وداعا للحقن بالأبر .. لصاقة لمواجهة الانفلونزا
اجتازت لصقة حاقنة للقاح الانفلونزا وصفها مطوروها بـ”غير المؤلمة” اختبارات سلامة هامة في أول تجربة على البشر.
وبحسب “بي بي سي”، فإن “اللصقة الجديدة تتميز بسهولة الاستخدام، بحيث يمكن للناس لصقها بأنفسهم”، مبينة أنه “على الجانب اللاصق منها، تحتوي اللصقة على 100 إبرة شبيهة بالشعر تخترق سطح الجلد”.
وتخز مجموعة الإبر المجهرية أعلى طبقات الجلد، بينما تدخل حقن الانفلونزا التقليدية عبر العضلات، وذلك بحسب كبير الباحثين، مارك براوسنيتز، وهو كذلك مسؤول بشركة تريد الحصول على التصريح لإنتاج هذه التقنية الحديثة، مضيفا “إذا وضعت اللصقة تحت المجهر ما ستراه هو إبر صغيرة للغاية”.
ومن شأن سهولة الاستخدام أن تساعد على تحصين المزيد من الأشخاص ضد الانفلونزا، وبينهم أولئك الذين يخافون من الحقن، حسبما قال خبراء لدورية “لانسيت” الطبية.
وتقدم اللصقة نفس المناعة التي يوفرها اللقاح التقليدي، لكن دون الشعور بالألم، حسبما قال معدو المنتج الجديد من جامعة إيموري بولاية جورجيا الأمريكية ومعهد جورجيا للتكنولوجيا، الممول من المعهد الأمريكي للصحة الوطنية.
وعلى عكس لقاح الانفلونزا التقليدي، لا تحتاج اللصقة إلى حفظها داخل الثلاجة، وهو ما يعني أن الصيدليات ستتمكن بكل سهولة من تخزينها على الأرفف كي يشتريها الناس.
وقالت نادين روفايل من جامعة إيموري “يتعين علينا التخطيط لأخذ اللقاح في المنزل وفي أماكن العمل، وحتى توزيعه عبر البريد”، موضحا أنه “يمكن التخلص من اللصقة بإلقائها في سلة المهملات بعد استخدامها لأن الإبر المجهرية ستتحلل من تلقاء نفسها”.
وأجرى الفريق العلمي اختبارات على اللصقة إلى جانب حقن الانفلونزا التقليدية. وحقن بعض المتطوعين من إجمالي 100 متطوع بالحقن التقليدية في الذراع، بينما وضع آخرون لصقة الإبر المجهرية على رسغهم لمدة 20 دقيقة.
وقال غالبية المتطوعين إن استخدام اللصقة لم يكن مؤلما، غير أن البعض واجه أعراضا جانبية بسيطة، مثل احمرار المنطقة التي وضع اللصقة عليها، وحكة، ونوع من الحساسية، وتحسنت هذه الآثار من تلقاء نفسها خلال أيام.
ورأى خبراء إن اللصقة الجديدة من شأنها أن تحدث ثورة في وسائل حقن لقاحات الانفلونزا وغيرها من اللقاحات، على الرغم من الحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات السريرية خلال الأعوام المقبلة للموافقة على استخدام اللصقة على نطاق واسع.