“ناسا” تعثر على “أرض عظيمة محتملة للحياة”
عثر العلماء باستخدام بيانات تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي، التابع لوكالة “ناسا”، على “أرض عظيمة” يمكن أن تكون موطناً لحياة غريبة، وفق ما نقلته “إندبندنت”.
وعندما اكتشف العلماء الكوكب لأول مرة، والمعروف باسم LHS 1140 b، اعتقدوا أنه قد يكون بمثابة نسخة صغيرة جداً من جاره الغازي نبتون.
لكن تحليل عمليات رصد جيمس ويب الجديدة استبعد بقوة سيناريو كوكب نبتون الصغير، مع وجود أدلة محيرة تشير إلى أن الكوكب الخارجي LHS 1140b هو كوكب “أرض عظيمة” (أو أرض هائلة) وقد يكون له غلاف جوي وربما حتى الماء السائل.
ويستخدم مصطلح “الكواكب العظيمة” لوصف الكواكب الصخرية خارج المجموعة الشمسية التي تكبر الأرض حجماً بكثير، لكنها نظرياً أصغر حجماً من الكواكب الغازية.
وتكشف التقديرات أن LHS 1140b أقل كثافة من المتوقع بالنسبة لكوكب صخري بتركيبة تشبه الأرض، ما يشير إلى أن 10 إلى 20% من كتلته قد تكون مكوّنة من الماء.
ويشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف قد يجعل LHS 1140b واحداً من أكثر الأماكن الواعدة للبحث عن حياة غريبة.
ويدور LHS 1140 b حول نجم قزم أحمر منخفض الكتلة يسمّى LHS 1140، يبلغ حجمه نحو خمس حجم شمسنا، وهو أمر مثير للعلماء لأنهم يعتقدون أن الكوكب يمكن أن يكون في “منطقة المعتدل”، حيث أنه ليس قريباً جداً أو بعيداً جداً عن نجمه، وبالتالي قد يحتوي على ماء سائل.
ويعتقد أن الماء السائل هو أحد المتطلبات الأساسية للحياة، على الأقل كما هو موجود على الأرض.
ومن خلال أبحاثهم، يتوقع العلماء أن ما يصل إلى 20% من كتلة العالم المكتشف حديثاً مكونة من الماء. وعلى هذا النحو، يمكن أن يبدو مثل كرة ثلج عملاقة أو كوكب جليدي، مع وجود محيط سائل في الجزء من سطح الكوكب الذي يواجه بشكلٍ دائم النجم المضيف.
وقال “تشارلز كاديو”، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، من جامعة مونتريال، إنه “من بين جميع الكواكب الخارجية المعتدلة المعروفة حالياً، يمكن أن يكون LHS 1140 b أفضل رهان لنا في يوم من الأيام لتأكيد وجود الماء السائل بشكل غير مباشر على سطح عالم غريب خارج نظامنا الشمسي. وسيكون هذا بمثابة معلم رئيسي في البحث عن كواكب خارجية محتملة للحياة”.
لكن العلماء يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتأكيد ما إذا كان العالم يتمتع بالفعل بغلاف جوي يشبه الأرض ومياه سائلة.
وحتى تلسكوب جيمس ويب، الذي تصفه “ناسا” بأنه أقوى تلسكوب حتى الآن، بحساسيته غير المسبوقة، سيواجه صعوبة في رؤيته، لكنهم يأملون أن يسمح له المزيد من العمل بالتقاط الإشارة التي قد تدل على وجود ثاني أكسيد الكربون، ما قد يشير إلى أنه صالح للسكن.
وقال رينيه دويون، الذي قاد الدراسة، إن “اكتشاف غلاف جوي شبيه بالأرض على كوكب معتدل يدفع قدرات جيمس ويب إلى أقصى حدودها، إنه أمر ممكن، نحن بحاجة فقط إلى الكثير من وقت المراقبة”.
وتابع “دويون”، أن “التلميح الحالي للجو الغني بالنيتروجين يتطلب تأكيداً بمزيد من البيانات. نحن بحاجة إلى عام إضافي على الأقل من الملاحظات للتأكد من أن LHS 1140 b له غلاف جوي، ومن المحتمل أن نحتاج إلى عامين أو ثلاثة آخرين للكشف عن ثاني أكسيد الكربون”.
يُذكر أنه وفقاً لدراسة جديدة أجرتها جامعة جونز هوبكنز لبيانات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وجد العلماء كويكباً خارجياً قريباً تفوح من رائحة البيض الفاسد، ويقع على بعد 64.5 سنة ضوئية فقط من الأرض.