مبادرة لـ”إنقاذ” نقابة الفنانين.. أولى بشائر العمل النقابي في سوريا الجديدة

أطلق مجموعة من الفنانين خلال مؤتمر صحفي عُقد الاثنين في صالة أوسكار بدمشق مبادرة “معاً لإنقاذ نقابتنا”، والخاصة بالإعلان عن تشكيل لجنة لتسيير أعمال نقابة الفنانين السوريين.
وبحسب بيان المبادرة، والتي حصل تلفزيون الخبر على نسخة منها، فإن “المجموعة تقدمت بمقترح لوزيرة الثقافة للموافقة على تعيين لجنة تسيير أعمال النقابة تستلم صلاحيات المجلس المركزي لضمان حصول انتخابات نزيهة، وذلك وفق صلاحيات محدودة”.
وحصلت المبادرة وفق بيانها على “توقيع 650 عضواً فاعلاً من مختلف الصنوف الفنية ضمن النقابة، وهو ضعف العدد المشارك في الانتخابات الأخيرة”.
وتشكّلت لجنة تسيير الأعمال من الفنانين/ات منى واصف، سمر سامي، عباس النوري، شادي جميل، محمد حداقي، زهير قنوع، صلاح طعمة، ونظير مواس.
وتتمحوّر صلاحيات اللجنة كما ورد في البيان بـ”تصدير القرارات المتعلّقة بتسيير أمور الأعضاء الخدمية، وتحرير الأرصدة المالية للنقابة ليتمكن الأعضاء من الحصول على حقوقهم، وقيادة تنظيم انتخابات من القواعد بالتنسيق مع وزارة الثقافة، للوصول ختاماً نحو مجلس ونقيب جديدين”.
وأكّد بيان المبادرة على “رفض السواد الأعظم من الفنانين استمرار المجلس الحالي بمتابعة مهامه لكونه فقد شرعيته بتصويت الأعضاء”.
وكان من بين الفنانين المتحدثين في مؤتمر إطلاق المبادرة، تيسير إدريس، قاسم ملحو، رمزي شقير، وعازف القانون عبد الله شحادة، وغيرهم من الفنانين.
وتحدّث عازف القانون، عبد الله شحادة، لتلفزيون الخبر، أن “مشروع المبادرة ليس الهدف منه الانقلاب على أحد، بل إعادة بناء هيكلية التفكير داخل النقابة وترميم الثقة بين الأعضاء، لتعود النقابة لممارسة عملها الحقيقي، الأمر الذي يشكّل ضمانة لاستقلالية الفنان وحريّته العمليّة ويحصنه من التحزبات”.
وقال الممثل، رمزي شقير، لتلفزيون الخبر، إنه “عدت من فرنسا بعد غياب 20 سنة لأساهم بإطلاق هذه المبادرة التي اشترطنا على مُطلقيها عدم الترشّح للانتخابات النقابية، فهدفنا ينحصر في حماية النقابة والمحافظة على المناخ الثقافي في سوريا”.
وتابع “شقير” أنه “لا تنفصل مبادرتنا عن سياق العمل المدني في سوريا، ونعي تماماً معنى أن يخرج بلد من حرب أهلية، وما قد يؤثره ذلك على الحريات والثقافة، لكننا لا نطلب المستحيل، نريد أن نمارس مهننا ونقدم الفائدة للجميع دون رقابات، وسوريا لا يمكن لها أن تحيا دون ثقافة”.
وأكمل “شقير” أنه “هناك تخوّف من المستقبل بلا شك، لكن الحل أمام هذه المخاوف هو الحوار وحصر السلاح بيد الجيش وضبط الأمن، ولا يمكن ألّا نصل لصيغة مشتركة مفيدة للجميع، وإلّا نكون قتلنا ثورتنا، صحيح الثورة العسكرية انتهت لكن الثقافية دوماً مستمرة”.
وتأتي هذه المبادرة كباكورة للأعمال النقابية في سوريا بعد سقوط النظام السابق، وامتداد للنشاط المدني الذي شهد اندفاعة كبيرة منذ 8 كانون الأول 2024.
وغابت النشاطات النقابية خصوصاً الانتخابية منها سواء لنقابة الفنانين أو غيرها عن النقابيين والجمهور السوري لعدة عقود، نظراً لتعيين أعضاء النقابات وقياداتها بتزكية من قيادات النظام السابق.
ويعتبر العمل النقابي مؤشراً على تحضّر البلاد من جهة، ومقياساً لمدى حرية العمل والديمقراطية من جهة أُخرى، وهو ما يطمح له السوريّون.
يُذكر أن نقابة الفنانين وأعضائها كانوا مادة دسمة على مدار سنوات الحرب، نظراً للديكتاتورية التي تمتع بها النقباء المتعاقبين، إضافةً للانقسام العامودي السياسي بين الأعضاء.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر – دمشق