العناوين الرئيسيةثقافة وفنمجتمع

فيديو لفتاة ترقص “المولوية” في حلب يثير جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي

أثار مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لفتاة تؤدي رقصة المولوية في مدينة حلب جدلاً كبيراً، ما أدى لحذفه وامتناع الناشر عن الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع.

 

 

وقدمت الرقصة إحدى الفتيات في فرقة لإحياء المناسبات في مدينة حلب، وذلك أثناء حفل لاستقبال حجاج بيت الله الحرام.

 

وتحظى مناسبة استقبال عودة حجاج بيت الحرام بطقوس احتفالية خاصة في مدينة حلب، حيث وصل الأمر، هذا العام، لاستخدام فرق فنية تؤدي أناشيد دينية، ورقصات احتفالية.

 

و احتوى الفيديو، الذي اضطر ناشره لحذفه، بعد ردة الفعل السلبية والتعليقات المسيئة بحقه، على مشاهد لفتاة ارتدت عباءة “الدرويش” البيضاء والتي عادة يرتديها رجال الطريقة المولوية، وأدت الرقصة المعروفة والتي تعتمد بشكل أساسي على الطواف حول النفس والتأمل.

 

وأثار الفيديو ردات فعل عديدة ومتباينة، حيث استهجن غالبية المعلقين إدخال العنصر النسائي لهذا النوع من الرقص كونه من المعروف لديهم أنه حكر على الرجال ولايجوز للنساء تأدية مثل هذه الرقصات والتي تعتبر بمثابة شعائر دينية بالنسبة لأتباع الطريقة المولوية.

 

وازدادت حدة التعليقات على الفيديو الذي نشرته صفحة الفرقة الراقصة على موقع فيسبوك، مما اضطر القائمين على الصفحة إلى التراجع وحذفه بعد نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ولم يخل الأمر من تعليقات المتفاعلين الإيجابية، على قلتها، على الفيديو بأنه من حق المرأة ممارسة هذه الرقصة وأنه أمر جذاب وملفت أن يتم إدخال العنصر النسائي للرقصة كنوع من التجديد وخصوصاً أن المناسبة متعلقة بإمرأة

 

وعقّب أحد المتابعين للقضية على الفيديو قائلا: ” في حال اعتبرنا تجاوزا أن الرقص المولوي حالة التزام او ما يشبه الشعائر الدينية فلا يمكننا حرمان المرأة من حقوقها بالتعبد والتقرب إلى الله”.

 

وتحدث الباحث والكاتب علاء السيد خلال اتصال هاتفي مع تلفزيون الخبر حول المولوية التي تعود نشأتها الى القرن الميلادي الثالث عشر، فقال: “المولوية أنشأت من قبل مولانا جلال الدين الرومي في مدينة قونية التركية”

وأردف الباحث: “الهدف من المولوية التواصل مع الله بحركات لها دلالات عميقة حيث يدور راقص المولوية بعكس عقارب الساعة وهي ذات الجهة التي يدور فيها الكون رافعاً يد للسماء وأخرى للأرض بإشارة للتواصل بين الله والبشر”.

وأضاف “السيد”: “يطلق على الشيخ لقب دادا والأدنى منه لقب دراويش ويرتدي الدراويش خلال الرقصة ثيابا تحمل رموز معينة، مثل القبعة البنية التي ترمز إلى التراب والملابس البيضاء التي ترمز إلى الكفن، ويصاحب الرقص الدائري ضرب الدف وعزف الناي. “

 

وحول الوجود النسائي في رقصة المولوية تاريخياً، قال الباحث: “لم يسبق أن شاركت النساء في هذه الرقصة عبر تاريخ المولوية، إنما أنشأ اتباعها رقصة أخرى من نوع آخر تدعى (رقصة السماح) رقصتها النساء لاحقاً كنوع من التطوير وليس كنوع من أداء صلاة دينية”

 

وأشار الباحث إلى أنه عند وصول كمال اتاتورك الى الحكم في تركيا انتقلت المولوية لتصبح مدينة حلب عاصمتها وذلك في الفترة الممتدة من 1924 إلى 1949 حين أغلق حسني الزعيم التكية في حلب، لينتهي وجود الصوفية فيها وبذلك انتهت المولوية بشكلها الديني في المدينة وتحولت إلى رقصة فلكلورية شعبية تقام في المناسبات.

 

وحول رأيه الشخصي، كباحث ، بقضية ادخال العنصر النسائي لرقصة المولوية، قال المحامي السيد ” باعتبارها لم تعد طقساً دينياً وانما فلكلور شعبي فلا مانع من تواجد عنصر نسائي ضمنها ولا يجب إغفال أنها تحتاج إلى الكثير من الجهد والتدريب لتأديتها”

 

وامتنع مدير الفرقة عن الرد على الاتصالات المتكررة لتلفزيون الخبر، لأخذ وجهة نظره حول ما جرى، ويرجح أن السبب يعود لكم التعليقات السلبية التي طالته بشكل شخصي بعد نشره للفيديو.

 

يشار إلى أن ما جرى من إدخال العنصر النسائي لرقصة المولوية، يعتبر الأول في سوريا،لكن سبق وأن أدت الفتاة المصرية “سارة كامل” رقصة المولوية خلال العديد من الاحتفالات في بلدها، ولاقت أيضاً أصداء مختلفة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى