كاسة شاي

مطعم “الدكتاتور” في تونس ووجبات من “الحرية المشوية” و”الرقابة”

يواجه مواطن تونسي دعوات تطالبه بتغيير اسم مطعمه تفاديا لمشاكل قد تحصل معه، فصاحب مطعم “الدكتاتور” الذي يقدم وجبات تحمل أسماء كـ “جرية كشوية” و”رقابة” و”معارضة” أثار جدلا كبيرا في تونس.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن سيف بن حمودة صاحب مطعم “الدكتاتور”، الذي فتحه في “حي النصر” الراقي قرب العاصمة تونس، تلقى طلبات لتغييره “تفاديا للمشاكل”، حيث لم يرق على ما يبدو للسلطات.

وبالإضافة لاسمه المثير للجدل، يقدّم مطعم “الدكتاتور” للزبائن أطباقا تحمل أسماء غريبة مثل “حرّية مشويّة” و”رقابة” و”معارضة” و”انقلاب”.

بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن “سيف بن حمودة، 33 عاما، افتتح مطعمه في آذار الماضي، أي بعد ست سنوات على الثورة التي أطاحت مطلع العام 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي”.

ودرس سيف إدارة الأعمال في فرنسا وعاد إلى تونس سنة 2008، وروى الشاب أن “فكرة فتح مطعم بهذا الاسم راودته غداة الإطاحة بنظام بن علي، إلا أنه لم يتمكن من تحقيقها إلا في آذار الماضي”.

وأضاف بن حمودة لـ “AFP” أنه “أطلق هذا الاسم على محلّه حتى يسبب “شيئا من الصدمة” في محيطه، ليستطيع البروز وسط المطاعم العديدة في حي النصر”، موضحا “أردت الاستفادة من حرية التعبير، المكسب الرئيسي للثورة بعدما بقيت الدكتاتورية طوال عقود موضوعا محرما”.

واختار بن حمودة ألوانا داكنة لمطعمه وعلّق على جدرانه صور ممثلين ورؤساء وزُعماء أنظمة استبدادية، كما أطلق أسماء بعض هؤلاء على بعض الأطباق مثل “سالازار” نسبة إلى دكتاتور البرتغال أنطونيو سالازار.

وعلّق في واجهة المحلّ لافتة عليها شعار المطعم وهو عبارة عن صورة وجه شخص آسيوي شبيه بالزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ بشارب يشبه ذاك الذي ميز أدولف هتلر.

وعن اللافتة المعلقة في واجهة المطعم التي أزعجت كثيرا السلطات، بين بن حمودة أن “مسؤولون في البلدية ومسؤولون كبار في الدولة ترددوا على المطعم للاطلاع في الظاهر على وثائق المحل ومراقبة مدى التزامه بشروط النظافة والصحة”.

وأكد سيف أن “هؤلاء المسؤولين طلبوا منه تغيير الاسم، وأنه تلقى اتصالات في هذا الشأن من وزير نصحه بالإذعان لهذا الطلب”، مضيفا “في نيسان امتثلت لهذا الأمر، وأزالت لافتة المطعم المثيرة للجدل تحت أنظار الشرطة، ونشرت وسائل إعلام محلية خبرا حول ذلك، فقصد عدد من السكان المطعم من باب الفضول”.

وبحسب “AFP”، توصل لاحقا سيف إلى اتفاق مع السلطات يقضي بإعادة وضع اللافتة في واجهة المحل، لكن شرط إدخال تغيير على شعار المطعم، وذلك بإزالة شارب هتلر من وجه الشخص الآسيوي الشبيه بكيم جونغ أون.

وختم سيف ضاحكا “لقد قامت السلطات بإعلان مجاني لمطعمي وأنا أشكرها كثيرا على ذلك”، وأردف أن “شهرة مطعمه لا تعود فقط لذلك، بل أيضا إلى جودة الأطباق”.

يذكر أن تونس شهدت أول الحركات الشعبية التي سميت فيما بعد بـ “الربيع العربي”، والتي أدت للإطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، واستلمت بدلا منه حركات اسلامية الحكم في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى