العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

سيدة حلبية تحول شارع الموت إلى شارع ورد

“كنت مترددة خوفاً من مخالفة البلدية” تقول منى العيد لتلفزيون الخبر، وهي سيدة سورية من سكان حلب بادرت بزرع رصيف منزلها ورداً وشجيرات ملونة.

تقول منى أن الفكرة نشأت من خصوصية الشارع الذي تقطنه، إذ تسكن في منطقة السليمانية وكانت قد تعرضت هذه المنطقة لقذائف كثيرة خلال الحرب، وتحديداً شارع منزلها الذي بات يخلو من الحركة والأضواء، إلا أنه مع هدوء الأحوال في مدينة حلب فكرت منى بزراعة رصيف منزلها ورداً.

“العديد من الشهداء راحوا ضحية القذائف في شارع منزلي وحان الوقت لتقديم الورد إكراماً لتضحياتهم” تقول منى لتلفزيون الخبر.

مابين المخاوف والترحيب

وفي وقت كانت منى مترددة من تنفيذ مبادرتها تخوفاً من شكوى الجوار أو مخالفتها بإشغال الرصيف إلا أن رد فعل المعنيين كان غير متوقعاً بحسب ما تقول: “بعد الانتهاء من زراعة الرصيف زارني رئيس قطاع الحي وأثنى على مبادرتي معرباً عن تقديم مساعدته في تجميل الشارع وتنظيفه”.

وعملت منى على زراعة أنواع مختلفة من الورد والشجيرات الملونة تمتد على طول 30 متراً، في حين تحول الرصيف إلى مكان متواضع يجتمع فيه سكان الشارع.

تقول منى: “الجيران رحبوا بما فعلت وباتوا يستيقظون يومياً على منظر جميل من إطلالة شرفاتهم”.

تغير ملحوظ شهده الشارع المجاور لمركز الإطفاء في منطقة السليمانية، فبعد أن كان مرتعاً للقوارض ومصباً لقذائف الهاون، لمجاورته خطوط التماس، تحول شارع الموت إلى شارع نموذجي يجذب انتباه كل من مرّ فيه.

رد الجميل

واستغرب بعض أصدقائها من مبادرتها إذ تكفلت بها على نفقتها الشخصية في وقت يواجه فيه السوريون عامة ضائقة اقتصادية وغلاء في الأسعار إلا أن منى لها وجهة نظر مختلفة حول ذلك، إذ تقول: ” يسألني البعض عن تكاليف مبادرتي وأرد عليهم بأن فعل الخير لا يتم الإفصاح عنه، وبرأيي أن بلدنا قدمت لنا الكثير وجاء دورنا لنقدم وردة وذلك أقل ما يمكن فعله”.

وشهد رصيف الورد حالات سرقة إلا أن ذلك لم يزعج منى فتقول: “من يسرق وردة بالتأكيد سيقدمها لشخص آخر وهذه ليست سرقة بل إنهم يتبادلون الجمال”.

ودعت منى كل من له اهتمام بالورود أن يبادر في منطقته، فإذا قام سكان كل حي من أحياء حلب بزراعة شجرة واحدة على رصيفهم أو مجموعة ورود في زاوية ما سيضفي ذلك جمالية على المدينة بأكملها بحسب رأيها.

يذكر أنه الأحياء السكنية في حلب تشهد حملات نظافة متكررة وحملات تشجير في بعض المناطق إلا أن مبادرة منى العيد تعد الأولى من نوعها من حيث المساحة والمنطقة.

نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب

Image may contain: plant and outdoor

No photo description available.

No photo description available.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى