العناوين الرئيسيةمحليات

جندي مجهول يعمل في عطلة العيد.. أبو علي رجل نظافة وهمة كبيرة في مدينة حمص

وحيداً في شارع لم يعرف الفراغ والصمت المطبق هكذا إلا في مناسبات محددة كأيام عيد الأضحى، فالسكان مشغولون بتبادل التهاني فيما بينهم، وبقي “صبحي محمد الحلبي” المكنى “أبو علي” يمارس عمله في الشارع الممتد بين ساحة الشهداء ومدخل السوق المسقوف وسط مدينة حمص.

بلباس تقليدي تعلوه سترة برتقالية تميز عمال النظافة، يتنقل أبو علي بين جنبات الطريق، يجمع الأوراق وأكياس النايلون المتكدسة في الأزقة القريبة، فإنه ولسوء  حظه قد هبت رياح قوية جمعت كميات كبيرة منها لتزيد من صعوبة العمل.

 

إلا من أحد أصحاب المحال التجارية الذي قرر المجيء وانتظار بعض الزبائن والمشاة ممن يتنقلون بين أحياء الوسط التجاري رغم قلتهم، وسيارات معدودات تقطع هدوء المكان، يكنس أبو علي ما جمعته الرياح ويعيد النظافة إلى شارع مشت فوقه مئات الآلاف من الاقدام والسيارات.

“كل عام وأنتم بخير مع أنو الحالة صعبة”، يبدو على أبو علي بعض التعب والإرهاق والتشاؤم، فالوضع الاقتصادي غاية في الصعوبة والراتب التقاعدي مع العمل الإضافي هذا يكاد يكفي قوت الحياة اليومية وتأمين مستلزماتها، يقول صبحي.

وأضاف الرجل البالغ من العمر 67 عاماً لتلفزيون الخبر أن: “العيد حضر لمدة وجيزة خلال صباح اليوم الأول، واقتصر على تبادل التهاني مع إخوتي وأبنائهم، لأجد نفسي مضطراً للخروج وبدء العمل فترة الظهيرة في جو حار ومتعب، لكن الحال يتطلب العمل طوال الوقت دون كلل أو ملل”.

 

وتحدث أبو علي عن القطاع المسؤول عن نظافته، إذ أنه يمتد من ساحة الشهداء وحتى مدخل السوق المسقوف وصولاً إلى الشوارع الفرعية في المنطقة، ومن الساعة الرابعة حتى الحادية عشرة ليلاً، وقد تجدني جالساً هنا أو هناك التقط أنفاسي خلال النهار.

 

وتابع أبو علي لتلفزيون الخبر: “لا أخفيك أن جميع الأعمال بالإضافة إلى جمع الكرتون بالكاد يؤمن مصاريف الحياة، علماً أنني أسكن بالأجرة مع زوجتي فقط بعد أن تزوج جميع أبنائي وأصبح لكل واحد منهم عائلته وهمومه”.

 

وأكمل أبو علي أن: “طقوس وبهجة العيد قد تحولت جذرياً واختلفت عما مضى، إذ طغت الهموم والأعباء الاقتصادية على فرح وابتسامة السكان وأصبح مناسبة تسبب الحيرة والإحباط جراء ارتفاع الأسعار بشكل عام”.

 

وختم صبحي محمد لتلفزيون الخبر بأن: “الأمل دائماً موجود وعلى الإنسان أن يسعى دائماً للعمل وعدم الاستسلام تحت أي ظرف، عسى أن تعود بهجة العيد للسوريين فهم لا يستحقون ما حصل في البلاد ولا يليق بهم إلا الفرح”.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى