ما هو النظام الغذائي الصحي والمتوازن للأطفال مع بدء العام الدراسي
“العقل السليم في الجسم السليم” عبارة وإن اختلفوا في تحديد هوية قائلها، كون البعض ينسبها للشاعر الروماني جوفينال، والبعض الآخر ينسبها إلى الفيلسوف اليوناني طاليس، إلا أنها في معناها تؤكد وجود علاقة متينة ومترابطة بين تمتع الشخص بقدرات عقلية وذهنية سليمة و بين الجسم السليم، ويمكن القول أن تحقيقها يبدأ من مرحلة الطفولة، كونها المرحلة الأساسية لبناء جسم سليم.
ويؤكد خبراء التغذية أن بناء جسم سليم يبدأ من مرحلة الطفولة، وبالتالي يجب الاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن للأطفال الذي يعزز النمو والذي يتضمن البروتينات والكربوهيدرات والدهون المشبعة والألياف والأملاح المعدنية وغيرها من العناصر الأساسية، وجميع هذه الاحتياجات تتوفر في اللحوم والخضار والفواكه.
وحول بناء نظام غذائي متوازن للأطفال يعزز النمو السليم للجسم، قالت الدكتورة في الكيمياء الغذائية ثواب الغبرة لتلفزيون الخبر، أن “الاعتماد بشكل كبير على تضمين غذاء الطفل عموماً وفي المراحل الدراسية بشكل خاص البروتينات والفيتامينات والأحماض الأمينية مهم جداً للحفاظ على صحته وبناء جسمه بشكل سليم، مع التخفيف من النشويات والسكريات عموماً وبشكل خاص خلال فترة المساء”.
وأوضحت خبيرة التغذية ان “إعطاء السكريات خلال فترة الليل خطأ شائع في عاداتنا الغذائية كونها تعمل على إيقاف عمل هرمون (سوماتوتروبين) أو هرمون النمو البشري، وبالتالي يؤثر على نمو الجسم كلياً وعلى طول قامة الطفل بشكل خاص”.
وأشارت “الغبرة” إلى “وجود مكملات غذائية تعتبر أساسية في المراحل الدراسية ويمكن الحصول عليها دون استشارة طبية وهي أحماض الأوميغا، أو عن طريق أغذية منها الجوز وفول الصويا والبقوليات بشكل عام وهذه أغذية يمكن تناولها باعتبار أن أسعارها أقل من باقي الأصناف الغنية بالأوميغا، والابتعاد عن تناول مكملات الكالسيوم لأن الجسم يحصل عليها من البيض والجبنة”.
وأضافت دكتورة التغذية أنه “يفضل الاعتماد خلال المرحلة العمرية قبل البلوغ على الماء والليمون كمشروبات أساسية، وذلك لتخفيف زيادة الوزن وبشكل خاص للإناث الأمر الذي يؤخر عملية البلوغ، وبالتالي يكون نمو الجسم بشكل جيد ويحصل على الطول الكامل خصوصاً أن أغلب الأغذية مصنعة وتحتوي نسبة كبيرة من الهرمونات”.
وحول البدائل الغذائية خصوصاً مع الحالة الاقتصادية الراهنة والظروف المعيشة الصعبة، أوضحت “الغبرة” أن “زيت الزيتون والزعتر يعتبر من المواد الغذائية الهامة لاحتوائه على السمسم، بالإضافة إلى القمح والتوابل والصويا والحمص وجميعها مواد غذائية تحسن ذاكرة الأطفال وقدراتهم الذهنية وتركيزهم، بالإضافة لشوربة العدس، والكشك والبرغل، إضافة إلى الكاكاو كمشروب جيد للأطفال بعمر الرياض والمدرسة”.
وأضافت “الغبرة” أنه “من البدائل أيضاً إدخال الطحينة في النظام الغذائي اليومي للأطفال لدورها في النمو، حيث أن ملعقة واحدة تغني عن أكثر من مكمل غذائي بما فيها حبوب زيت السمك”.
كذلك، أشارت “الغبرة” إلى أنه “من الأطعمة المساعدة على النمو واكساب الجسم مناعة هي زيت الزيتون واللبن الذي يتم إعداده في المنزل وليس الذي يتم شراؤه من المحال التجارية لأن معظمه يضاف له مادة النشاء و”الاستباج” وبالتالي يسبب عملية إعاقة للنمو”
ونصحت الدكتورة “بالاعتماد على اللبن خلال مرحلة النمو أكثر من الحليب لان الحليب يمكن أن يسبب اضطرابات صحية بالكولون وبالتالي يمكن تلافي هذه الإشكالات الصحية.
كما نصحت دكتورة التغذية بالابتعاد عن المعجنات كونها “تسحب من طاقة التفكير لأنها تؤثر على الكولون، والكولون يسحب الأوكسجين من الدماغ، وبالتالي تؤدي لحدوث حالة خمول عالٍ لدى الأطفال والتلاميذ إن كانوا في عمر المدرسة، وتؤثر على عملية الإدراك لديهم”.
ولفتت “الغبرة” إلى أن “الأطفال يحتاجون في المراحل الأولى إلى مراجعة دورية عند الطبيب للاطمئنان على صحتهم ونموهم بشكل طبيعي، وتقل المراجعات بعد دخول المدرسة، ولكن تعرّض الطفل لحالات مرضية متكررة وحصوله على أدوية التهابية قد تؤثر على تركيزه الذهني، بالإضافة إلى أن تساقط الشعر بشكل كثيف، وتراجع تحصيله الدراسي من خلال متابعة الأهل، كلها مؤشرات تستدعي استشارة طبية لناحية الاطمئنان على نموهم السليم”.
يذكر أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين والفيتامينات يسهم في السيطرة على أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) لدى الأطفال، مع تجنُّب السكر والنكهات الاصطناعية، وتُحسِّن المعادن مثل الزنك استجابة الدماغ للدوبامين، وترتبط المستويات المنخفضة منه بمشكلات عدم الانتباه لدى هؤلاء الأطفال، بحسب الدراسات.
شذى بدور – تلفزيون الخبر