حملة “عناق مجاني” في اللاذقية تثير جدل السوريين .. ورئيسة الجمعية تنفي اعتقالهم
ضجت صفحات “الفيسبوك “، خلال الأيام القليلة الماضية، بصور ومقاطع فيديو لعدد من الشبان والشابات، الذين أطلقوا حملة “عناق مجاني” داخل جامعة تشرين في اللاذقية، مما أثار حالة من النقاش وردود الفعل المتابينة حول هذه الحملة.
ورأى العديد من المعلقين أن “تلك الحملة تعتبر بادرة ايجابية ولفتة جميلة كونها تدعو لنشر المحبة وليس فيها ضرر لأحد وخصوصا في ظل الألم والمعاناة التي تعيشها البلاد خلال سنوات الحرب”.
وأضاف آخرون أن “هذه الأنواع من الفعاليات البسيطة منتشرة في عدد كبير من دول العالم، وبالرغم ان البعض يراها غريبة عن مجتمعنا إلا أنها ليست بالشيء السيء”.
من جهة أخرى وصف العديد من رواد “الفيسبوك” الحملة بأنها “خادشة للحياء ولا تتناسب مع أخلاقنا وتربيتنا”، مضيفين “نحنا مو بأوروبا يا جماعة”.
وأضاف اَخرون أنه “لابد لنا قبل أن نقيم هكذا فعاليات عامة أن نبدأ بتحرير أنفسنا فتصبح نظرتنا للعناق بعيدة عن مفاهيم الحلال والحرام”.
ونفت زينة وليد، رئيسة مجلس إدارة جمعية “سوق الضيعة” المسؤولة عن الحملة، لتلفزيون الخبر الشائعات التي تحدثت عن توقيف الحملة من قبل أمن الجامعة، مشيرة إلى “حصولهم على الموافقات اللازمة وسط ترحيب وشكر من إدارة الجامعة”.
وقالت وليد أن “الهدف هو نشر المحبة والابتسامة لكل انسان لديه معاناة جسدية أو نفسية تحت عنوان “نعم للحياة”، حيث كانت البداية منذ أربع سنوات في مركز معالجة أمراض السرطان في مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية”.
وتابعت أن “الحملة توسعت لتشمل أنماط مختلفة من المجتمع، ممن يعانون على المستوى الجسدي أو النفسي، كالأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والسجينات في السجن المركزي والمسنين في عدة دور مختلفة”.
وبينت أن “الحملة التي أطلقت منذ أيام كان هدفها التواصل مع طلاب وطالبات الجامعة بغض النظر عن المعاناة الجسدية أو النفسية”، مضيفة أن “ظروف الحرب المختلفة أدت إلى ضعف التواصل الإنساني، فكان الهدف هو التواصل مع أولئك الطلاب بـ”غمرة” من المحبة”.
وحول تفاعل الطلاب داخل الجامعة مع الحملة، قالت الوليد أن “الطلاب تجاوبوا بشكل إيجابي مع الحملة إضافة إلى أن قيام بعض من الطلاب والطالبات بكتابة لافتات مشابهة والمشاركة بشكل عفوي وكأنهم أعضاء من الحملة نفسها”.
وأوضحت أن “التباين في الآراء بين تجاه الحملة هو أمر طبيعي وحق لكل انسان أن يعبر عن رأيه الذي يمثله”، شاكرة جميع من توجه بنقد إيجابي أو سلبي.
جدير بالذكر ان هذه الحملة ليست ، ولا يبدو أنها ستكون آخر المواضيع ، التي تثير نقاشات الشارع السوري واقعيا وافتراضيا، خاصة مع الاستقطاب الذي ولدته الحرب ، والأثر التي تركته في نفوس السوريين ، وخاصة الشباب ، الذين يعتبرون أبناء هذه المرحلة القاسية .