت الحمراء لرفع الكفاءة أو نظام إنذار ليزري. وسراب 3 يغطي 360 درجة، وأياً كان رأي الخبراء في هذه الأنظمة فالمؤكد أن خسائر المدرعات السورية انخفضت بشكل كبير بعد دخول هذه الأنظمة الخدمة.
نشرت صفحة “ميليتاري زون” صورة لنظام الحماية الكهروبصري “سراب 1” فخر صناعة البحوث السورية، جرى تطويرها عام 2016 لمواجهة خطر الأسلحة الصاروخية الموجهة لاسلكيا، مثل “تاو-2 (TOW-2)” الأمريكية التي استخدمت بكثافة من قبل الجماعات المسلحة، كما شوهد التجهيز الجديد على سطح دبابة سورية من نوع “ت-72 أم 1” خلال القتال في مدينة حلب.