“اهدني سباحتي الأولى” مبادرة داعمة لذوي الإعاقة الذهنية في اللاذقية
أطلقت أخصائية التعلم الحركي والرياضة المعدلة “انتصار حليبية” مبادرة “اهدني سباحتي الأولى” في مدينة اللاذقية للعام الثاني على التوالي، وهي مبادرة إنسانية مجانية دعماً لذوي الإعاقة الذهنية، حسب قولها.
وأشارت انتصار إلى أن: “تلك الفئة تعاني نقصاً بالكوادر، وتحتاج تأهيلاً لمساعدتها على تحسين جودة حياتها وحياة ذويها والوصول إلى الاستقلالية الذاتية وربما التميز، عبر تعلم المهارات الحياتية بداية الأمر”.
وتحدثت “حليبية” لتلفزيون الخبر عن هذه المبادرة قائلة: “قمت بالتخطيط لمبادرة كبيرة جمعت فيها أطفالاً أعرفهم كانوا تواصلوا معي سابقاً وفشلوا بتلقي الخدمة، كما سألت عدداً من زملائي المختصين للترشيح أيضاً، ولاقت المبادرة إقبالاً هائلاً”.
وأوضحت انتصار أن: “المبادرة استقبلت 11 فرداً من ذوي الاعاقات الذهنية المختلفة بدءاً من الاول من آب ومستمرة ما أمكن يومي الأحد والخميس من الساعة السادسة وحتى السابعة مساءً، ويطبق فيها برنامج متخصص مصمم من قبلي، بحيث يعدل كل درس وفق الفروقات الفردية للمستفيدين”.
وأشارت “حليبية” إلى أن: “الهدف من المبادرة هو تعليم مهارة حياتية مهمه جداً ومنقذة للحياة، بالاضافة للأهداف الأخرى من تطوير اللياقة والتوافقات العضلية العصبية والثقة بالنفس والتفاعل الاجتماعي وتحسين الحالة النفسيه للمشاركين”.
ونوهت انتصار إلى أن: “الهدف الآخر والأهم هو نشر الفكر التطوعي في المجتمع، وأقصد أننا اذا شاركنا ما نتميز به عن غيرنا دون انتظار المقابل، فإننا سنحقق الفائدة على المجتمع بكل تأكيد، والتي ستعود بدورها إلينا”.
وبينت صاحبة المبادرة لتلفزيون الخبر أنه: “يقوم المتطوعون بتطبيق التمرينات الموضوعة وفق عوامل الأمان العالية والاداوت المناسبة والإشراف المباشر من قبلي فنياً ومراقبة منقذي المسبح”.
وتابعت “حليبية” أنه: “قام العديد من الأفراد بتأمين دخول الأطفال للمسابح، كما شارك آخرون بوقتهم وجهدهم بالتدريب ومساعدة الأطفال على تنفيذ البرنامج الحركي المتخصص والمعدّ من قبلي، بينما استقبل بعض المتطوعين الأهالي وساعدوا بجمع المعلومات والتواصل وتسجيل التقييم اليومي لتقدم الأطفال والافراد ذوي الإعاقة”.
ولفتت صاحبة المبادرة إلى أن: “إقبال المجتمع الذي اطلق المبادرة كان رائعاً وفاق توقعاتي شخصياً، كون المبادرة منه وإليه، وشهد مشاركة شرائح مختلفة من طلاب ومدرسين ومهندسين ودكاترة جامعات ومدربي ألعاب أخرى، وأشخاص بحاجة لهذا الوقت والجهد في هذا الظرف العصيب، ولكنهم كانوا كرماء جداً للمشاركة”.
وقالت انتصار: “يؤسفني إهمال الرياضة لذوي الإعاقات واعتبارها من الكماليات كونهم يحتاجون اهتماماً أكاديمياً وسلوكياً أيضاً، ولذلك أصررت على إتاحة الفرصة لكل طفل بتجربة الرياضة وتعلم مهارة الطفو تحديداً لأهميتها لنموه وتطوره وحياته والتي هي من حقه رغم تراكم الأولويات لدى ذويه”.
وأضافت صاحبة المبادرة: “لا اعتقد أن ساعات التطوع هذه تمر مرور الكرام على متطوعينا، فهي مليئة بالطاقة الإيجابية والرضا والشعور بالقيمة الإنسانية، وإلا لما عادوا مراراً معنا بدون أي عقد أو أي اتفاق ملزم”.
وأكدت انتصار لتلفزيون الخبر أنها ستكرر هذه التجربة ما أمكن، مضيفة: “أتمنى أن يكررها متطوعونا في كل مجالاتهم وأنا واثقة بأن قلوبهم تفيض عطاء، وإلا ما كانوا أتوا وانتجوا كما قلت سابقاً”.
وعن مرحلة ما قبل بدء المبادرة، قالت انتصار: “طالما تفكرت في الأكوان وتقبلت حقيقة اللاكمال، والاحتياج الدائم لدى جميع البشر لأشياء تنقصهم، ووجوب التساند دوماً للحصول على السعادة”.
وتابعت “حليبية”: “كانت قناعتي دائماً أن المحن والأحزان تقلّ بالمشاركة بينما تتضاعف السعادة حكماً، وعلى هذا الاساس اخترت اختصاصي في دراستي العليا( ماجستير تدريب رياضي لذوي الإعاقات الذهنية).
وأردفت صاحبة المبادرة لتلفزيون الخبر: “بالإضافة إلى عملي كمدرسة للتربية الرياضية ورئيس اللجنة الفنية للرياضات الخاصة في محافظتي، عملت كمدرب تعلّم حركي ورياضة معدلة لهذة الفئة ومنها كان مصدر رزقي الأساسي”.
وأكملت “حليبية”: “كثيراً ما كان يعتصر قلبي عند تلقي اتصالاً من طفل بحاجه ماسة للخدمة لكنه غير قادر على دفع التكاليف المرتفعة نوعاً ما، كونها خدمة فردية تحتاج أماكن ومعدات مخصصة”.
وقالت انتصار: “أخذت عهداً على نفسي في بداياتي المهنية ألّا يمنعني سبب مادي أو أي عائق من ناحيتي عن مساعدة طفل بحاجة لتلك المهارات، فكنت أستقبل سنوياً عدداً من الاطفال الذين يحتاجون للخدمة وتمنعهم أسبابهم عن طلبها، والعمل معهم ما استطعت مجاناً، مع شعور كبير بالسعادة والسكينة والفرح والرضى، الأمر الذي دفعني لعرض المشاركة هذا العام”.
وأضافت صاحبة المبادرة: “فبدل أن أقدم الخدمة منفردة ولعدد قليل من الأطفال ضمن وقتي وإمكاناتي المحدودة، ارتأيت أنه بالامكان تقديم الخدمه على مجال أوسع، فقمت بدعوة المجتمع للمساعدة بأي خدمة يتميزون بها مثل التخطيط والادارة والتصوير والتدريب والتنسيق”.
وتوجهت انتصار بالشكر لجميع الداعمين والمتطوعين تركوا البحث عن قوت يومهم وسارعوا للمشاركة والمساعدة مجاناً بكل حب، لأن مبادرتنا صغيرة وبدون إعلانات، وتعاضد المجتمع هذا يشعرني بسعادة لا توصف ويدفعني دوماً لأفكر بالخطوة القادمة، وأقول لكل من شارك معنا ولو بمعلومة بسيطة “من دونك ما استطعنا”.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر