هل تعلم عزيزي المواطن أن في حلب عدادات شغالة بالتكاسي؟.. “ونظامية كمان”
أصبحت العدادات الخاصة بالتكاسي ( سيارات الأجرة ) طيلة سنوات الحرب عبارة عن “منظر” و”ديكور” في سيارة التكسي، التي لا يلتزم صاحبها به، حتى نسي في فترة ما كيفية تشغيله، فمع القفزات المتعددة للأسعار طيلة سنوات الحرب، لم تعد تعرفة العداد هي نفسها، وحتى العداد “عقلو ما عاد متحمل”.
وكانت الحكومة قامت عدة مرات بتعديل أسعار العدادات ووضعت العديد من الآليات وحددت مراراً تسعيرات معينة لأصحاب التكاسي، إلا أن ظروف الحرب جعلت من الصعب لكافة التكاسي تعديل عداداتها، وبالنتيجة “التطنيش”، بالإضافة لعدم التزام معظمهم بالتسعيرات الجديدة رغم أن عداداتهم نظامية ومعدلة.
والمفاجأة أمام هذا الواقع هو ما تراه في معظم تكاسي مدينة حلب، فالعداد يبتسم لك فور صعودك للتكسي بحلته الجديدة وشاشته التي تظهر عبارة “معدل بتاريخ 1 – 1 – 2017”.
وتزداد الصدمة عندما ترى سائق التكسي يقوم بتشغيل عداده بشكل طبيعي، والفرحة كل الفرحة عندما تصل لوجهتك وتدفع ما يقوله العداد، وفي بعض الأحيان 50 زيادة.
وبطبيعة الحال ، فإن العديد من السائقين لا يلتزمون بالعداد، حتى لو كان معدلاً، ويفضلون الأجرة التكهنية التي كانوا يعملون بها طيلة سنوات الحرب.
“الله يرحم أيام الخمسين ليرة”، هذا ما قاله أحد سائقي التكاسي لتلفزيون الخبر، الذي يتحسر كمعظم السوريين على أيام ما قبل الحرب، مضيفاً: “أكبر توصيلة كنت تلف فيها حلب كلها ما بتطلع 150 ليرة للـ 200 ليرة إن كترت”.
وتابع السائق: “في أيامنا الحالية أصغر توصيلة والتي هي من حارة لحارة ضمن الحي نفسه تكون التسعيرة 150 ليرة، وبكل صراحة فإن الأزمات والمحروقات وارتفاع أسعار قطع الصيانة، كلها أسباب كفيلة بعدم الالتزام بالعداد، وظروف الحرب تجعلك دوماً في حساب أي تغير أو أزمة مفاجأة”.
ويرى العديد من أهالي حلب العدادات المعدلة في تكاسي مدينتهم أمر مفاجئ وغير اعتيادي على المدينة التي عانت الكثير من الويلات، وفي الوقت ذاته هو أمر مبشر بالخير، حتى في حال عدم تقيد كافة السائقين به.
وبمقارنة أسعار العداد مع الأسعار التقديرية والمتعارف عليها طيلة فترة الأزمة، فإن معظم الأسعار تكون هي نفسها تقريباً، مع فرق قد يصل لـ 50 ليرة سورية، هي بالأصل يتم دفعها للسائق فوق العداد كزيادة طبيعية.
وكان آخر قرار تحديد تعرفة التكاسي للمكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب جعل “تسعيرة فتح العداد بـ 30 ليرة سورية، وسعر الكيلو متر بـ 48 ليرة سورية، وسعر الساعة الزمنية 360 ليرة سورية”.
وفا أميري – تلفزيون الخبر – حلب