من هم “الأوزبك” الذين أحرقوا شجرة الميلاد في السقيلبية وتوعّدت “الهيئة” بمعاقبتهم؟
أثارت حادثة قيام مسلحين “أوزبك”، يتبعون لهيئة تحرير الشام، بإضرام النار في شجرة عيد الميلاد في مدينة السقيلبية بريف حماة، استياء واسعاً في مختلف الأوساط السورية.
.
وقعت الحادثة بحسب مصادر متفاطعة تحت تهديد السلاح، حيث منع المسلحون السكان من الاقتراب واضرموا النار، التي بدأت تأكل شجرة الميلاد، قبل وصول تعزيزات من “الهيئة” والإدارة السياسية في المنطقة.
وبعد تداول رواية أولى عبر الإعلام “الرسمي” مفادها أن “فلول النظام” أضرمت النار بهدف إشعال فتنة، أعلن مسؤولو الإدارة السياسية في السقيلبية، بحسب مصادر محلية ومقاطع فيديو متداولة، نية الهيئة محاسبة الفاعلين بصرامة، ورفض ما قاموا به، وتعهدت بإعادة ترميم الشجرة، وهو ما تم فعلاً خلال ساعات.
وأكدت المصادر المحلية ذاتها ما انتشر عبر فيديوهات، أن من قام بحرق الشجرة مقاتلون “غير منضبطون” منضوون بين صفوف الهيئة لا يحملون الجنسية السورية، تم وصفهم بال “أوزبك”.
وخرجت مظاهرات في بعض أحياء دمشق مثل باب توما والقصاع، ليل الثلاثاء، احتجاجا على إضرام النار بشجرة خاصة باحتفالات عيد الميلاد في السقيلبية بحماة، والتي قام بها مسلحون أوزبك.
من هم المسلحون الأوزبك؟
المسلحون الأوزبك هم مقاتلون أجانب انخرطوا في الصراع السوري منذ بداياته، وينحدرون من دول آسيا الوسطى، مثل أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان.
وتختلف أسباب انخراطهم في الحرب بين القمع السياسي والاقتصادي في بلدانهم الأصلية، مما دفعهم للبحث عن فرص جديدة والانضمام إلى الجماعات المسلحة في سوريا.
وبين الأيديولوجية الدينية، حيث يتبع معظم المقاتلين الأوزبك أيديولوجيات دينية متطرفة، مما يجعلهم ينضمون إلى جماعات توصف بالتطرف.
ويتمركز هؤلاء ضمن فصائل مختلفة، أبرزها “كتائب الإمام البخاري”، التي تُعتبر إحدى أقوى الفصائل الأوزبكية في سوريا وترتبط بتنظيم “هيئة تحرير الشام”.
وانخرط آخرون في صفوف تنظيم “داعش”، حيث لعبوا أدواراً قيادية، وتتميز هذه المجموعات بالكفاءة العسكرية والانضباط، مما جعلها فاعلة في معارك عديدة.
وتناقلت مصادر محلية، أنباء عن حادثة “سرقة” في منطقة حميميم، بريف جبلة، قام بها أيضا من وصفوه ب “مجموعة غير منضبطة من الأجانب”، لجأ بعدها الأهالي للهيئة والأمن العام، حيث تمت ملاحقة المجموعة والقاء القبض على معظم أفرادها بعد اختبائهم بين المدنيين في أحد الأبنية السكنية، بينما لاذ أحدهم بالفرار.
وفيما تؤكد مختلف الجهات المحلية والرسمية، والدولية، على حساسية المرحلة، وضرورة ضبط النفس مع تكرار “الحالات الفردية” أو محاولات ما يسمى ب “فلول النظام” تأجيج الوضع بطريقة أو بأخرى، على أولوية ضبط الوضع الأمني.
وأثارت هذه الاعتداءات مخاوف السكان المحليين، وسلطت الضوء مجدداً على التحديات الأمنية المستمرة في ظل واقع حساس، وقدرة “الهيئة” على ضبط كافة العناصر والفصائل المنضوية تحت لوائها.
تلفزيون الخبر