“رماك الهوى ياناعم” .. الناعم حلوى جميع الدمشقيين في رمضان
“رماك الهوى ياناعم،” كثيراً ما تتردد هذه العبارة على مسامع متسوقي دمشق في شهر رمضان، فالناعم الدمشقي، أو خبز رمضان الدمشقي المُحلى، أو رماك الهوا يا ناعم من الحلويات الرمضانية المشهورة.
ويعتبر الناعم فولكلوراً دمشقياً رمضانياً، وهذه الحلوى لا تصنع إلا بشهر رمضان، وتتميز بطعمها المقرمش ودبس العنب المزين فوقها، والذي يتفنن صانعوه في توزيعه فوق رغيف الناعم بتشكيلات تضفي عليه شكلاً شهياً يدفع الكثيرون لشرائه في شهر رمضان حتى لو لم يأكلوه.
ويقبل الصائمون قبل فترة الإفطار على شراء الناعم، لاسيما وأن صانعيه يتفنون بطرق إبرازه كحلوى لذيذة مقرمشة تداعب شهية الصائم، ويبدأ “معلمو” الناعم بصنعه قبل ثلاثة أشهر من شهر رمضان، حيث تجفف عجينة الناعم لتصبح جاهزة للقلي.
ويقلي صناع الناعم العجينة على مرأى من المتسوقين، ويعتمدون في صنعها على وسائل تقليدية تراثية كالعصا التي تأخذ شكل الكف لتوزيع الدبس بشكلٍ فني منتظم، إضافة إلى المقلاة كبيرة الحجم لاستيعاب كمية الزيت وحجم رغيف الناعم.
ويضع باعة الناعم بضعة أرغفة من الناعم المزين بالدبس في كيسٍ شفاف ليعكس ما بداخله بسهولة، لأن نفس الصائم تقوم بشراء كل ما تجده، فكيف إذا ما كانت حلوى مقرمشة ومزينة بالدبس.
ويعتبر سعر هذا الكيس رخيص نسبياً إذا ما قورن بأسعار الحلويات التي تنتشر في شهر رمضان، لكن لا يمكن أن يقال عن الناعم أنها حلوى الفقراء، لإقبال الكثيرين على شرائها، فالناعم هي الحلوى التي تجمع كافة التفاوتات الطبقية الدمشقية.
ويوصي أخصائيو التغذية بعدم الإكثار من أكل الناعم لما يحتويه من زيوت مشبعة وسعرات حرارية عالية، لغناها بالسكريات والنشويات.