العناوين الرئيسيةموجوعين

من المسؤول عن الاحتقان والغليان بين جمهور ناديي “أهلي حلب” و”الوحدة”؟.. الحكاية الكاملة واسئلة بحاجة لإجابات

في الأول من شباط 2012 وخلال مباراة ضمن الدوري المصري جمعت ناديي “الأهلي” و “المصري” على استاد بور سعيد الدولي وقعت أعمال شغب بين جماهير الناديين أسفرت عن سقوط 74 قتيلاً ومئات المصابين في حادثة تعتبر الأبشع بتاريخ الرياضة المصرية.

وارتدت هذه الحادثة بشكلٍ سيء على الصعيدين الرياضي والأمني من حرمان الجماهير وإيقاف للدوري عدا عن احتقان شعبي كبير نظراً لظهور روايات تتحدث عن مؤامرة مدبرة من الجماعات المتطرفة ضد الدولة المصرية أو العكس.

لماذا هذه المقدمة؟

من يتابع السوشال ميديا السورية على صعيد كرة السلة مؤخراً يرى تعمق الخلاف بين جمهور ناديي “الوحدة” الدمشقي و “الأهلي” الحلبي لأسباب تتعلّق بتفاصيل سلوية لكنها أخذت منحى تصاعدي أصبح يهدد السلم والأمن في الملاعب السلوية ومن يدري ربما أكثر من ذلك.

الحكاية..

من المعروف أن قوانين كرة السلة السورية تنص على منع مشاركة أي لاعب في الدوري السوري سبق له أن لعب في دوري الكيان الصهيوني.

ونتيجة مشاركة بعض الفرق السورية في بطولة “وصل” الدولية لكرة السلة التي تضم أندية من بلدان أُخرى يلعب ضمن صفوفها لاعبين شاركوا في دوريات الكيان ما يعني إمكانية دخولهم للأراضي السورية لمواجهة أنديتنا ضمن منافسات البطولة ما استوجب على الأندية المشاركة طرح السؤال في ملعب اتحاد اللعبة.

وقال مدير كرة السلة بنادي “أهلي حلب”، “فراس المصري”، في الرابع من نيسان الجاري لبرنامج “المختار” الذي يبث عبر إذاعة “المدينة إف إم” وتلفزيون الخبر، إن “هناك عدد من اللاعبين المشاركين في بطولة وصل مع الفرق الأُخرى لعبوا لأندية ضمن الكيان ولتكرار القضية سابقاً سألنا بداية الموسم رئيس اتحاد اللعبة حول هذه الإشكالية وكان الجواب لطالما صدرت للاعب فيزا نظامية فلا يوجد لدينا مشكلة”.

ومن هذا المنطلق وقع النادي الحلبي في شباط الماضي مع المحترف الأمريكي “أي جي جون” للعب ضمن صفوفه في ما تبقى من الموسم السلوي الذي حقق خلاله “الأهلي” لقب كأس الجمهورية على حساب نادي “الوحدة” الدمشقي وبمشاركة فعالة من “جون”.

وبعد المباراة قالت صفحات عبر وسائل التواصل تدعم نادي “الوحدة” أنه سبق لـ”جون” اللعب لصالح أندية الكيان وتحديداً مع نادي “مكابي هود هشارون” ما أثار “شوشرة” كبيرة بين جماهير الناديين من جهة والجماهير نفسها مع رئيس الاتحاد طريف قوطرش من جهة أُخرى.

من جهته تحدث “قوطرش” لبرنامج “المختار”، أنه “يمنع على أي لاعب مشارك مع أندية الكيان اللعب في سوريا وبخصوص اللاعب المذكور تواصلنا مع الاتحاد الآسيوي وأكّد لنا أن اللاعب لم يشارك مع أي نادي للكيان”.

وأضاف “قوطرش”، أن “هذا لا يعني عدم مشاركة اللاعب فلا نملك المعلومة لكن ضمن مسابقات الآسيوي الرسمية اللاعب لم يشارك مع أندية الكيان ولكن عندما يمنح اللاعب فيزا الدخول إلى سوريا وجوازه غير مختوم (دخل عدة مرات لسوريا) لا ندري هل لعب لأندية الكيان أم لا؟”.

وانتهى هذا الجدال البيزنطي بإجبار “أهلي حلب” على الاستغناء عن خدمات “جون” لكن هنا “غابت السكرة وأجت الفكرة” فمع اقتراب موعد مباريات “فاينال 6” أصبح النادي الحلبي يملك في صفوفه أجنبي واحد ولا يمكنه التعاقد مع أجنبي جديد لأن قوانين الاتحاد سمحت للأندية بالتعاقد مع 5 لاعبين أجانب على طول الموسم وكان “جون” هو خامس تعاقدات “الأهلي” وبالتالي بعد الاستغناء عن المحترف الأمريكي خسر النادي فرصته بجلب تعاقد جديد.

ومع رفض الاتحاد السلوي لطلب “الأهلي” بالتعاقد مع الأمريكي المُجنس ضمن صفوف المنتخب السوري “دوغلاس” سواء كلاعب محترف أو محلي مُجنس قبل انطلاق مباريات “الفاينال 6” ارتفعت حُمى الخلاف بين “الأهلاوية” واتحاد السلة.

واعتبر “الأهلاوية” أنهم تعرضوا لغبن كبير بعد رفض التعاقد مع “دوغلاس” لسببين الأول كونهم تقدموا بجميع الوثائق التي تثبت صحة طلبهم بالتعاقد مع محترف سادس نتيجة قضية “جون” والتي رفضها الاتحاد ليس بقرار منه بل بعد إجراء عملية تصويت على القرار بين الأندية السورية والتي يشارك بعضها في “الفاينال 6” ما يؤكد بند “تضارب المصالح”.

والسبب الثاني هو عدم قبول اتحاد السلة التعامل مع “دوغلاس” كلاعب محلي رغم تمثيله لمنتخب سوريا بحجة عدم امتلاكه لوثائق سورية ما دفع “الأهلاوية” لمطالبة الاتحاد بإبراز وثائق اللاعب التركي ضمن منتخب سوريا كمال جنبلاط والذي يلعب ضمن صفوف “الوحدة” كلاعب محلي إضافة لإبراز وثائق اللاعب “جوي زلعوم” الذي يعامل مع “الوحدة” كلاعب محلي أيضاً.

وبحسب الوثائق “الأهلاوية” فإن كل من “جنبلاط” و “زلعوم” لا يملكان أي وثيقة أو قيد مدني في السجلات السورية ويلعبان مع “الوحدة” كلاعبين محليين ووالد “زلعوم” أعلن مراراً عبر القنوات اللبنانية أن “جوي” لبناني ولم يحصل على الجنسية السورية حتى اليوم.

ونشرت جماهير “الأهلي” منشورات لـ”جنبلاط” يتعرض خلالها بالإساءة للدولة السورية ويتهجم على اللاجئين السوريين في تركيا الأمر الذي أجبر اتحاد السلة على طلب اجتماع فوري معه ومع مشرف كرة السلة في “الوحدة” للتأكد من التصريحات المتداولة للاعب.

هل اتحاد السلة ظالم؟

لم نجد نقطة توافق بين جماهير “الوحدة” و “أهلي حلب” سوى على شعورهما بالغبن والظلم من جانب اتحاد السلة، فالنادي الدمشقي يرى أن الاتحاد برئاسة “قوطرش” حرم الجماهير من حضور بطولة كأس الجمهورية في حلب، وحصر الحضور الجماهيري بالحلبية ما أعطى ميزة الأرض والجمهور للأندية الحلبية المشاركة بالبطولة على حساب باقي الأندية الأمر الذي أخلّ بـ”العدالة وتكافؤ الفرص”.

بينما ترى جماهير “الأهلي”، أن الاتحاد برئاسة “قوطرش” حرم النادي من التعاقد مع لاعب محترف جديد رغم كل الإثباتات التي قدمها لتدعيم موقفه في قضية “جون” الذي جاء التعاقد معه بعد موافقة الاتحاد.

كما أن اتحاد السلة لم يقبل بـ”دوغلاس” كلاعب محلي في صفوف “الأهلي” وقبل بذلك في حالة اللاعب التركي/السوري “جنبلاط” مع الوحدة إضافة لسماحه بقبول “زلعوم” كلاعب محلي لنادي الوحدة أيضاً، رغم عدم حصوله على الجنسية السورية، وذلك كلّه يصب في مصلحة نادي “الوحدة” الذي لعب في صفوفه “قوطرش” سابقاً.

واعتبرت الجماهير “الأهلاوية”، أن ما جرى بقضية اللاعب “أي جي جون” كانت موجهة للنادي “الأهلي” كرمى لعيون جمهور الوحدة، ومن يدعمه، وإلا لماذا لا يحرك أحد ساكناً تجاه اللاعب “سبنسر” الذي يلعب في صفوف نادي الكرامة حالياً ولعب سابقاً في الكيان الصهيوني بحالة مشابهة تماماً لقضية “جون”، كما لعب “جوشوا كالدويل” لنادي الوحدة نفسه وكان لعب سابقاً في الأراضي المحتلة، دون أي إجراء من قبل أي جهة.

الأمور تنحدر أكثر فأكثر.. ووثائق “خطيرة” إذا صحت

نشر عضو مجلس إدارة نادي “أهلي حلب” شادي حلوة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” خطاباً موجهاً إلى اللواء مدير إدارة الأمن الجنائي في سوريا.

وقال “حلوة” في المنشور: ”نضع بين أيديكم بعض الوثائق المزوّرة والتي تخص اللاعب اللبناني الامريكي (جوي زلعوم) والتي تم تجهيزها من أجل تسجيل اللاعب ضمن قوائم اللاعبين المحليين في سوريا”.

وأرفق عضو مجلس الإدارة المنشور بمجموعة من الوثائق التي تخص اللاعب “زلعوم” الذي وقع على كشوف نادي الوحدة، مؤكداً أنها “مزوّرة” واضعاً هذه الوثائق برسم الأمن الجنائي، والجهات المختصّة للتحقيق فيها .

أسئلة برسم اتحاد السلة..

حاولنا التواصل مع الكابتن طريف قوطرش، أكثر من مرة إلا أنه تعذر الوصول إليه، وعلى ذلك نجد أنفسنا مضطرين لطرح الأسئلة عليه، هنا، وعلى الملأ، كون القضية جماهيرية، وتستحق الاهتمام.

في بداية الأمر وفيما يتعلق بقضية “جون” الذي لعب في دوريات الكيان كان تعليق الاتحاد على لسان رئيسه أنه تم استيضاح الموضوع من الاتحاد الآسيوي وتبين أن”جون” لم يلعب لأندية الكيان.

هل نسي اتحاد السلة أن دوري الكيان الصهيوني يتبع تنظيمياً لاتحاد السلة الأوروبي وليس الآسيوي وهذا الخطأ الإداري أوقع نادي “أهلي حلب” في مظلمة كبيرة؟.

هل يحق قانونياً للاتحاد السلوي الإجابة على طلب “أهلي حلب” بالتعاقد مع محترف سادس في “الفاينال 6” بالذهاب إلى عقد جلسة بين الأندية للتصويت على القرار، بدل إصدار قرار منصف، متناسياً أن بعض هذه الأندية مشاركة في البطولة؟.

لماذا لا يجيب اتحاد الكرة على مطالب إدارة النادي الأهلي بإبراز أوراق “جنبلاط” و”زلعوم”؟ وبذلك يخفف الاحتقان ويضع النقاط على الحروف، ويصر على “التطنيش” ما يزيد الطين بلة ويساهم بارتفاع حالة “الغليان الجماهيري”.

هل انعدمت السبل عند اتحاد السلة في مواجهة الشغب الجماهيري بالملاعب إلا عبر حرمان الجماهير من الترحال خلف أنديتها لمؤازرتها في بطولة كأس الجمهورية التي أقيمت في حلب وحصر ذلك في جماهير حلب فقط؟ ألا يسمى ذلك “غياب للعدالة”؟.

ويتساءل متابعون أنه بعد ارتفاع حدة الخلافات بين ناديين عريقين هما “الوحدة” و “الأهلي” وتحوّل الأمر عند الجماهير لصراع مناطقي سيء الصياغة والأسلوب والتصدير كيف التزم اتحاد اللعبة بالصمت كل هذه المدة ولم يسرع للتوضيح وكشف الحقائق؟.

وأخيراً وليس آخراً لإدراتي “الوحدة” و “الأهلي” وقبلهما وبعدهما إدارة اتحاد السلة بعد كل ما جرى خلال الأيام الأخيرة من احتقان جماهيري يهدد بالكوارث القادمة ألم يجد العقلاء بينكم حلاً يخفف من وطأة الأمر ويحفظ الجميع من أي مصيبة قادمة؟ هل يستحق الأمر حقيقةً كل هذا الاحتقان؟.

في الدول المتحضرة التي تضم عدة مدن كبيرة ومهمة يكون الحل بتضافر جهود أبناء هذه المدن أما في الدول المتخلفة نرى أن أبناء هذه المدن يذهبون نحو الصراعات المناطقية التي تضر بالمدن ذاتها والوطن ككل وربما تفتح أبواب جهنم على الجميع.

في سوريا وبعد سنوات الحرب تأكد الجميع أن هذه البلاد لا يبنيها إلا أهلها متحدين لا متفرقين، والدليل أنه لم تتحرر منطقة سورية واحدة سوى بتضحيات جميع أبناء الوطن، فهناك شهداء من دمشق ارتقوا على طريق تحرير حلب، كما أن هناك شهداء من حلب ارتقوا على طريق حماية دمشق، والعبرة في الخواتيم.

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى