4 سنوات على تحويل “شارع الموت” إلى “شارع الورد” في حلب.. كيف يبدو اليوم؟
مرّت 4 سنوات على مبادرة “منى العيد”، السيدة التي بادرت إلى تجميل شارع منزلها في حلب، فأصبح “شارع الورد” بعد أن كان مصبّاً لقذائف الهاون خلال الحرب.
وكان تلفزيون الخبر قد نشر تقريراً عندما بدأت “منى العيد” بمبادرتها عام 2020، مُلقياً الضوء على رسالتها، تخوّفاتها، وهدفها من تلك المبادرة.
وفي زيارة جديدة لـ “شارع الورد”، التقى تلفزيون الخبر بمجموعة من اليافعين، عبد الرحمن، أحمد، محمد، وغيرهم من شباب حي السيّد علي، المجاور لحي السليمانية، حيث شارع الورد.
وخلال دردشة سريعة مع الشبّان، قال أحدهم لتلفزيون الخبر: “نأتي إلى هنا منذ حوالي شهر، لنلعب كرة القدم، وفي استراحة ما بين الشوطين نجلس، ع الفيّالة، إلى جانب الورود”، ليضيف صديقه: “وإذا عطشنا.. الخالة بتسقينا..”
أحبّ الشبّان أن نلتقط لهم صورة تذكارية في هذا الشارع، الذي بات متنفساً لهم، وعلى حدّ تعبيرهم، “أروق منه مافي.. منلعب براحتنا”.
يلتزم اليافعون بتعليمات “الخالة” أثناء لعبتهم، حيث لا أصوات عالية تزعج الجوار، ولا أوساخ تُرمى هنا وهناك، فيما يتدرّج أطفال الأبنية المجاورة ما بين المزروعات، للتعرّف على أصناف الورود، ومن أراد منهم أن يقطف وردة، فعليه طبعاً أن يستأذن “الخالة”..
ويستقطب “شارع الورد” الناس من مختلف الأعمار، بعضهم لأخذ الصور التذكارية أمام شجرات “المجنونة”، ومنهم من يستمتع بفنجان القهوة “ع الماشي” إلى جانب الياسمينة والغاردينيا واللافندر، أما البعض الآخر فوجد في “شارع الورد” مكاناً يصلح لاصطحاب الرحلات المدرسية إليه.
إذ شهد الشارع عدّة زيارات منظّمة لمجموعات من الأطفال، كان الهدف منها لفت انتباه الأطفال إلى المبادرات الإيجابية، وتعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية بأسلوب يناسب أعمارهم.
ويبدو أن الشارع وعلى بساطته، قد حقق الهدف منه، حيث استطاعت “منى العيد” أن تُحدِث عدوى إيجابية، حسب ما ذكرت في حديثها لتلفزيون الخبر.
وعبّرت “العيد” عن سعادتها وترحيبها بتعاون الجوار، فبعضهم يساعدونها في سقاية الورود.
وأكدت “العيد” حرص الجميع على الاهتمام بالمكان والمحافظة على جماليته، حيث أن الشارع على حدّ قولها، أصبح مقصداً للعشاق ومكاناً مريحاً لكل عابر سبيل أحبّ أن يمتّع ناظريه، وموقِعاً جذاباً أيضاً لمحبي التقاط الـ “سيلفي” ما بين الورود.
وقالت “منى العيد” في حديثها لتلفزيون الخبر: “4 سنوات كبروا الزرعات وبفضل الله استطعنا أن نزرع مساحة أكبر، بعد أن لبّى قطاع السليمانية مطلبنا بتكملة إنشاء الرصيف وصيانته، إذ لم يكن هناك رصيف على طول الشارع، والجزء الموجود أمام الأبنية السكنية كان متضرراً من القذائف”.
وبعد أن كانت متخوٌفة من مخالفة البلدية حين بدأت مبادرتها بزراعة الشارع، في العام 2020، تشير “منى العيد” في حديثها لتلفزيون الخبر إلى التشجيع والدعم المعنوي الذي لمسته من المحافظة تجاه مبادرتها.
وأشادت “العيد” بتعاون موظفي قطاع السليمانية وعمال النظافة طيلة هذه السنوات، حيث يتناوب عمال النظافة على الاهتمام بترحيل أوراق الشجر المتساقطة، معرِبة عن تقديرها لذلك.
يذكر أن هذا الشارع المجاور لمقر فوج إطفاء حلب في حي السليمانية، كان واحداً من أخطر شوارع المدينة خلال سنوات الحرب، بسبب خصوصية موقعه، وفي أوج المعارك التي شهدتها حلب، فقدَ سكان الحي العديد من الشهداء، وبحسب صاحبة المبادرة، كانت زراعة الشارع بالورود لفتة إكرامٍ لجميع من رحلوا.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر
مقالات متعلقه