حرب تموز وتصريحات “الإسرائيليين” المتبجّحة .. ما أشبه الأمس باليوم
اطلق رئيس أركان جيش الاحتلال “هرتسي هاليفي” مساء الإثنين اسم “سهام الشمال” على العملية العسكرية التي شنها الكيان ضد لبنان وشعبه ومقاومته.
وادعى “هاليفي” أن غارات الكيان قامت بسلب قدرات حزب الله التي بناها على مدار 20 عاماً وأن التقديرات الأمنية توضح تضرر 50% من إمكانيات الحزب الصاروخية.
بينما زعم وزير حرب الكيان “يؤآف غالانت” أنه “خلال اليوم الأخير تم هدم ما بناه الحزب طيلة 20 عاماً وتُرك نصر الله وحيداً بعد أن أُخرجت وحدات كاملة من قوة الرضوان عن العمل إضافة لتدمير عشرات ٱلاف الصواريخ”.
موقف “غالانت” و”هاليفي” يعيد للذاكرة تصريحات كل من رئيس أركان جيش الاحتلال “دان حالوتس” ووزير الحرب “عمير بيرتس” أثناء عملية “الوزن النوعي” خلال حرب تموز 2006 وكيف تبجح كليهما بالقضاء على 75% من قوة الحزب الصاروخية خلال أول يومين للحرب.
بعد تصريحات “حالوتس” و”بيرتس” حينها، خرج الأمين العام للحزب ليلاً بمفاجأة ضرب “ساعر” لحقها استهداف حيفا وما بعدها ثم النصر.
اليوم يعيد قادة الكيان ذات الغباء مستخفين بالمقاومة وحلفها بينما تدوي صافرات الإنذار على كامل خريطة الأرض المحتلة جراء صواريخ الحزب التي لا يدري الأحمقان من أين تخرج وفي أي مكان ستستقر.
وحاول الكيان خلال 11 شهراً من العدوان على غزة إجبار حزب الله على إيقاف جبهة الإسناد التي أطلقها من جنوب لبنان نصرةً لغزة دون أي جدوى مستخدماً أعنف الوسائل وأكثرها خسة محاولاً كسر مقا*ومة عهدها غير قابلة للكسر.
وقام الكيان باستهداف ما يقارب 5 آلاف لبناني دفعة واحدة خلال مجزرتي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 أيلول الجاري ما أدى لاستشهاد العشرات وجرح الآلاف تبعها شن عدوان على ضاحية بيروت الجنوبية أسفر عن ارتقاء كوكبة من قيادة الحزب أهمهم القيادي الكبير إبراهيم عقيل.
ولأن الغبي وحده لا تُعلمه عجلة التاريخ، يرى “نتنياهو” أنه أكثر قدرة من أسلافه على تدمير قدرة حز*ب الله متناسياً مشهد “أولمرت” خلال حرب تموز 2006 وهو يجلس وحيداً على أرجوحته في باحة منزل يعُد أيام بقائه في السلطة أو “بيرتس” وهو يشاهد جبهة لبنان أمام جنده بمنظار مغلق حوله لأضحوكة عالمية.
وللتذكير فإن من أجمل الروايات المتداولة حول حرب تموز بشقها الأمني اثنتين الأولى تتعلق ب”حالوتس” فعندما قامت قوات الاحتلال خلال أول 48 ساعة على انطلاق الحرب باستهداف مراكز صاروخية للمقاومة دون قيام الحزب بأي ردة فعل ما دفع “حالوتس” الجالس على كرسيه مراقباً في غرفة العمليات إلى تنفس الصعداء والقول أمام جُنده “هزمناهم”.
والرواية الثانية على لسان قادة المقاومة عن أكبر عملية خداع استراتيجي في حرب تموز قام بها الشهيد عماد مغنية واستغرقت ما يقارب العقد من الزمن لوضع مراكز صاروخية وهمية للعدو كطعم يقوم باستهدافها خلال أي حرب يفكر بها على لبنان بينما تم بناء مراكز جديدة نوعية سرية بالتنسيق مع سوريا وإيران.
ونقل قادة المقاومة أن “مغنية” بعد سماعه لتصريحات “حالوتس” عن تدميره 75% من قدرات حزب الله خلال 24 ساعة أرجع كُرسيه للخلف والقول أمام المقاومين “بلعوا الطعم، هزمناهم”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر