عاطف الشعار “أبو المجد” شريان النقل في ريف حمص الشرقي
عبرَ بوسْطة مرسيدس خضراء يعرفها جيداً سكان قرى ريف حمص الشرقي، كان عاطف الشعار (50 عاماً) وما يزال المنقذ لأهالي المنطقة في ظل أزمة سير خانقة يعانون منها منذ سنوات.
“معك مصاري هات ما معك مسامح فداك”، جملة يقولها الرجل المعروف شعبياً باسم “أبو المجد”، ويطبقها على مدار 15 عاماً عمل بها على الخط، بدءاً من قرى وبلدات ريف حمص الشرقي وصولاً إلى المدينة.
وتحدث عاطف لتلفزيون الخبر عن مهنته هذه التي بدأها في عمر 16 عاماً كمعاون لوالده على باص سعة 50 راكب آنذاك، في فترة لم يكن سواه يعمل على الخط.
وتابع أبو المجد: “أصبحت بدوري سائقاً على الخط، وأقود باص مرسيدس سعة 24 راكباً، وأغادر قريتي الساعة 2.30 ظهراً وأعود من حمص الساعة 5.15، لأكون آخر السائقين العائدين إلى المنطقة”.
وقال عاطف: “تجوب رحلتي اليومية قرى تل جديد، تل قطا، تل عداي، الشيخ ريح الخفية، خلفة، أبوحكفة الجنوبي، وأبو حكفة الشمالي، بويضة، الريحانية، العثمانية، مخرم التحتاني، بويضة السلمية، نوى، عين النسر، المشرفة”.
وأردف أبو المجد: “أخصص رحلتين أسبوعياً إلى سلمية يومي السبت والاربعاء للسكان الراغبين بشراء الخضار مثلاً، ولا أتقاضى أي مبلغ مالي على كميات الخضار مهما كان حجم الحمولة، بالإضافة إلى حل مشكلة السير للقرى الواقعة على ذلك الخط”.
وأكمل أبو المجد لتلفزيون الخبر: “أنتظر يومياً على شارع الستين قرب مستوصف العباسية فترة من الزمن بانتظار الأشخاص الراغبين بتوصيل أمانات لأقاربهم أو أهاليهم في تلك القرى”.
وأضاف عاطف: “أقوم بتسليم الأمانات لأصحابها مجاناً سواء كانت مادية أو أغراض، وحتى في حال احتاج أحد الأهالي علبة دواء من المدينة أقوم بتأمينها وتوصيلها دون أي مقابل مادي”.
“آخر همي المصاري” يكمل أبو المجد، الذي يقطن في قرية تلقطا بريف حمص الشرقي، فالرجل الخمسيني لا يرغب بتكوين ثروة على حساب الناس الفقراء في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، حسب قوله.
ورغم شراء المازوت بالسعر الحر معظم الأحيان، يؤكد عاطف أنه لم يرفع الأجرة على الناس، ولن يفعل ذلك، فطلاب الجامعات والموظفون يعانون كما الجميع من سوء الوضع الاقتصادي.
“ما بدي زنكل ومحبة الناس تكفيني”، يختم عاطف الشعار لتلفزيون الخبر أن المال ليس كل شيء، فتجمع الأطفال حوله عند وصوله القرية تبعث بداخله شعوراً جميلا لا تصفه الكلمات.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر