“صانع الخالدين” مجموعة تعليمية سورية تطوعية لدعم الطالب والمعلم في آنٍ معاً
استطاع السوريون توظيف الانترنت و”السوشال ميديا” في العديد من المجالات التي تعطّلت أو توقفت لفترة مؤقتة نتيجة ظروف معينة على مدار سنوات الأزمة، يليها وباء “كورونا”، وزلزال شباط المدمر خلال العام الفائت، ومنها تعويض الفاقد التعليمي على سبيل المثال.
ويبرز مصطلح “النادي الصيفي الالكتروني” الذي انتشر حديثاً لتعويض ذلك الفاقد، وظهر بشكل جلي عبر مجموعة “صانع الخالدين_ الجوهرة التربوية” على “فيسبوك”.
وقالت إحدى مؤسسي المجموعة، “عبير مبارك” لتلفزيون الخبر: “أسست المجموعة منذ أكثر من أربع سنوات، لتجمع معلمين وأولياء أمور وطلاب من جميع المحافظات السورية بدون استثناء، كما أنها عمل طوعي بامتياز”.
وأضافت “مبارك” التي تنحدر من محافظة طرطوس أنّ: “الهدف من عمل المجموعة هو الإضاءة على عمل المعلمين ونشاطاتهم وإبداعاتهم، والتي أرى أن لها دوراً في التنافس الإيجابي وتبادل الخبرات”.
وتابعت “مبارك”: “انطلقنا بعد انتشار وباء (كورونا) في شرح الدروس، وقمت بمبادرة لإكمال منهاج الصف الرابع عبر المجموعة، واستمرينا فيها عبر نادي صيفي الكتروني لتشجيع مواهب الأطفال وتنميتها وتحفيزها ومتابعتها عن طريق الملاحظات، النصائح، إضافة إلى فقرات تعليمية ونصائح قبل المدرسة وخطوات تعليم الرسم، مقاطع فيديو تحفيرية وتربوية وتعليمية، وذلك لتعليم الأهالي السلوكيات الصحيحة في التعامل مع الأطفال”.
وأكملت “مبارك”: “ثم قمت بمبادرة إلقاء قصائد الصف الرابع والخامس بالصور والصوت، وإشراك التلاميذ في هذه المبادرة عبر إلقائها، كما قمت بمبادرة إلقاء بعض الأناشيد للصفوف الأول، الثاني، الثالث، لسهولة إيصال الفكرة إليهم”.
وأردفت “مبارك” لتلفزيون الخبر: “نظمنا مبادرة لإلقاء القصص، شارك فيها ابني يوسف بمهرجان الدار البيضاء في المغرب، وفاز بجائزة “أصغر مشارك” لإبداعه في موهبته، وتم تكريمه من قبل وزيري الثقافة والتربية، ومحافظ دمشق وسفيرة الطفولة”.
وذكرت “مبارك” أنه: “عند حدوث زلزال شباط من العام الماضي قمنا بمبادرة (صانع الخالدين معكم دائماً)، على مستوى القطر ونالت اهتماماً كبيراً، حيث تابعنا المنهاج مع الطلاب عبر مجموعات على “واتس آب”، تتضمن 41 معلماً ومعلمة، مضيفة أنها: “كانت فترة صعبة لكنها مليئة بالمحبة والإنسانية”.
وتابعت “مبارك”: “ثم قمنا بمبادرة (نتجاوز صعابنا لأجل طلابنا مع صانع الخالدين)، بهدف مساعدة الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، كون بعض الأهالي لا يستطيعون وضع أطفالهم ضمن دروس خصوصية، وهذا العمل برأيي يترجم الحب الوطن، وما يميز المجموعة هو روح الفريق، إذ نشعر بالفرح والفخر لنجاح أي مشارك، وهذا ما يحفّز العمل الإيجابي”.
وأشارت “مبارك” إلى: “مبادرة (ابدأ عامك ببداية موفقة وقوية مع الجوهرة التربوية)، قبل بدء العام الدراسي، لمراجعة المعلومات الأساسية قبل دخول الطالب إلى المدرسة، حيث جرى تكريم 36 معلم ومعلمة، وعدد من الأطفال المشاركين في المبادرة، من قبل وزير التربية الدكتور محمد عامر مارديني”.
وتوجهت “مبارك” بالشكر للوزير “مارديني”، حيث كانت توجيهاته تدعم الحفاظ على المؤسسة والتعاون والصدق والمهنية، كما أنه أعاد الهيبة للمعلم والتألق للمعلمين، وهو قريب من المعلمين البسطاء، حسب تعبيرها.
بدورها، قالت الأنسة المشاركة ضمن المجموعة، “سناء الشحادات” لتلفزيون الخبر إنّ: “المعلّم هو أحد الأسس الرئيسيّة في العمل التّربوي، والمجموعة تضم نخبة من أميز معلمي سوريا والتي كان لها أهداف كثيرة، منها تعويض الفاقد العلمي الذي لحق بالطّلاب بسبب أزمات كورونا والزلزال والظّروف الأخرى وتسليط الضّوء على مواهب الأطفال كمبادرة (رائد طليعي من بلدي)”.
