هل يهتم السوريون فعلاً بحالة الطقس اليومية؟
نبدأ يومنا في غرفة التحرير بتلفزيون الخبر يومياً بمتابعة أخبار الطقس، والتواصل مع مديرية الأرصاد الجوية، لإعداد تقرير عن حالة الطقس، ونشرها، ويعتبر خبر حالة الطقس مقدساً على شاشتنا، فهل يهتم السوريون فعلاً بحالة الطقس اليومية؟.
يعد الطقس أحد العوامل الهامة التي يأخذها الناس في الحسبان عند رغبتهم بقضاء أمر ما، وغالباً ما يؤجلونها إلى حين استقراره تجنباً لأشعة شمس الصيف وعواصف الشتاء.
ومع تحول السوري إلى “جلمود صخر” خلال سنوات الحرب جراء تعاقب الازمات الاقتصادية عليه، فقد بات الكثيرون لا يأخذون بالاً لحر الصيف عند وصول جرة الغاز، وصواعق الشتاء مع بشارة المازوت المدعوم.
تقول حنان (27 عاماً، أم لطفلتين) لتلفزيون الخبر “يشكل الطقس أحد أهم العوامل التي آخذها بالحسبان، وهو ما اختلف جذرياً عن السابق، وأقصد عندما كنت في أولى سنوات الزواج”.
وتابعت حنان (خريجة أدب فرنسي من جامعة البعث) بأن “سلامة أطفالي هي أول ما أفكر به، إذ أن الشمس الحادة تضر بهما كما حال المنخفضات، ما يجعلني أؤجل مشاريعي إلى حين استقرار الطقس”.
بينما أشارت ملك طبولي (55 عاماً) لتلفزيون الخبر إلى أن “هموم الحياة ومشاغلها و تأمين متطلباتها تطغى على حرارة الصيف وبرودة الشتاء، وخصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة”.
وتابعت ملك (من سكان دمشق) بأن “الناس تريد تأمين خبزها وقوت يومها ومازوت التدفئة، ولا يهم حينها طبيعية الظروف الجوية، إلا في حال كان الخروج بداعي قضاء زيارة خارج المنزل فعندها يمكن النظر في هذا الموضوع”.
من جهته، يرى علاء إبراهيم (35 عاماً) خلال حديثه لتلفزيون الخبر أن “تأثير العوامل الجوية يرتبط بطبيعة الشخص بالدرجة الأولى، فتجد من يخاف التبلل شتاء أو ضربة الشمس صيفاً ما يجعله في حالة تأجيل دائم لمشاريعه”.
وأشار علاء (موظف قطاع خاص في مدينة اللاذقية) إلى أن “السوريين عامة باتوا لا يكترثون للظروف الجوية وهم من يبحثون عن تأمين مستلزمات الحياة، وشخصياً لا أتخذ قراراتي بحسب الطقس، إذ انني من محبي الشتاء وأقضي معظم أعمالي تحت المطر”.
بدورها، قالت زينة جوخدار (25 عاماً) لتلفزيون الخبر إن “الطقس بالنسبة لي أمر غير هام على الإطلاق، رغم وجود فئة أخرى تهتم بأخباره كثيراً، ومن وجهة نظري فإنني أحب كسر أي حاجز يقف أمام نشاطي وعملي “.
وتابعت زينة (رسامة، في حي الأرمن بمدينة حمص)، أتطلع إلى إكمال يومي مهما كانت الظروف، إذ لا يمكننا التوقف لمجرد عدم استقرار الطقس، والتعايش هو أقوى تحد للإنسان حتى ينجح”.
وأردفت زينة “من الممكن أن توجد عوائق كثيرة في الحياة تجعل الإنسان يغير رأيه للخروج في موعد أو نزهة، لكنه من المستغرب بالنسبة لي أن يكون الطقس أحدها،”.
أما مشيرة (37 عاماً، مهندسة)، فأكدت أن الطقس هام جداً بالنسبة لها رغم كل أنواع الحروب التي عشناها وما نزال، وخاصة خلال فصلي الشتاء والصيف”.
وتابعت مشيرة “يختلف الأمر خلال الفصول الانتقالية مثل الربيع والخريف على عكس الصيف والشتاء، حيث يمكن أن أؤجل موعد السفر إلى الريف أو حتى إلى السوق، خاصة أنني أتنقل بوسائل النقل العامة”.
وأكملت مشيرة لتلفزيون الخبر “وفي حال كان الخروج اضطرارياً فإنني ألجأ لارتداء ملابس مناسبة، كالثياب الفضفاضة صيفاً مع النظارة، والسميكة شتاء رغم أنني أحبذ تأجيها خلال ذلك الفصل”.
وقد لا يكترث المواطن بضربات شمس الصيف وهجمات موجات البرد قدر اهتمامه وخشيته من ضربات اقتصادية أخرى تنهك ما تبقى من قواه المالية المنهكة سلفاً، بانتظار من يطفئ نار فلتان الأسعار ويدب الدفء في جيبه.
“بالشتي مغراق وبالصيف محراق”، تحت هذا المثل يعيش السواد الأعظم من السوريين أيامهم بمختلف فصولها، فباتوا محتارين إلى أي حزب ينتمون و مع أي طقس يتأقلمون، لهيب الصيف أم صقيع الشتاء، مع ثابت وحيد لا يتبدل وهو جفاف السيولة المالية القادرة على مواجهة الظروف المعيشية والمناخية.
عمار ابراهيم ـ تلفزيون الخبر