في ذكرى نكسة حزيران..لا طريق إلى النصر إلا فوهة البندقية
تعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الصراع العربي “الإسرائيلي”و التي انتهت باستيلاء العدو “الإسرائيلي” على كامل فلسطين، حيث اندلعت الحرب في 5 حزيران 1967 بهجوم “إسرائيلي” على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، كان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، وسوريا والأردن.
وطوت هذه الحرب السنة الخمسين على مرورها .. خمسون عاماً على الغدر “الاسرائيلي” .. خمسون عاماً على الاستباحة الكاملة لأراضي فلسطين من خلال احتلال غزة والضفة الغربية .. خمسون عاماً على احتلال الجولان السوري، إضافة الى احتلال شبه جزيرة سيناء في مصر.
وجاء هذا العدوان في سياق الطبيعة العدوانية والتوسعية للعدو “الإسرائيلي” مدعوماً من القوى الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا الغربية آنذاك، وكانت أهداف هذا العدوان إلى جانب التوسع، إسقاط الأنظمة التقدمية في كل من سوريا ومصر والقضاء على كل أشكال المقاومة، لاسيما بعد مرور عامين على انطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية، وبداية الكفاح المسلح والمنظم بدعم من سوريا ومصر والجزائر.
واعتقد قادة العدو “الاسرائيلي” أنهم بتحقيقهم الانتصار في تلك الحرب سيخمدون شعلة النضال والمقاومة واعتبروا أنهم الجيش الذي لايقهر، وفي المقابل كانوا يصفون المقاتل العربي بالجبان، الذي لا يحسن التعامل مع الأسلحة الحديثة وغيرها من أساليب الحرب النفسية التي طالما أجادها العدو “الاسرائيلي”عبر تاريخ الصراع بمواجهته.
وخاب ظن العدو “الاسرائيلي” باعتقاده أن الهزيمة العسكرية سوف تؤدي بمصر وسورية إلى الاستسلام والاعتراف بالكيان “الاسرائيلي” فعلى العكس من ذلك تماماً خرج السوريون والمصريون رافضين للهزيمة مطالبين بالثأر من العدو الصهيوني هذا على المستوى الشعبي.
أما على المستوى السياسي فقد انعقدت قمة عربية في الخرطوم بعد شهرين من العدوان وكانت “اللاءات الثلاث”، لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات مع العدو الصهيوني، وكانت رداً صاعقاً على عنجهية العدو وحلفائه الذين أعماهم وهج النجاح في الحرب.
ولم تكن لاءات الخرطوم تتحرك في فراغ فقد بدأت القوات المسلحة العربية السورية والمصرية استعداداتها للثأر من العدو ولم يمر سوى وقت قليل حتى استطاعت القوات المسلحة المصرية تدمير أكبر بارجة إسرائيلية هي إيلات.
ولم تتوقف الاشتباكات على الجبهة السورية بين القوات المسلحة السورية وقوات الاحتلال في الجولان إلى جانب المقاومة الشعبية التي أبداها أهلنا هناك، كما ازدادت وتيرة العمل الفدائي عبر منظمتي العاصفة والصاعقة .
وتشكلت قاعدة مقاومة فلسطينية قوية في الداخل الفلسطيني وفي الأردن استطاعت ان تلحق هزيمة بالعدو “الاسرائيلي” في معركة الكرامة في آذار عام 1968 ما شكل أول هزيمة عسكرية له منذ استزراعه عام 1948.
وكانت أهم الدروس المستخلصة من نكسة حزيران هي أن النكسة العسكرية لم تتحول إلى هزيمة سياسية أو معنوية وأن العدو “الاسرائيلي” يعتمد الحروب الخاطفة وليس لديه القدرة على القيام بحروب طويلة.
ولعل هزيمته في لبنان عام 2006 هي الدليل الأبرز على ذلك، يضاف إلى ذلك أن العدو لا يستطيع خوض حرب العصابات أو مواجهة المقاومة الشعبية إضافة إلى حقيقة انه يعتمد على قاعدة تفريق الصف العربي والمقاوم.
و أثبت تاريخ الصراع مع العدو”الاسرائيلي” أن اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة القوة وأن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في مواجهته هي البندقية المقاتلة والمقاومة ولا شيء غير ذلك.