وتابعت “الشحادات”، وهي مدرّسة الصف الأول في منطقة الكسوة في ريف دمشق: “توجهت المجموعة إلى الشّريك الأوّل للمعلّم وهم أولياء الأمور، فعرضت عن طريق مبدعيها شرحاً وافياً للدّروس ونماذج متنوعة للأسئلة وطرقاً تعليميةً تساعد الأهل على تعليم أطفالهم في المنزل.
وأضافت “الشحادات” أن: “المجموعة جعلت من صيف الطّالب وعطلته أياماً مليئةً بالمتعة والنّشاط والتّسلية من خلال المبادرات كمبادرة (النّادي الصّيفي الإلكتروني) التي ساعدت في تنمية مواهب الطّلاب وممارسة هواياتهم”.
واعتبرت “الشحادات” أنّ: “المجموعة سلّطت الضّوء على بعض القامات التّربويّة، وهو أقلُّ ما يجب تقدميه لأناس تفخر بهم المؤسسة التّربوية، كما أنها مجموعة وطنية حاضنة لكلِّ أبناء الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه”.
من جهته، قال أحد المشرفين في المجموعة والأستاذ المشارك ضمنها “بهاء حيدر” لتلفزيون الخبر: “أنا مشارك فيها من قبل زلزال 6 شباط من خلال نشر دروس الصف السادس، ثم طرحت المجموعة نداء لجميع معلمي سوريا القادرين على المساهمة في إقامة مبادرة تطوعية لتعويض الفاقد التعليمي في المناطق المنكوبة عبر مجموعات “الواتس آب”، والتي شاركت فيها بمجموعتي الصف الرابع والصف السادس”.
وتابع “حيدر”: “كانت المجموعة عبارة عن مدرسة، وذلك من خلال شرح الدروس والتفاعل مع الأهل والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم، والتي شملت امتداد الجغرافية السورية، كما شارك فيها نخبة من المعلمين، مضيفاً: “تابعت المجموعة طرح مبادراتها التطوعيّة بروح الفريق المتعاون والمنظم بشكل يشبه خلية النحل”.
وقال “حيدر”: “كل معلم له دوره ويعرف مسؤولياته وواجباته ويتعاون مع فريق المبادرات بشكل عائلي جداً يمثل واقعياً معنى العائلة، لإيصال المعلومات الصحيحة المدققة، وذلك من خلال مجموعة من الاختصاصيين لتدقيق كل المنشورات قبل نشرها على المجموعة لحرصها على إيصال المعلومة الصحيحة لأنها أصبحت مركز ثقة للأهالي، فمنها ينهلون المعلومات التي يحتاجونها لشرح الدروس أو للاختبارات الفصلية والشاملة”.
وتابع “حيدر”: “أحدثت المجموعة فارقاً تعليمياً الكترونياً وأصبحت مقصداً موثوقاً للمعلومة الصحيحة واسماً يدل على مكانة وقيمة المعلم السوري المبدع والمحب لعمله والمتطوع لصالح بناء مجتمعه، كما تطرح خلال الصيف مبادرة كل عام وهي النادي الصيفي الالكتروني الذي يشارك به الأطفال من كل سوريا من خلال النشاطات التي يقوم بها”.
من جانبها، قالت والدة أحد الطلاب المشاركين في المجموعة “شذا سليمان” لتلفزيون الخبر: “تتضمن المجموعة شرحاً دقيقاً جداً وتفصيلي، الأمر الذي سهّل المعلومة وبسّطها بطريقة مفيدة”.
وبينت “سليمان” المتواجدة ضمن ريف دمشق أنّ: “المجموعة تتضمن العديد من النشاطات مثل الأشغال اليدوية، القصص الممتعة، الرسم وغيرها، مضيفةً أنّ “المعلومات الموجودة ضمن المجموعة أصبحت مرجعاً ليست فقط للأهالي وإنما للمعلمين أيضاً، عن طريق تبادل الخبرات والاستفادة منها”.
وقالت “سليمان”، وهي والدة الطفل “علي أبيض” المشارك بالمجموعة : “اعتبر المجموعة مرجعاً لكل أطفال سوريا، ولكل المعلمات أيضاً، لافتة إلى أنّ: “المجموعة ساعدت الأمهات في إيصال الفكرة لأطفالهم بشكل أسرع خاصة مع تطور المنهاج وتغيّره خلال الفترات السابقة، سيّما عبر خل النماذج الالكترونيه والتي استفاد طفلي كثيراً في حلها”.
يذكر أنّ العديد من المدارس في اللاذقية، حماة، حلب، جبلة، تعرّضت لأضرار نتيجة زلزال 6 شباط من العام الماضي، والعديد من الطلاب لم يستطيعوا تجاوز الامتحانات الانتقالية في الأرياف حينها.
فاطمة حسون -تلفزيون الخبر