العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

“حمزة كناج” جريح حرب يقوم بإصلاح الكراسي المتحركة للجرحى وذوي الإعاقة مجاناً

 لم تكن إصابة الشاب “حمزة كناج” وبلوغ نسبة عجزه 35%، إلا دافعاً ومحفزاً لمساعدة زملائه الجرحى وذوي الإعاقة مجاناً، وذلك عبر إصلاح الكراسي المتحركة بشكل تطوعي ومجاني، حتى لو اضطره الأمر للسفر إلى محافظات آخرى.

ووجد حمزة (45 عاماً)، وهو من قرية ميعار شاكر بريف طرطوس، في مساعدة أي جريح أو شخص من ذوي الإعاقة واجباً لا منّة، عبر إصلاح كرسيه سواء كانت عادية أو كهربائية، مستفيداً من خبرته وعمله في مجال الحدادة.

وبدأت جهود حمزة التطوعية بقرار شخصي منه بعد تعرضه للإصابة بداية الحرب على سوريا، فكرّس جهوده لمساعدة الجرحى وذوي الإعاقة، مقابل دعوة صادقة تغنيه عن أموال الدنيا، حسب تعبيره لتلفزيون الخبر.

وقال حمزة: “يتركز عملي على صيانة الكراسي بمختلف أنواعها، في وقت تشهد سوريا زيادة كبيرة في عدد مستخدميها نتيجة الحرب، إذ تكثر أعطالها مع مرور الوقت، ويصعب شراء بديل عنها نظراً لارتفاع أسعارها”.

وأضاف حمزة، وهو أب لخمسة أطفال: “دفعني الوضع الاقتصادي بداية فترة إصابتي إلى بيع أغلب أثاث منزلي بسبب عدم حصولي على راتب تقاعدي، لكنني تسلحت بالصبر وتعلمت تفاصيل إصلاح الكراسي بمختلف أنواعها”.

وتابع حمزة لتلفزيون الخبر: “أعمل في ورشتي الخاصة التي أسستها في منزلي على صيانة وإصلاح الكراسي المتحركة رغم مختلف الصعوبات التي تصل أحياناً إلى إعادة تشكيل هيكل الكرسي بشكل كامل”.

 وأشار حمزة إلى: “صعوبات تأمين قطع الغيار وعدم تلقيه المساعدة من الجهات الحكومية المعنية، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في تقديم المساعدة بالمجان للمحتاجين، فكل عمل خير يقدمه الآن سيعود على عائلتي بالخير أيضاً”.

وتحدث حمزة لتلفزيون الخبر عن مراحل العمل قائلاً: “أبدأ بفحص الكرسي ولوحته الالكترونية والأسلاك الكهربائية والفرامل وصيانة بطارياته أو تبديلها، وتوفير مبالغ كبيرة على مستخدميها قد لا يملكونها”.

وأكمل حمزة: “أكتب منشورات على حسابي الشخصي في فيسبوك تدعو الجرحى وذوي الإعاقة إلى طلب إصلاح الكراسي دون أي تردد وبشكل مجاني بالكامل عند توفر المال لدي، كما تواصلت معي شركة ياسمينة الشام من حمص للقيام بعدة عمليات تصليح ضمن المحافظة”.

وأردف حمزة: “انطلقت عبر دراجتي النارية من طرطوس إلى حمص على نفقتي الخاصة لإجراء عمليات الإصلاح تلك، كما توجهت إلى منطقة الغاب بريف حماة والقدموس بريف طرطوس للهدف نفسه”.

وختم حمزة لتلفزيون الخبر بأن: “عملي لا يقتصر على إصلاح الكراسي إنما أحاول تقديم المساعدة بكل ما يتعلق بالحديد، مثل تركيب النوافذ لعوائل الشهداء والجرحى مجاناً بحسب ما يتوفر لي من سيولة مالية، مع يقيني بأن كل ما أقوم به يحميني وعائلتي من الأذى، ويعود بالنفع علينا بشكل وطريقة أخرى”.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى