كاسة شاي

“الطلة” .. قاسيون جديد للدمشقيين

ال١٦ ..التراسات..التوسع..والطلة تلك هي مسميات حديثة العهد تداولها الدمشقيون مؤخراً في إشارةٍ إلى “سيرانهم” الجديد ، بعد تعذر الوصول إلى سيران قاسيون الذي تعود عليه الدمشقيون على مدى عشرات السنين ، نتيجة الحرب .

وتسمية ال١٦ كنايةً عن المكانية في منطقة مشروع دمر الذي تُقسم شوارعه إلى جزر، وتأخذ هذه الفسحة رقم الجزيرة١٦ ، أما التراسات فلأنها تعلو منطقة التراسات في مشروع دمر، بينما من يسميها التوسع يقصد في ذلك المساحة التي توسعت فيها الأبنية السكنية في ذات المنطقة.

وفي المسمى الذي اعتمده الغالبية هي “ الطلة “، حيث تطل على منطقة مشروع دمر وضاحية قدسيا وأجزاء يسيرة من دمشق، فلا يخفى على أحد أن الدمشقيين كانوا قبل الحرب في أيام فسحتهم يترددون كثيراً على جبل قاسيون الذي كان يغصّ بسكان دمشق الفاريين من أعباء الحياة.

وتزامناً مع الحرب والأحداث الأمنية تطلّب ذلك إغلاق ذاك المتنفس، وبعد قرابة الثلاث سنوات على إغلاقه، تحول ذاك المُتَنَفَس ، الجزيرة 16 في توسع مشروع دمر، إلى قاسيون جديد ، خصوصاً وأنها تعد من أعلى نقاط ذلك المكان.

و أُحيطت تلك النقطة بسورٍ حديدي يُعرف من خلال الصور الكثيرة التي يلتقطها المتفسحون أمامه، فلابد لكل زائرٍ إلا وأن يلتقط لنفسه صورةً في مشهدٍ يطل على المعشوقة دمشق.

وشكلت هذه المنطقة مكاناً آمناً أيضاً لمن يريد تعلم قيادة السيارة، نظراً للمساحات الفارغة المحيطة بها والتي تُمَكِن المتدرب من تعلم القيادة بما لا يسبب حوادث طرقية.

وقالت مدربة قيادة السيارات شيرين لتلفزيون الخبر: “من أكثر المناطق التي أُفضل تعليم المتدربين القيادة فيها هي تلك المنطقة، فالطرقات فيها و “التكويعات” تمكنني من إعطائهم قواعد القيادة بشكلٍ محترف”.

و تابعت: “جمال تلك المنطقة الذي يهدئ النفس ويبعدني والمتدرب عن التوتر، وقلة ماحولها من مؤثرات ممكن أن تشتت انتباه المتدرب تشجعني على أن اتخذها دوماً مكاناً مناسباً لدروسي”.

وقالت الشابة نسرين لتلفزيون الخبر: ” ننظم أنا وصديقاتي يوماً أسبوعياً مصطحبين “أراكيلنا” ونذهب إلى الطلة، ونستمتع بعيداً عن ضغوط الدراسة والعمل ونسرد القصص متمتعين بمنظر دمشق”.

ويجول في تلك المنطقة الكثير من باعة التسالي والذرة المشوية وصُناع القهوة والشاي، حيث قال بائع ذرة لتلفزيون الخبر: “مع بداية فصل الربيع عدت إلى التواجد بشكلٍ يوميٍ في هذا المكان، فهو وسيلة جيدة لتحصيل الرزق ولو كان قليل”.

أما العشاق في دمشق، فقد وجدوا في هذا المكان “الرومانسي” على حد قول أحدهم مكاناً جميلاً للقاء الأحبة، فهو لطيف وبعيد عن الصخب.

وقال الشاب قيس لتلفزيون الخبر: “لطالما كانت تلك المنطقة مكاناً هادئاً رسمت فيه مع خطيبتي أحلامنا الصغيرة، وقررنا أهم محطات حياتنا”.

وفي حديثٍ مع أسامة المغترب منذ سنتين والذي أرسل لنا صورته على السور الرمادي: عرض لتلفزيون الخبر ذكرياته بنبرةٍ يميزها الحنين، قائلاً ” اكتشفت هذا المكان قبل السفر بسنة”

وأكمل “لو كان ذلك السور يتكلم لأفصح عن كل القصص والضحكات والعبثية التي كنت أعيشها مع أصدقائي بموازاته”.

عبثاً يحاول السوريون الابتعاد عن أحاديث الحرب وارتفاع الأسعار ومنغصات الحياة التي يعيشها السوري ، ولكن ست سنوات من الحرب كانت كافية للقول أن السوري يحب الحياة إذا ما استطاع إليها سبيلا.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى