سامر علي الزعيم شهيد حمص.. ولد في شباط وتطوع في شباط واستشهد غدراً في شباط
في مذكرات الحرب لمدينة حمص، والتي لا تجد عناءاً بتقليب أوراقها لتعرف كم من الشهداء قضوا وهم في مهمات إنسانية ، وكم ضحوا لتصبح حمص قيد القانون في جميع أحيائها، فحمص التي سحبت من أمنها وسلامها إلى كهوف ” تورا بورا” عنوة ، فدافعت عنها دماء من سيذكرهم أهل المدينة جيداً.
ومن تلك الدماء، دم الشهيد الملازم شرف سامر علي الزعيم، وهو أحد الشهداء الذين قضوا وهم يقومون بتأمين خروج بعض المدنيين من حي القرابيص، لتندلع اشتباكات على أطراف الحي عام 2012، ويستشهد على يد مجموعة مسلحة امتهنت الغدر في رصاص بنادقها.
وقالت والدة الشهيد صبرية الزعيم لتلفزيون الخبر أن “الشهيد سامر علي الزعيم هو الابن الخامس في عائلتي، ولم يعرف عنه سوى الاخلاق الحميدة والسلوك الحسن سواء في العائلة أو العمل او مع بقية الناس”.
وتابعت والدة الشهيد حديثها: “صحيح أننا فقدناه وترك “اليتم” في عيون أولاده، ولكن ما يصبرنا على هذه المأساة، أن الشهيد كان وزملائه درباً لخلاص المدينة وأمن أهلها، رغم عتبي المتواضع على مسؤولي المحافظة بأنهم نسوا والدته في أي تكريم معنوي”.
وعن حياته العسكرية واستشهاده قال أخوه “بسام الزعيم”: تطوع سامر في إدارة أمن الدولة في 18 – 2 – 1984، وخدم في عدة مناطق قبل أن ينتقل إلى حمص، وبعد اندلاع الأحداث في المدينة وانتشار السلاح، تم تكليف الشهيد بعدة مهمات قتالية نفذها وزملائه على أتم وجه قبل أن يتم تكليفه كرئيس حاجز لأمن الدولة في حي القرابيص.
وأضاف بسام : “بتاريخ 23 – 2 – 2012 وأثناء محاولة الشهيد تأمين خروج بعض المدنيين من حي القرابيص، غدرت به مجموعة مسلحة وأطلقت النار على الحاجز العسكري فاستشهد سامر وجرح زملائه”.
وأوضح بسام أن “جثمان أخي بقي لليوم الثاني حتى تمكنت دورية عسكرية من سحبه إلى المشفى العسكري ليشيع يوم السبت 25 – 2 – 2012 إلى قرية الصبورة بريف سلمية”.
وتابع: “من غرائب القدر أن أخي الشهيد ولد في شهر شباط وتطوع في شهر شباط واستشهد أيضاً في شهر شباط”.
وبدورها قالت أخت الشهيد “لونا” لتلفزيون الخبر: “لقد اختار الموت أخي سامر، ولكن لم يكن استشهاده نهاية الحياة بالنسبة لنا، بل كان سبباً لنعتز أكثر بهذا الجيش الذي قاتل في أطول حرب مرت على المنطقة وربما العالم”.
الشهيد الملازم شرف سامر علي الزعيم هو من مواليد حمص 18 – 2 – 1965، وتم تكريمه من قبل تربية حمص بتسمية احدى المدارس باسمه، وهو متزوج وله ولدين وبنت، والاخيرة تيتمت وترملت في ذات الشهر وذات العام، حيث قتل “ثوار الغفلة” زوجها قرب الملعب البلدي.
محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر