العناوين الرئيسيةمحليات

ساحة الحطب في حلب القديمة تحتضن الفسيفساء السوري بعد ترميمها جزئياً

وسط الدمار وما بين الأبنية الجاري ترميمها، تحتضن ساحة الحطب في حلب القديمة، فعاليات مهرجان “الجيل الجديد الأول”، الذي تقيمه جمعية الجيل الجديد الثقافية، وهي واحدة من أعرق الجمعيات الأرمنية في المدينة.

“استقطاب الجيل الجديد وتعريفه بالأماكن الأثرية كساحة الحطب، أحد أهداف المهرجان”، هذا ما أشارت إليه عضو جمعية الجيل الجديد الثقافية، هوري سلاحيان، في حديثها لتلفزيون الخبر.

وأوضحت “سلاحيان”، أن “إقامة هذا المهرجان في ساحة الحطب، هو بمثابة دعوة ونداء موجّه لأصحاب المحلّات والفعاليات التجارية والسياحية في هذه المنطقة، نحثّهم من خلاله على العودة لتفعيل محالّهم، مما يسهم بالنهوض التدريجي للمنطقة ككل”.

 

أرمن حلب وشراكسها.. مكوّنان مشعّان للثقافة يجمعهما الحفاظ على الهوية

 

وضمن فعاليات المهرجان، الذي يستمر لغاية 23 أيلول الجاري، قدّمت فرقة الرقص الشركسي، التابعة للجمعية الخيرية الشركسية في حلب، عرضاً فلكلورياً لأشهر الرقصات التراثية الشركسية.

وبيّن مدرّب فرقة الرقص الشركسي بالجمعية، جود الصايغ، في حديثه لتلفزيون الخبر، أن “مشاركة الجمعية الخيرية الشركسية في فعاليات مهرجان جمعية الجيل الجديد الأرمنية هو تمثيل للتراث الشركسي، والذي هو جزء من تراث الفسيفساء السوري بتنوّعه”.

وتضم فرقة الرقص الشركسي حوالي 25 طفلاً وطفلة، قدّموا لوحتان من المسرح الشركسي الراقص المتوارث عبر الأجيال.

ولفت “الصايغ” إلى أن “الرقص الشركسي، هو رقص تعبيري يحكي قصصاً، وليس مجرد رقصاً تعبيرياً عن مشاعر الفرح، إنما كل رقصة شركسية تحمل قصة”.

الـ” قافا” واحدة من بين القصص الراقصة التي قدّمتها فرقة الرقص الشركسي، وتسمّى رقصة اللقاء الأول أو رقصة الأمراء.

“وتعبّر هذه الرقصة عن اللقاء الأول الذي يكون عن بعد وبحركات ناعمة وهادئة ما بين الشاب والفتاة”، وفق ما ذكره مدرّب الفرقة لتلفزيون الخبر.

 

وقدّمت الفرقة لوحة الـ”شَشن”، وهي عبارة عن “لوحة راقصة يستعرض فيها الشاب الشركسي قوته وعنفوانه، بينما ترقص الفتاة الشركسية إلى جانبه بكل نعومة وسلاسة تعبّر فيها عن أنوثتها”، بحسب “الصايغ”.

 

وتحدّثت ريما مصطفى، إحدى أمهات الأطفال المشاركين في لوحات الرقص الشركسي، عن مشاركة طفلتها ذات الثماني سنوات، في لوحات الرقص الشركسي.

وأشارت “مصطفى” في حديثها لتلفزيون الخبر إلى أن “تقديم الأطفال للفلكلور الشركسي وسط ساحة الحطب الأثرية، هو تعبير رمزي عن الحضور الفاعل للشركس، كشريحة أقليّة في المجتمع السوري، ومشاركة أهالي حلب، بتنوّع مكوناتهم، فرحةَ العودة إلى ساحة الحطب، هي مشاركة تحمل رمزية هامة وتدعو إلى السرور”.

 

حضورٌ للمشاريع الصغيرة إلى جانب الأنشطة الترفيهية

يضمّ مهرجان “الجيل الجديد الأول”، نقاط عرض وبيع لمختلف الحرف اليدوية كالإكسسوارات المصنوعة من الأحجار الكريمة، المنتجات الغذائية البيتوتية، الألبسة، القرطاسية، ومنتجات أُخرى. ذلك إلى جانب العروض الفلكلورية، والأنشطة الثقافية والترفيهية.

وتشارك هيفاء غباب، العائدة من إسطنبول مؤخراً، بأعمالها اليدوية كالإكسسوارات والحقائب، وقالت في حديثها لتلفزيون الخبر، إن “أكثر ما لفتها عند عودتها إلى حلب، هو النشاط الفاعل لسيدات حلب في المشاريع الصغيرة، ومشاركاتهن المتنوعة بمختلف المعارض”.

 

وتابعت “غباب”، أن “هذا ما شجّعها على أن تكون جزءاً من ذلك، فامتهنت صناعة الإكسسوار وحقائب الخرز وغيرهم من المشغولات الفنية التي تروّج لها عبر مشاركاتها في المعارض”.

 

البيع بأسعار مخفّضة لمنتجات وسلع أبرزها القرطاسية..

 

وتحدّث عدنان عتر، أحد المشاركين بنقاط البيع، عن الهدف من مشاركته ببيع القرطاسية واللوازم المدرسية، مشيراً إلى أن “الغاية هي إيصال السلع من المنتج إلى المستهلك مباشرةً”.

وعن أسعار القرطاسية، قال “عتر”، إن “دفتر الـ40 صفحة على سبيل المثال، يُباع ضمن المهرجان بأربعة آلاف ليرة”.

وأضاف “عتر”، أن “زوّار المهرجان يمكن لهم أن يشتروا حقيبة مدرسية فيها مختلف لوازم القرطاسية من دفاتر وأقلام ومطرة ماء، بأسعار تتراوح ما بين الـ45 ألف وصولاً للـ150 ألف ل.س، بحسب الفئة العمرية والمرحلة الدراسية”.

وشهدت ساحة الحطب بمحالّها والدور الأثرية الشهيرة المحيطة بها، في منطقة “الجدَيدة” بحلب القديمة، معارك طاحنة ودماراً كبيراً، خلال سنوات الحرب.

الجدير ذكره أن ما تحمله ساحة الحطب من مكانة رمزية في ذاكرة وقلوب الحلبيين عموماً، وعودة ألوان الحياة إليها، رغم المحاولات، تبقى مرهونة بإعادة الخدمات الأساسية إليها وأولها الكهرباء.

 

نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى