العناوين الرئيسيةثقافة وفن

“حادثة شم النسيم”.. الليلة التي انقسمت فيها مصر بين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش

شهدت “ليلة شم النسيم” وتحديداً 26 نيسان من عام 1970 حدثاً فنياً استثنائياً، حيث انقسمت مصر إلى فريقين، فريق عبد الحليم حافظ، وفريق فريد الأطرش، صديقا الأمس، أعداء هذه الليلة، فما قصة هذه الليلة؟

التفاصيل ..

احتكر الفنان الراحل فريد الأطرش الغناء في ليلة شم النسيم لمدة 25 سنة واعتاد أن يقدم أغنيته الشهيرة “الربيع” التي اقترنت بهذه الليلة في وجدان المستمعين وقتها، قبل أن يغادر مصر ويستقر في بيروت منذ 1966.

وانفرد الراحل الفنان عبد الحليم، طيلة غياب فريد، بإحياء ليلة عيد شم النسيم، ولكن فجأة عاد فريد في نيسان من 1970 إلى القاهرة ليغني كما اعتاد في ليلة شم النسيم، وهنا بدأ الخلاف بينهما، حسبما وثقته الصحافة ووسائل الإعلام حينها.

وكان عبد الحليم يعتبر إحياءه ليلة شم النسيم طيلة مدة غياب فريد عن مصر حقاً مكتسباً، وفريد كان يرى أن حفلة شم النسيم هي حفلته التي احتكرها لأكثر من 25 سنة.

وأصر كل منهما على الغناء في نفس الليلة، ولعبت الصحافة الفنية دوراً كبيراً في تأجيج الصراع حيث زاد إصرار كل طرف على موقفه وانقسمت مصر نصفين بين مشجعي حليم وفريد الأطرش.

وحلت أول مشكلة تتعلق بالمكان، ففريد الأطرش حجز قصر النيل وعبد الحليم حجز سينما ريفولي، وحلت المشكلة الثانية المتمثلة في الموسيقيين، فقد اختارت الفرقة الماسية كعادتها أن ترافق عبد الحليم فى سينما ريفولي، أما الفرقة الذهبية فاختارت أن ترافق فريد في سينما قصر النيل.

وحصل شرخ فى الفرقة الماسية لأن بعض الموسيقيين آثروا الالتحاق بفريد في الفرقة الذهبية ومبررهم أنه كان أكرم من حليم في دفع مستحقات الموسيقيين، ولكن المشكلة الكبرى كانت حول إذاعة الحفل، من ستذاع حفلته على الهواء سواء في الراديو أو التلفزيون؟

وهنا قرر الإعلامي المصري جلال معوض حل هذه المشكلة، وذلك عن طريق تقديم إذاعة صوت العرب حفل فريد الأطرش، وإذاعة الشرق الأوسط حفل العندليب، والتلفزيون يقوم بتصوير الحفلتين على ألا يقوم بإذاعتها على الهواء مباشرة.

ونجح بعدها الإعلامي اللبناني عادل مالك، في أن يجمع بين فريد وحليم في برنامجه الشهير وقتها “سجل مفتوح”، الذي يعد حتى اليوم من أهم الحوارات الفنية التى جمعت بينهما.

قال عبد الحليم حافظ في الحوار، إنه لا يصح أن يتم مقارنته بالموسيقار الكبير فريد الأطرش، لأنه أقل كثيراً من أن يتم وضع اسمه بجانب اسمه، فهو من جيل الأستاذ محمد عبد الوهاب، والعندليب من جيل تلامذته.

أما فريد الأطرش، فكان رده، أنه يقدر عبد الحليم ويحبه، قائلاً: “لا نسأل عما يكتب في الصحف، ولكن نسأل عما نقوله الآن أمام الجمهور”.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى