محافظ دير الزور محمد ابراهيم السمرة في حديث مع تلفزيون الخبر حول المدينة بعد التحرير

كشف محافظ دير الزور محمد ابراهيم السمرة في حديث لتلفزيون الخبر عن تغير وضع الأهالي بعد الانتصار والتحرير في دير الزور، متحدثاً عن الوضع الخدمي في المدينة حالياً.
وقال السمرة أنه “وعلى رغم صعوبة الطريق ولكن خلال 48 ساعة من التحرير وصلت 35 حافلة للهلال الأحمر السوري، وتم توزيع أكثر من 26 ألف سلة مجانية من لجنة الإغاثة العليا بالتعاون مع الحكومة السورية”.
وأشار السمرة إلى أن “القوافل وصلت بمشاركة عشر وزارات، وضمت كتباً مدرسية تم توزيعها على الأهالي، بالإضافة للقوافل التي تحوي مواداً صحية وسيارة إسعاف وشاحنتين محملتين بـ 9 طن من الأدوية والأجهزة الطبية”.
ووتابع السمرة “بالنسبة للمحروقات، وصلت ثلاثة صهاريج تحمل مادة الغاز المنزلي، وتلاها صهريجين أيضاً، كما وصل المازوت على دفعات، الدفعة الأولى 80 ألف لتر، ومثلها كدفعة ثانية من المازوت، بالإضافة لـ 80 الف بنزين”.
وبين السمرة أن “قوافل المحروقات ساهمت بفك أزمة كبيرة في المدينة، فهو عصب الحياة الذي كان شبه معدوم قبل التحرير، واقتصر توزيعه حينها على الأفران لانتاج الخبز والملحمة وبعض مؤسسات البلدية”.
وأكد المحافظ أنه “تم توزيع ثلاث سلل غذائية لكل أسرة ولم تبق عائلة لم تستلم سلة مجانية، ويوم فك الحصار عن المطار 9 ايلول، وزعنا في اليوم الثاني السلل، حوالي خمسة آلاف سلة مجاناً، على الحيين الملاصقين اللذين تم تحريرهما وهما هرابش والجفرة”.
وتابع السمرة “وتوالى وصول القوافل، ووصلت حوالي 45 شاحنة محملة بالخضار والمحروقات وغيرها من المواد التي تم توزيعها، ما ساهم بشكل كبير في تغيير وضع الأهالي نحو الأفضل”.
وبالنسبة لصالات التوزيع، قال السمرة “هناك ثلاث صالات للتوزيع وتضم 26 عاملاً فقط من أصل 280، ولسهولة إيصال المواد الغذائية للمواطنين تم افتتاح نقاط توزيع بالتعاون مع السورية للتجارة، وأصبح هناك حوالي عشرة مراكز للتوزيع، تباع فيها المواد بسعر التكلفة”.
وبين المحافظ أنه “تم يومي الخميس والجمعة حضور وفد وزاري، ضم وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي، ووزير الأشغال والإسكان حسين عرنوس، ووزير الادارة المحلية حسين مخلوف، ووزير الداخلية محمد الشعار، وقاموا بعدة جولات على المطار والمشفى، ثم تم الاجتماع مع رؤساء الدوائر الخدمية في المحافظة”.
وأكد المحافظ أنه “في الاجتماع تم تقديم كافة المتطلبات، وتقدير قيمة الأضرار التي تعرضت لها المرافق الخدمية، والتركيز على ضرورة توسيع الكادر الطبي وتحديد مراكزه”، مشيراً إلى أن “90 % من كوادر المحافظة في الجامعة والتربية والصحة موجود خارج المحافظة”.
وبالنسبة للزمن اللازم لعودة الكهرباء للمدينة، أوضح السمرة أن “مصدر الكهرباء الرئيسي للمحافظة هو محطة كهرباء دير الزور التي تنقسم لقسمين قسم توليد وقسم تحويل، وبالكشف المتخصص عليها تبين أنها متضررة أكثر من 80%، وبعض الأقسام متضررة 100 %، لذلك الأمر يحتاج لإعادة تأهيل ووجود ورشات من الوزارة لأجل بيان إمكانية إصلاح بعض الأقسام والآلات، أو سيتم العمل على بناء محطة جديدة”.
وتابع السمرة، “وهناك الخط 400 الآتي للمحافظة ولكنه يحتاج لعدة أشهر ويحتاج لوجود قسم توليد لينهض بالفترة الأولى ولو لساعات قليلة، ما قد يتطلب محطات جديدة وتم التواصل مع اللجنة الوزارية لتأمين ما تحتاجه من محروقات وغيرها”.
ولفت السمرة إلى أنه “وفي اليوم التالي لمغادرة الوفد الوزاري تم تخصيص 100 مليون ليرة بشكل إسعافي لمجلس مدينة دير الزور، كدفعة أولى، كما تم جلب باصي نقل داخلي ليبدآ السير ونقل الأهالي ضمن مدينة دير الزور، لأن غالبية الآليات إما مسروقة أو مدمرة، وذلك اعتباراً من يوم الأربعاء أو الخميس كأقصى تقدير”.
وبين السمرة أن “المحافظة بدأت بتأهيل المدينة بالفعل بإزالة السواتر والحواجز، من طريق دير الزور السخنة ومن البانوراما ومن القوس باتجاه دوار التلة، وسيتم فتح طريق حلب الاطفائية، ودوار أمن الدولة، ودوار الكرة الأرضية، إضافة لدوار مؤسسة المياه”.
وبالنسبة لعودة أهالي دير الزور المهجرين إلى محافظات أخرى، أوضح المحافظ أنه “يتم تأمين البنى التحتية في المدينة، وبعد فترة قصيرة قد نكون استطعنا تأهيلها بشكل جيد، وأمنا مراكز ايواء، والعائلات التي بيوتها سليمة ضمن الأحياء الغربية في المدينة والتي تريد العودة نعلن عن استقبالهم منذ هذه اللحظة”.
وأضاف المحافظ أنه “سيتم تسيير عدة قافلات على الطريق الدولي بين تدمر الشولا السخنة كباجب، الذي أصبح سالكاً منذ أكثر من أسبوع”.
وبين المحافظ أنه “سيتم العمل على مراقبة الأسعار بإشراف مديرية التموين والمحافظة، بخلاف ما كان يحدث سابقاً قبل التحرير، حيث كانت البضائع قليلة وتدخل من معابر عدة”.
وأكمل المحافظ أن “وضع الخبز جيد ويوجد فرن متنقل عند الحاجة سيتم وضعه في أي مكان، وطاقته تبلغ من 6 طن إلى 8 طن” مردفاً “سيتم تأهيل الفرن الآلي الذي عطل بسبب القذائف، وبعدة خطوط في الأيام القليلة القادمة”.
وفيما يتعلق بزيادة ضخ المياه، قال السمرة “لا يوجد من حيث المبدأ أي مشكلة في زيادة الضخ، فقلة الضخ كانت بسبب عدم توافر المحروقات، ولكن هناك قضية أخرى أن 60 % من الموظفين غير موجودين”، مضيفاً أنه “يتم ضخ المياه مرتين في الأسبوع، كل يوم ثلاثاء وكل يوم سبت، ولا يوجد حالياً أي أزمة مياه”.
واختتم المحافظ حديثه بتوجيه دعوة للمواطنين المغرر بهم ممن لا زالوا ضمن صفوف تنظيمات المتشددة، لاسيما “داعش”، بالعودة لحضن الوطن وتسوية أوضاعهم، مبيناً أن “هناك لجان مصالحة بالإضافة للتوجهات لتسوية أوضاع أي مواطن ممن لم يرتكبوا الجرائم”.
وكانت قوات الجيش العربي السوري وقوات الحلفاء، بدعم من الطيران الروسي، فكت الحصار المفروض على دير الزور منذ عدة سنوات يوم الخامس من أيلول، حيث فك الحصار عن الأحياء الغربية، ثم تلاها بعد أيام فك الحصار عن مطار دير الزور العسكري والأحياء الشرقية.