سوريات يلجأن لتشميس وتيبيس بعض أصناف المونة في ظل غياب الكهرباء
يعتبر “التشميس والتيبيس” إحدى أشهر طرق الحفاظ وإطالة عمر المونة والمواد الغذائية، وهي بطبيعة الحال حل تراثي قديم اتبعه الاجداد ولا يزال يعمل به حتى يومنا هذا.
وتشترك معظم المحافظات السورية بمعاناة واحدة تجمعها، وهي انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تشمل معظم فترات اليوم مع بعض التحسن النسبي كل حين وآخر، وهو ما حرم الكثير من العائلات على إعداد مؤونة الشتاء خلال فصل الصيف.
وعادت ربات البيوت السوريات إلى عصر ما قبل الكهرباء بما يخص تدبير المونة، كما قالت أم حسين (60 عاماً) لتلفزيون الخبر، ولجأن بالتالي إلى حلول بديلة في ظل غياب الكهرباء وبدائلها.
ويمتلئ صالون أم حسين في حي العباسية بمدينة حمص بأصناف المونة كل عام، كل منها بحسب موعد موسمها من الملوخية والفول والبازلاء والبامية، بعد أن فقدت خلال الأعوام الماضية معظم مؤونتها جراء انقطاع الكهرباء الطويل وتلف المواد الغذائية.
وتخزن أم حسين (ربة منزل) عدة أصناف من المؤونة مثل الفاصولياء، ورق عنب وبازلاء وبعض أنواع الجبن والفليفلة كي تُطبخ في فصل الشتاء، بهدف توفير ما أمكن من المال مع ارتفاع أسعارها بشكل كبير بعد انتهاء موسمها.
ومع تركيزها خلال الفترة الحالية عى الفول والبازلاء، تؤكد أم حسين لتلفزيون الخبر أن: “التيبيس يعد طريقة فعالة لحفظ المؤونة في ظل الواقع الكهربائي الذي لم يتحسن، وتحول البرادات إلى نملية تراثية”.
“التيبيس نصيحة الأجداد”، تكمل ربة المنزل لتلفزيون الخبر، فتجفيف المونة كان حل السيدات في الزمن الماضي لتأمين المونة خلال فصل الشتاء والحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، سواء كانت إلى حامضة ومالحة، كالأجبان والمخللات، ومونة حلوة كالمربيات بمختلف أنواعها والتفاح والتين والعنب، والخضار المجففة مثل الباذنجان والملوخية”.
يذكر أن السوريين وجدوا صعوبة كبيرة في تجهيز مونة المكدوس لهذا العام، وهو الذي يعد أحد طقوس المونة الشتوية عندهم، إذ وصلت تكلفة تجهيز المكدوسة الواحدة إلى ما يقارب 3 آلاف ليرة، لتصبح بالتالي رفاهية قصوى بعد أن كانت الحاضر الدائم على موائدهم.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر