العناوين الرئيسيةميداني

ما أهمية مراكز البحوث العلمية السورية وكيف ينظر لها العدو “الإسرائيلي”؟

تكرر حديث الكيان مؤخراً عن أهمية سوريا ودورها الاستراتيجي في “محور المقاومة” حيث وصفتها صحيفة “معاريف” العبرية بأنها “الأوكسجين” لحركات المقاومة سيما حزب الله اللبناني.

 

ودأب الكيان منذ بداية الحرب على سوريا مروراً بتبعيات عملية “طوفان الأقصى” على استهداف الأراضي السورية بقصد تدمير البنية التحتية العسكرية في البلاد، وقطع طرق الإمداد للمقاومة في لبنان وفلسطين وتحديداً الضفة الغربية.

 

وأكثر ما استهدفه الكيان من خلال الاعتداءات التي شنها على سوريا هي مراكز البحوث العلمية في دمشق وريفها وحلب وحمص وحماة ومصياف.

 

عدا عن محاولات الكيان اغتيال المهندسين والضباط السوريين العاملين في هذه المراكز على مدار سنين الحرب إما باستهداف مباشر، أو عبر أذرع الكيان المتمثلة بالميليشيات الإرهابية.

 

ما مدى خطورة البحوث العلمية السورية على أمن “إسرائيل”؟

 

يرى البعض القول بأن سوريا منبع تهديد للكيان أمر مثير للسخرية بعد كل ما عانته البلاد خلال سنين الحرب، لكن العدو لا يراه كذلك ويدرك ويفهم أن سوريا منبع تهديد حقيقي له ويمكن التأكد من ذلك من خلال متابعة توصيات “معهد أبحاث الأمن القومي “الإسرائيلي”” على مدار السنوات.

 

وأصدر المعهد “الإسرائيلي” في 2022، بحسب وسائل إعلام عبرية تقريراً طالب خلاله بتحييد قدرات الدفاع الجوي السوري التي يمكن أن تقيد حرية سلاح الجو “الإسرائيلي” في الأجواء السورية واللبنانية.

 

وأشارت تقديرات المعهد في تقرير 2023 إلى أنه “قبل الحرب في سوريا كان مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع السورية من أكثر مراكز البحث والتطوير تقدماً في الشرق الأوسط ويجب العمل على صياغة خطة منظمة لمنع تحويل سوريا إلى تهديد استراتيجي”.

 

وتابع تقرير المعهد أن “سوريا تملك قدرة كبيرة على إنتاج الأسلحة والذخيرة والجهود الجارية لإعادة بناء الجيش جزئياً من خلال أنظمة الدفاع الجوي، فضلاً عن قدرات أُخرى تنبه إلى أن هذا التهديد أصبح بالفعل تهديداً ناشئاً على “إسرائيل” وعلينا أن نعترف بهذا التهديد ونستعد وفقاً لذلك”.

 

ووضع تقرير المركز خطة للتعامل مع “الخطر السوري” عبر “ضرب مراكز البحوث العلمية التي تعمل كمركز لبرنامج إعادة التسليح وذلك بعدة طرق لا تقتصر على الضربات الجوية، بل دعوة الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على الأفراد المشاركين في هذه الأنشطة”.

 

ونوه تقرير المعهد ٱنذاك إلى أن الكيان “سيستمر في استهداف مراكز البحوث السورية طالما لم تتوقف سوريا عن السعي لإنتاج أسلحة غير تقليدية، وإذا استمرت في تخزين الأسلحة والذخائر الاستراتيجية وكذلك إذا واصلت تعاونها مع إيران وحزب الله وباقي المحور”.

 

‏من خلال كل ما سبق يمكن فهم كيف ينظر العدو لسوريا وقدراتها، ولماذا صب جل اهتمامه على استهداف مراكز البحوث العلمي وقدرات الدفاع الجوي منذ بداية الحرب وتحديداً بعد إسقاط الدفاع الجوي السوري لطائرة “إسرائيلية” من طراز “F16” في 2018 وكثف عملياته بعد “طوفان الأقصى”.

 

كانت مراكز البحوث العلمية سبب مهم وأساسي في تطوير قدرات سوريا وقوى المقاومة في المنطقة تعدى ذلك كونها جسر لعبور الدعم للبنان وفلسطين والعراق فقط، بل هي شريك من خلال مراكزها في بناء قدرات المحور المعادي للولايات المتحدة والكيان.

 

يذكر أن استمرار الكيان في الاعتداء على سوريا واستهداف ذات المنشآت عدة مرات في العام لا يدل إلا على أن خططه تفشل في تحقيق أهدافها، سيما مع تأكيدات فصائل المقاومة وعلى رأسها حزب الله أن سوريا تقوم بما عليها وأكثر وتُعطي أكثر مما يُطلب منها، وهذا يعني أن ما يضربه الكيان لا يمنع استمرار العمل.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى