عمر خربين .. نجم منتخب سوريا الذي لا يحبه الجمهور فما المشكلة؟
شكل اللاعب عمر خربين حالة غريبة في الكُرة السورية فعلى الرغم من بزوغ نجمه الكروي وتحقيقه إنجازات فردية وجماعية رفقة المنتخب إلا أنه لم يحظى بالمحبة التي يستحقها إنجازه وكان دوماً عرضة للانتقاد من الجماهير السورية.
وحقق “خربين” جائزة أفضل لاعب في آسيا عام 2017 وساهم بشكل كبير في تحقيق إنجاز التأهل للدور الأخير لتصفيات مونديال 2018 سواء عبر هدفه الحاسم أمام سنغافورة في 2015 أو أهدافه في التصفيات النهائية أمام أوزباكستان وقطر.
وسجل “خربين” أحد هدفي سوريا في بطولة آسيا 2019 وساهم بشكل نوعي بصعود المنتخب للدور الثاني من بطولة آسيا 2023 للمرة الأولى بتاريخه إضافة لأهدافه الحاسمة مع المنتخب منذ بداية تمثيله.
واشتهر “خربين” بتكرار اعتذاراته عن تمثيل المنتخب خصوصاً في المبارايات التي تحتاج لسفر طويل كما حصل مؤخراً عند الحديث عن مباراة كوريا الشمالية الحاسمة في مصير المنتخب السوري، فتنوعت مبرارته التي لم تُرضِ الجماهير بين إصابات مع ناديه تعيقه عن اللحاق بالبعثة (لكنه يستطيع المشاركة مع الأندية التي يمثلها بعد انتهاء التصفيات مباشرةً) وأسباب عائلية خاصة تتكرر عند كل استدعاء.
وتحدث الصحفي الرياضي حسين مصطفى لتلفزيون الخبر أن “كثرة الاعتذارات غير المبررة للاعب خلال السنوات الأخيرة والتحاقه فقط في المبارايات المقامة في مناطق قريبة مثل الخليج وغرب آسيا إضافة لكثرة مشاكله مع المنتخب جعل الجماهير (تتنرفز) منه وتنسى كل ما قدمه للمنتخب”.
وأوضح المدرب السوري لفريق شباب ولاية فيكتوريا الأسترالي صافي عيوش لتلفزيون الخبر أن “قضية خربين تتعلق بشكل أساسي بضعف اتحاد الكُرة، وعدم قدرته على ضبط اللاعبين وتحقيق شروط الاحتراف الحقيقي وترك الجماهير للصحافة الصفراء تتحكم بمشاعره”.
وتابع “عيوش”: “خصوصاً وأن جمهورنا عاطفي بلحظة يرفع اللاعب للقمة ولحظة يغضب عليه ولا نستطيع لومه فمن حقه أن يفرح”.
واعتبر الصحفي محمد سليمان خلال حديثه مع تلفزيون الخبر أن “الجمهور لا يشعر أن خربين ينتمي إليه وكلما نشعر أننا بحاجته يتهرب خصوصاً وأن مباراة كوريا الشمالية القادمة مصيرية واللاعب اعتذر لأسباب خاصة تتكرر كل مرة”.
وتابع “سليمان” أنه “الحق يقال اللاعب موهوب ومهاري جداً وله إنجازات كبيرة مع المنتخب لكنه في المقابل استفاد كثيراً من المنتخب فلولاه لما احترف مع الهلال السعودي وغيره من الأندية الخليجية وعلى المقلب الآخر نرى لاعب مثل أيهم أوسو يلعب مع المنتخب وكأنه ابن المنتخب منذ سنوات وليس مغترب قادم منذ بضعة أشهر”.
وأشار “سليمان” إلى أنه “بالنسبة للإنجاز الفردي فميسي وكريستيانو لم يتم الاعتراف بهما حتى قدما ألقاب لمنتخباتهما وتعرضا لنقد كبير حتى قدما الإنجاز الجماعي رغم تاريخهما الكبير”.
وختم “سليمان” أنه “بشكل عام الجمهور يعشق اللاعب المقاتل أكثر من اللاعب الفني أو صاحب الألقاب وخير مثال عبد الرحمن ويس دخل قلوب السوريين من خلال قتاله على أرض الملعب وهذا ما نأمله من خربين وباقي اللاعبين”.
يذكر أن اللاعب عمر خربين اعتذر عن تمثيل المنتخب خلال المبارتين القادمتين رغم أهميتهما الكبيرة على مسيرة المنتخب بالتصفيات المونديالية وسط ظهور كلام عن اتفاق ضمني بين اللاعب والاتحاد يسمح له عدم اللعب في المباريات التي تحتاج سفر طويل مع العلم أن مدير المنتخب موفق فتح الله نفى هذه المعلومات.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر