العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

“مصطفى ديوب” يعيد الحياة لآلة “النول” التراثية في ريف حماة

بذل مصطفى ديوب (56 عاماً) قصارى جهده للحفاظ على آلة “النول”، ومعها مهنة صناعة البِسطْ في ريف حماة، رغم سماعه مصادفة بقرب اندثار هذه المهنة التراثية وقلة ممارسيها، وشح المعلومات المتوفرة حول الموضوع أيضاً، كما قال لتلفزيون الخبر.

وعمل ابن مدينة مصياف، كمدرب إسعافات أولية وصحة مجتمع، خلال وجوده خارج سوريا لأكثر من عقدين، قبل أن يعود منذ 13 عاماً، حيث لم تساعده مهنته الاساسية في العمل ضمن البلاد نظراً للظروف الاقتصادية، رغم خبرته الطويلة في ذلك المجال.

وتحدث مصطفى لتلفزيون الخبر عن فترة عودته إلى سوريا قائلاً : “افتتحت مكتب تجهيزات طبية للأطباء وعيادات الأسنان، لكن الازمة أثرت سلباً على هذه المهنة أيضاً، ما جعلني أبحث عن مصدر آخر للدخل”.

وتابع مصطفى: “بدأت قصة النول بفكرة، واستغرق الأمر ثلاثة أشهر لجمع معلومات كافية عن طريق الانترنت والمسنين، وعندها قمنا بتجهيز القياسات الدقيقة وتفصيله من خشب الزان بشكل كامل، رغم ارتفاع تكلفتها والعائد المادي البسيط بسبب الوضع الاقتصادي، ما جعلها رفاهية وحكراً على الميسورين”.

وأكد مصطفى لتلفزيون الخبر أن: “القطعة المنتجة عبر النول تنافس مختلف المنتجات حول العالم، بعد أن وصلنا إلى قطع مميزة مماثلة لتلك الموجودة في السوق العالمية، وعند وضعها مع أي منتج آخر فإنها ستنافسه بقوة إن لم تكن أفضل منه”.

 

وأشار مصطفى إلى أنه: “بعد البحث والسؤال عن تواجد هذه الآلة التراثية محلياً، تبين اختفاؤها بشكل شبه كامل في اللاذقية وطرطوس، وأكاد أجزم أن الذي أمتلكه هو الوحيد في المنطقة بحسب توقعاتي بعد إجراء عدة اتصالات لأشخاص في تلك المحافظات”.

 

وبين مصطفى أن: “فكرة النول من أهم الأفكار لإعادة تدوير الأقمشة والصوف والاستفادة من بقايا الورشات التي تستخدم في أطقم الجلوس أو الثياب القديمة التي ترمى، وجميع أنواع القماش بشكل عام، ويعتبر قماش الشانيل هو الافضل من حيث السماكة والجودة”.

 

وأوضح مصطفى أن: “العمر الافتراضي للنول 200 عام، وصمم الذي أعمل عليه بحرفية عالية، وتكمن مشكلتنا الحقيقة في الخيطان، إذ يجب أن تكون خليطاً بين النايلون والقطن، لأن هناك عملية شد هائلة لا تتحملها خيطان القطن، واذا انقطع الخيط فتلك مشكلة كبيرة أيضاً”.

 

ولفت مصطفى إلى أن: “سعر الخيطان مرتفع جداً، وفي حال تم تأمينها بسعر مناسب سينعكس ذلك على سعر المنتج، علماً أن قطع البسطْ المنتجة خارج سوريا تكون فريدة من نوعها بحيث لا يمكن تكرار العمل، لكن سعرها خارجياً مقبول بالنسبة إلى تكلفة الانتاج الحقيقة”.

 

وتابع مصطفى: “أما المواد الثانية مثل الصوف الموجود في السترات القديمة يتم تحليلها وإرجاع الخيط ودمج الألوان مع بعضها، وكذلك الأمر بالنسبة للأقمشة القطنية، ومن الممكن أن نطور المهنة بحيث يمكن نقطع القصب وتنعيمه وصنع البسط ليتم استخدامها في الرحلات وستائر للمكاتب والمنازل”.

 

وأكمل مصطفى لتلفزيون الخبر: “أعتمد حالياً على صناعتي اليدوية الشخصية دون أي مساعدة، وأتمنى تعليم هذه المهنة كي تعاود الانتشار بعد تعافي بلدنا، وتعود الناس لشراء هذه الاقمشة فتنتعش المهنة مجدداً”.

 

وختم مصطفى لتلفزيون الخبر: “نتمنى ممن يهمه الأمر أن توجد جهة داعمة لهذا المشروع للحفاظ على المهنة التراثية التي يمتد عمرها لأكثر من 3000 عام، علماً أنني مستعد لتعليم الناس مجاناً كي تزداد أعداد النول ومعها كميات الإنتاج”.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى