كاسة شاي

هل حاولت المخابرات المصرية تجنيد سعاد حسني للتجسس على عبد الحليم حافظ؟

يذكر كل من عاصر قصة الحب الجميلة بين النجمين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني تلك الفترة بوصفها العصر الذهبي أو أيام الزمن الجميل أو ما شابه من عبارات، ولكن هل كانت علاقة سعاد حسني بعبد الحليم خاضعة لأوامر المخابرات المصرية؟

أجاب على هذا السؤال الكاتب المصري أشرف غريب في كتابه المنشور حديثا “العندليب والسندريلا .. الحقيقة الغائبة”، والذي يتحدث فيه بالتفصيل وبالوثائق، حسب قوله، عن قصة الحب التي جمعت بين العندليب والسندريلا.

وطوال سنوات ظل الغموض يحيط بعلاقة العندليب والسندريلا بسبب ما يعتبرها أشرف غريب، وهو الكاتب الصحفي المتخصص في النقد السينمائي، “حالة التعتيم التي فرضها الطرفان على تلك العلاقة”، وذلك في مقابلة له مع “بي بي سي”.

وألقى الكتاب الضوء على كيفية تداخل السياسة والفن، متمثلا في علاقة النجمين، اللذين لا يزال المصريون والعرب يتحدثون عن فنهما، وأكد غريب أن المخابرات المصرية كانت تريد تجنيد سعاد حسني للتجسس على حياة عبد الحليم حافظ.

وأوضح غريب “رئيس جهاز الاستخبارات المصرية في الستينيات صلاح نصر حاول الاستفادة من تلك العلاقة السرية الخاصة التي جمعت حليم وسعاد في توجيه ضربات موجعة للمطرب الراحل لكراهيته له بسبب قرب عبد الحليم من الرئيس عبد الناصر ونائبه عبد الحكيم عامر”.

وذهب الكاتب إلى القول بأن “محاولة تجنيد سعاد حسنى للعمل مع جهاز المخابرات في ذلك الوقت كانت حلقة في هذه الحرب الخفية بين عبد الحليم وصلاح نصر”، كما تضمن الكتاب تفاصيل هذه الحرب وحقيقة اختطاف الرجل القوى لكل من النجمين الشهيرين، والخدعة التي أنقذتهما في تلك الليلة المثيرة واللحظة التي طلب فيها عبد الحليم حماية الرئيس عبد الناصر له ولسعاد من ملاحقات صلاح نصر”.

وأكد الكتاب أن “نصر لم يكن السبب المباشر في نهاية علاقة العندليب بالسندريلا”، ويكشف أن “محاولة تجنيد سعاد للعمل مع المخابرات، وحسب اعترافات صفوت الشريف وزير الإعلام السابق ورجل المخابرات المسؤول في ذلك الوقت عن تجنيدها، كانت في شهر تشرين الأول 1963 تقريبا، وأن هذه العملية انتهت تماما في صيف 1964 بعد أن رفضت سعاد التعاون مع الجهاز بينما استمرت علاقة النجمين الكبيرين حتى صيف 1966”.

وفى ملف العلاقة بين السندريلا والمخابرات المصرية، توقف الكتاب عند اعترافات رجل المخابرات المصري أحمد الهوان المعروف إعلاميا بـ “جمعة الشوان “، الذي قال قبل سنوات إنه تزوج سعاد عرفيا لمدة تسعة أشهر عام 1969، وشكك الكتاب بقصة الهوان معتبرا إياها غير صحيحة.

وحاول الكتاب، بحسب غريب، البحث أولا في جذور العلاقة بين كل من النجمين والجمهور، وكيف دخل هذا الجمهور مخدعهما قبل أن يدخلاه، وكان ثالثهما في كل موقف وقرار يخص علاقتهما، ثم حقيقة زواجهما من عدمه والملابسات التي أحاطت بهذا الموضوع المثير، كما يقول غريب.

وبين غريب إنه “حاول توضيح شكل من أشكال تعارض المشاعر مع المصالح، ما يؤدي إلى تغيير حسابات الحب وتبدل مصيره”، موضحا أن “الجمهور كان أحد أسباب عدم وصول قصة حب النجمين المعروفين إلى محطة النهاية السعيدة”.

وأضاف غريب “لا أحد تقريبا يعرف على وجه اليقين ملابسات بدايتها (قصة الحب) وكيف سارت، ومن هم شهودها الفعليون لا المدعون”، وكشف الكتاب أيضا كيفية تحول قصة الحب الملتهب إلى سيل من السباب والشتائم والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بعد أن وصلت الأمور بينهما إلى طريق مسدود.

وشكك غريب أيضا في كتابه بادعاء أخت سعاد حسنى غير الشقيقة التي عرضت قبل أشهر ما اعتبرته وثيقة زواج أختها من عبد الحليم حافظ، ويسوق، في كتابه الجديد، أحد عشر دليلا تبرر تشكيكه رغم أنه لا ينكر زواج العندليب من السندريلا معتمدا على شهادات مجموعة من معاصريهما.

وأشار غريب “لا أستطيع أن أعد عشاق عبد الحليم وسعاد بالالتزام بلافتة ممنوع الاقتراب أو التصوير . فقد تكون الحقائق الموجودة على صفحات هذا الكتاب خادشة لطبيعتيهما الزجاجيتين المصانتين بعشق الجماهير، وصادمة لمن يتصورون أن مرآة الحب يجب ألا ترى نواقص المحبوب وعيوبه”.

يذكر أن الممثل والمطرب المصري عبد الحليم حافظ، الملقب بالعندليب، توفي في لندن يوم 30 آذار 1977، فيما توفيت الممثلة المصرية-السورية سعاد حسني، الملقبة بسندريلا السينما العربية، في 21 حزيران 2001 في العاصمة البريطانية أيضا، وكان جمعتهما قصة استمرت من 1959 وحتى عام 1966.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى