الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحيي الذكرى الـ 52 لتأسيسها
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، يوم الأحد، الذكرى الـ 52 لتأسيس الجبهة، في دار الأسد للثقافة والفنون، من خلال مهرجان خطابي، تضمن عرضاً لفيلم وثائقي ومسرحية إيمائية.
وتحدث الفيلم الوثائقي عن انطلاقة الجبهة ووالوفاء للخالصة وأم العقارب والطيران الشراعي والنورس والجليل والشهيد القائد جهاد جبريل وكل شهداء الجبهة وفلسطين.
وتضمن المهرجان أيضاً عرضاً مسرحياً ايمائياً تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة من ممارسات العدو العنصرية بحق الأطفال، وكيف لجأ الشباب للطعن بالسكين كوسيلة من وسائل مقاومة المحتل، وكان أبطال العمل المسرحي مجموعة من الأطفال.
وأكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أحمد جبريل أن “نكبة فلسطين ليست من عام 1948 وإنما منذ مئة عام، والأطماع في فلسطين ليس فقط من المستعمر الخارجي، بل بتواطؤ من حكام العرب الذين وقعوا على وثيقة الموافقة على انشاء دولة يهودية على أرض فلسطين”.
وتابع جبريل: “القدس احتلت 82 عاماً والساحل الفلسطيني 130 عاماً فهذه الأرض معتادة على طرد الغزاة مهما طال الاحتلال، وفلسطين من بحرها لنهرها ومن شمالها لجنوبها هي ملك لشعبنا الفلسطيني”.
وقال جبريل أن “الطريق لفلسطين ليس معبد، والنصر قام لفلسطين ولمحور المقاومة من ايران إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، والتحية لأرواح الشهداء ولأبطال الانتفاضة الفلسطينية الثالثة”.
وبدوره أشاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد في كلمة الفصائل الفلسطينية “بالعمليات البطولية التي قامت بها الجبهة لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال “الإسرائيلي” وإضراب الكرامة ومعركة الأمعاء الخاوية التي يقودها الأسرى في السجون”.
ودعا أبو أحمد “السلطتين في غزة ورام الله للوحدة الوطنية”، مؤكداً على “وحدة المصير في الدفاع عن فلسطين”.
ومن جهته لفت منسق حملة “من أجل اليرموك” الناشط الفلسطينين محمد جلبوط لتلفزيون الخبر أن “الاحتفال الذي دعت إليه منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية صادف أيضاً الذكرى الـ 15 لاستشهاد جهاد جبريل نجل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة”.
وبين جلبوط أن “ما يجري اليوم من أحداث داخل فلسطين من خلال إضراب الأسرى وانتفاضة السكاكين، يعيد الإعتبار لأهمية وجود حالة وحدوية فلسطينية على قاعدة الميثاق الوطني الفلسطيني الأساس الذي تمسكت به الجبهة الشعبية – القيادة العامة والفصائل الفلسطينية، والتي شطبت منه بعض البنود عام 1998 من قبل الشهيد ياسر عرفات وبحضور بيل كلينتون الرئيس الأمريكي وقتها”.
وأضاف جلبوط أن “إعادة الإعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني على أرضية أن الشعب الفلسطيني معبراً عن ذاته بالثورة المسلحة والكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو الهاجس الأساس اليوم لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج”.
وتابع: “هذا هو السبيل لتحقيق أرضية الوحدة والمصالحة الوطنية الحقيقية، ولتحقيق الإعتبار للثورة الفلسطينية وإعادة بوصلتها في التمسك بالمقدسات والثوابت وعلى رأسها حق العودة كل لأرضه وبيته الذي شرده منه منذ 1948”.
وشرح جلبوط أن “دور الجبهة لا يقتصر على نضالها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط، بل أيضاً في معركتها بسوريا دفاعاً عن وحدة سوريا والشعب السوري والمخيمات الفلسطينية بالدرجة الاولى سواءً بوجودها داخل مخيم يرموك بدمشق ومخيم حماة وعلى الحدود مع المواقع الفلسطينية كالمخيمات في لبنان”.
وأشار جلبوط إلى أن “هذا الدور للجبهة أساسي ومهم، على الرغم من تعرضه للملاحظات والانتقادات الشديدة وللهجوم من قبل بعض الفصائل الفلسطينية كفتح وحماس وخصوصاً بعد تسليح المخيمات الفلسطينية لمحاربة ارهاب “داعش” و”النصرة””.
ولفت جلبوط إلى أنه “في الحفل عرضت الجبهة نموذجاً مستمراً يتحدث عن تمسك الطفل ودورها في مجال التعليم والمجال الانساني والاغاثي في مختلف المجالات، وبغض النظر عن حملة الانتقادات إلا أنها تبقى مقوماً أساسياً لفلسطيني سوريا بالدرجة الاولى وفي لبنان”.
وأضاف: “إن الجبهة قد تكون فعلاً قليلة الوجود في الداخل الفلسطيني، لقلة الإمكانيات وبحكم الحصار من قبل السلطة الفلسطينية أو الاحتلال “الإسرائيلي”، إلا أن وجودها أكبر وكثيف في سوريا ولبنان، وهي فصيل أساسي للمقاومة الفلسطينية في سوريا لا يمكن تجاوزها في الحديث عن فلسطيني سوريا، سواء من حيث امكانياتها وعددها ودورها وشهدائها”.
وأردف جلبوط أن “أهمية المهرجان كانت بحضور كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحضور سفير السلطة الفلسطينية في سوريا وقيادة فتح، رغم انتقاد جبريل للسلطة الفلسطينية، وهذا مؤشر إيجابي على إعادة الالتفاف حول بعضنا البعض، على الاقل لفلسطيني سوريا مهما كان هناك خلاف في المواقف”.
وأشار جلبوط إلى أن “حملة من أجل اليرموك معنية جداً ويهمهما جداً التنسيق بين الفصائل الفلسطينية وتحقيق فعالية لاجتماعاتهم ولقاءاتهم، ولحضور المخيمات في تلك اللقاءات كما حصل في اللقاء الأخير”.
ووجه جلبوط “باسم حملة من أجل اليرموك التحية إلى شهداء الجبهة وفي مقدمتهم المؤسسين الأوائل الشهيد فضل شرورو وأبو جهاد يوسف طبل، وغيرهم من المؤسسين الأوائل، وإلى شهدائها في لبنان سمير درويش وجهاد جبريل وشهدائها في سوريا ابو نورس نضال وكافة شهداء العمل الفلسطيني”.
والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة هي فرع منشق من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي يعتبر ثالث أكبر الفصائل المقاومة في الساحة الفلسطينية وثاني أكبر الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية.
وكانت الجبهة تعرضت للإنشقاق عام 1959، حيث أسس أحمد جبريل مع علي بشناق تنظيماً سمي بـ “جبهة التحرير الفلسطينية”، وأعلنت هذه الجبهة نفسها سياسياً في 11- 4 – 1965، حيث مارست العمل الفدائي العسكري على شكل مجموعات استطلاع وجمع معلومات واشتباك صغيرة، ومن ثم تحولت الجبهة إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
وشكلت الجبهة مجموعات فدائية ضاربة، تحت قيادة موحدة، والمجموعات العسكرية هذه برزت كقوة فدائية مسلحة في ساحة العمليات وتحت مسميات ثلاث: “فرقة الشهيد عبد القادر الحسيني”، ومركزها الضفة الغربية من كافة جهاتها، و”فرقة الشهيد عبد اللطيف شرورو”، وكان مركزها، سوريا ونطاق عملها، الحدود المتاخمة لجنوب لبنان وشمال فلسطين.
بالإضافة إلى “فرقة الشهيد عز الدين القسام”، وكان مركزها سوريا ونطاق عملها سهل الحولة وطبريا وقرى الجليل الأعلى.
وقامت هذه المجموعات بعمليات كبيرة ومتميزة، منها نسف قطار القدس / بيتير منتصف العام 1966، ونسف سكة الحديد في نفس المكان، ومهاجمة مستعمرة ديشوم في الجليل الأعلى، ونسف خزان للمياه ومحطة للكهرباء، وفقد الجبهة في هذه العمليات شهيدها الأول خالد الأمين.
ونفذت الجبهة عام 1967 عملية نسف باص للخبراء العسكريين “الإسرائيليين” وقتل معظم أفراده، ونسف سنما رويال في حيفا حيث وقع الأسير الأول للجبهة بيد قوات الاحتلال سمير درويش.
وركزت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة على العمل العسكري حتى أن الفصائل الأخرى كانت تستعين به في هذا المجال.
وعملت الجبهة على مساندة فصائل المقاومة الفلسطينية وتدريبها من خلال مواقعها المنتشرة في لبنان وسوريا، كما اشتهرت الجبهة بعملية شهداء قبية، وهي العملية التي استخدم فيها مقاتلو الجبهة طائرات شراعية للوصول إلى معسكر في شمال “إسرائيل” وتنفيذ مهمة قتالية في 25. 11. 1987 قبل أندلاع الانتفاضة الأولى بأيام قليلة.
وشاركت الجبهة أيضاً في الحرب الأهلية اللبنانية في الأعوام 1975 ـ 1977، وتميزت في ما عرف بحرب الفنادق التي تمكنت فيها الجبهة من السيطرة على منطقة الفنادق ببيروت.
وساهمت الجبهة في مقاومة الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان في العام 1982 وفي معارك تحرير الجبل وبيروت من القوات “الإسرائيلية” في العامين 1983 ـ 1984.
وفا أميري – تلفزيون الخبر