العناوين الرئيسيةصحة

من أنواعه “اكتئاب الربيع”.. كيف تتغلّب على اضطراب الاكتئاب الموسمي؟

يُعاني كثيرون من تغيّر الحالة المزاجية والاكتئاب الموسمي والاضطرابات العاطفية الموسمية خلال فصل الربيع، ورغم ارتباطه لدى الغالبية بأنه الفصل الأفضل في العام، فإن دراسات أوضحت ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية خلاله، بحسب ما أكّدته المنسق السريري في قسم الاستشارة المهنية بجامعة الجنوب في سافانا،”كاثرين كلوك بوويل”.

 

ويعرف اكتئاب الربيع (Spring Depression)، أو الاكتئاب الموسمي الربيعي، بأنه “أحد أشكال الاضطراب العاطفي الموسمي الذي يحدث في فصلي الربيع أو الصيف، وهو أقل شيوعاً من الاضطراب العاطفي الموسمي الذي يحدث في أشهر الخريف والشتاء”.

 

وقال اختصاصي علم النفس الصحي، والأستاذ في قسم الإرشاد النفسي – كلية التربية بجامعة تشرين، الدكتور “فؤاد صبيره”، لتلفزيون الخبر، إن “الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي شكل من أشكال الاكتئاب، وأحد اضطرابات المزاج الذي يبدأ وينتهي مع تغيّر أو تبدّل الفصول الأربعة”.

 

وأوضح “صبيره”، أنه “يبدأ عادةً في نهاية فصل الخريف أو بداية الشتاء، بينما تنخفض إمكانية حدوثه خلال فصلي الربيع والصيف، ولذلك يطلق عليه الباحثين بالاكتئاب الموسمي الشتوي أو الاكتئاب الموسمي الخريفي”.

 

وأضاف الاختصاصي، أنه “أحد الاضطرابات النفسية التي ترافق تغيّرات الفصول ويرتبط بالتأثير النفسي لخفض مستويات الضوء، وانخفاض معدل ساعات النهار بالإضافة للتغيّرات الهرمونية في المخ والجسم”، مبيناً أن “الدراسات أشارت إلى أنه يزداد في البلدان التي يوجد فيها مناخات قاسية”.

 

وذكر “صبيره”، أنه “وفق علماء فزيولوجيا الدماغ فإن الاكتئاب يحدث بشكلٍ موسمي، وذلك نتيجة تأثير أشعة الشمس على جزء من الدماغ يسمّى تحت المهاد (Hypothalamus)، ما يسبب مجموعة من الاختلالات”.

 

وتابع الاختصاصي، أن “مستويات السيروتونين تنخفض لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي، والذي يؤثر بدوره في المزاج، الشهية، والنوم، ويسبب الشعور بالاكتئاب الناتج بطبيعة الحال عن اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية”.

 

وأردف “صبيره”، أن “الأشخاص المصابون بالاكتئاب الموسمي يعانون من مستويات أعلى من المعتاد للميلاتونين، وهو الهرمون المسبب للنعاس، وانخفاض مستويات الفيتامين D، والذي يلعب دوراً مهماً في نشاط السيروتونين”.

 

ولفت الأستاذ الجامعي إلى أن “النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي من الرجال بمعدل من ثلاث إلى أربعة أضعاف، كما أن البالغين الأصغر سناً أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي من كبار السن، ويمكن أن يصاب المراهقين والأطفال به أيضاً”.

 

واستطرد “صبيره”، أن “أعراض الاكتئاب الموسمي قد تتفاقم في حال كان الشخص مصاباً بالاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، كما أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأنواع أخرى من الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الموسمي من غيرهم، إضافةً إلى عوامل مرتبطة بمكان العيش أو السكن”.

 

وحول أعراض الاكتئاب الموسمي، أجاب “صبيره”، أنه “غالباً ما تتشابه أعراض الاكتئاب الفصلي الموسمي مع أعراض الاكتئاب الأخرى، ومن أهمها: اضطرابات المزاج، قلّة التركيز، التفكير السلبي، الشعور باليأس أو انعدام الجدوى أو القيمة، صعوبة التركيز، فقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة الترفيهية، اضطرابات النوم، فقدان الشهية، وضعف التواصل الاجتماعي”.

 

وعن آلية التشخيص، قال الاختصاصي، إنه “لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الاكتئاب الموسمي، لكن يمكن للطبيب أو المعالج النفسي التأكّد من الأعراض والأفكار والمحتوى الوجداني للشخص، بالإضافة إلى تحليل السلوك الخاص به، كما يُجرى للشخص فحصاً جسدياً، وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة لإجراء فحوصات مخبرية”.

 

ولفت “صبيره” إلى أن “المعايير التشخيصية التي يؤكّد من خلالها الطبيب الإصابة بالاكتئاب الموسمي تشمل حدوث نوبات الاكتئاب الموسمي في نفس الوقت من كل عام لمدة عامين أو ثلاثة على الأقل، ووجود فترات خلال العام الواحد خالية من الاكتئاب أو متداخلة مع فترات الاكتئاب”.

 

وشرح اختصاصي علم النفس الصحي، أنه “يوجد أشكال متنوعة في علاج الاكتئاب الموسمي، كالعلاج بالأدوية الصيدلانية، أو العلاج النفسي والذي يستخدم المعالجون النفسيون فيه العلاج السلوكي المعرفي القائم على تحديد الأفكار السلبية، واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية، وهو بحاجة إلى عدة جلسات”.

 

وتابع “صبيره”، أنه “إضافةً إلى العلاج الضوئي، والذي يستخدم للتعامل مع الاكتئاب الموسمي المرتبط بفصلي الشتاء والخريف، ويبدأ أواخر الخريف أو أوائل الشتاء، أي قبل أن تظهر الأعراض الموسمية”.

 

وقدّم “صبيره” إرشادات ونصائح للتعايش مع الاكتئاب الموسمي والتخفيف من آثاره على الصحة النفسية والجسدية، وشملت “النوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات متواصلة، نظام غذائي متوازن، تناول الأدوية الطبية بشكلٍ منتظم، ممارسة الرياضة بانتظام، والقيام بالأنشطة الممتعة والمعززة للحالة المزاجية”.

 

ونوّه “صبيره” إلى ضرورة “الابتعاد عن تناول الكحول أو أي مواد مخدرة، لأنها تزيد من الاكتئاب، ويمكن أن تصل إلى حد التفكير بالانتحار”.

 

يُشار إلى أن الاكتئاب الموسمي أو الفصلي يصبح مزمناً وأكثر خطورة إذا ما ترك دون معالجة دوائية وسلوكية، إذ يمكن أن يخلف منه أضراراً كبيرة على مستوى صحة الشخص الجسدية والنفسية، وفق “صبيره”.

 

يُذكر أنه بحسب الإحصاءات يصيب الاضطراب الموسمي (الفصلي) من 0.5% إلى 3% من الأفراد على مستوى العالم، ويؤثر في 10 حتى 20% من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وعلى نحو 25% من مصابي اضطراب ثنائي القطب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى