6 سنوات على وداع “شيخ الرواية السورية” حنا مينة
غيّب الموت الأديب والروائي السوري حنا مينة، صباح الثلاثاء 21 آب 2018 عن عمر يناهز الـ 94 عاماً، إثر معاناة طويلة مع المرض.
ولد الراحل في اللاذقية عام 1924، هذه المدينة التي أثرت في مجمل أعماله والتي قال عنها: “البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب”.
وأمضى “مينة” طفولته في لواء اسكندرون السليب قبل أن يقطن في اللاذقية، وتوقفت مسيرته الدراسية عند نهاية المرحلة الابتدائية عام 1936، ولم يكمل تعليمه بعدها.
ومارس “مينة” مهناً عديدة في بداية حياته، حيث عمل حلاقاً وحمالاً في ميناء اللاذقية، ثم عمل بحاراً على السفن والمراكب، كما اشتغل في مهن كثيرة أخرى كمصلّح دراجات، ومربّي أطفال في بيت سيد غني، وعاملاً في صيدلية.
وعاش “مينة” في بيروت عام 1946، ثم عاد في السنة التالية إلى دمشق، حيث استقر بها وعمل في جريدة “الإنشاء” الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها، كما تغرّب في بعض سنين حياته إلى الصين وأوروبا.
وكان “مينة” يرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق بعد استقلال سوريا، وكتب مسلسلات بالعامية للإذاعة السورية، كما عمل في وزارة الثقافة لمدة عقدين من الزمن، وانتقل بعدها إلى كتابة القصص القصيرة ثم الرواية.
وكانت بدايته الأدبية متواضعة حيث تدرج في كتابة العرائض للحكومة إلى كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان، ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.
وترك حنا مينة نحو أربعين مؤلفاً، ومن أهم أعماله “الشراع والعاصفة” (1966) و”الياطر”(1975) و”نهاية رجل شجاع”(1998)، وتناول في الكثير منها، البحر وأهواءه وكذلك البحارة.
وتم تحويل العديد من رواياته إلى مسلسلات تلفزيونية لاقت نجاحاً عبر القنوات العربية، أهمها “نهاية رجل شجاع”، و”المصابيح الزرق”، كما حولت روايته الأشهر “الشراع والعاصفة” إلى فيلم سينمائي في 2012.
وساهم “مينة” في تأسيس “رابطة الكتاب السوريين” و”اتحاد الكتاب العرب” بدمشق في خمسينات القرن الماضي، وخاض المعترك السياسي باكراً وناضل ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا حتى أربعينيات القرن الماضي، إلا أنه انسحب من السياسية بعد ذلك وكرس وقته للكتابة.
وحاز على جوائز أدبية عدة من بينها “جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي” من اتحاد كتاب مصر العام 2006، وتخصص وزارة الثقافة السورية جائزة سنوية تحمل اسم حنا مينه.
يذكر أن حنا مينه بقي حتى لحظات حياته الأخيرة يبهر السوريين بأدبه وكلماته المليئة بالعاطفة الصادقة، حيث ورد في وصيته “لقد كنت سعيداً جداً في حياتي، فمنذ أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء، وانتصرت عليه، وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، وإني لمن الشاكرين”.
تلفزيون الخبر