أبو عاطف الفرا.. فرواتيّ مارس المهنة أكثر من نصف قرن في حمص
في مساحة صغيرة نسبياً، تتجاوز المتر المربع بقليل، دأب أبو عاطف الفرا على ممارسة مهنة ورثها عن والده، وعن أجداده من قبله، وهي صناعة الفرو.
ورغم المساحة الصغيرة، فإن تاريخ المحل يعود لمئات السنين وسط سوق الحسبة على أطراف سوق حمص المسقوف، يقول أبو عاطف لتلفزيون الخبر.
ويضيف الرجل الذي قضى 55 عاماً من سنوات عمره في ممارسة هذه المهنة، بأن لقب “الفرواتي” التصق به منذ طفولته، كحال جميع من مارس هذه المهنة.
“من لما خلقت وأنا بهاي المصلحة”، يكمل الرجل الحمصي العتيق بلهجة محلية يعرفها الجميع، إذ أنه اعتاد القدوم مع والده في طفولته ليتعلم تفاصيل هذه المهنة.
وعن خطوات صنع الفروة يتحدث أبو عاطف، فهي تبدأ بعد ذبح الخاروف واستلام الجلود ومن ثم غسله وتنشيفه ونشره في عملية متكررة حتى يصبح جاهزاً للاستخدام والعرض.
ولا يقتصر استخدام الصوف على العبايات كما يعتقد البعض بحسب أبو عاطف، حيث يمكن عرضها كنوع من الصمديات في المنازل، كما تفرش بها الأرضيات وتستعمل كوشاح أو مشدّ يوضع على الرجل عند تناقص درجات الحرارة.
وتختلف أسعار الفروة بحسب الجودة والغرض، يكمل أبو عاطف لتلفزيون الخبر، وهي التي كانت مقبولة فيما مضى، لكنها ارتفعت مع بدء الحرب في سوريا كما حال جميع السلع والمواد.
ويتراوح سعر الجلد بين 20-25 ألف ليرة، وهو ما يختلف بشكل كبير عن الفرو، إذ أن الأسعار تبدأ من 500 ألف ليرة وتصل 10 ملايين ليرة بحسب طلب الزبون.
ولا يخفي أبو عاطف وجود بعض الصعوبات وتتركز بمعظمها بارتفاع أسعار يعض مستلزمات العمل، حيث وصل سعر الشبّة إلى 25 ألف وكيلو الملح 1000 ليرة، بالإضافة إلى أسعار المعجون ومسحوق الغسيل وأجور اليد العاملة.
ويرى الرجل الستيني أن وضع العمل أصبح أفضل بعد توفير الكهرباء للمحال التجارية في السوق المسقوف، ما ساهم بتنشيط العمل ومعه حركة البيع والشراء لتبقى هذه المهنة حية بعيدة عن الاندثار كحال بعض المهن الأخرى.
عمار ابراهيم- تلفزيون الخبر