بين مطاري حلب و “فرانكفورت”.. حكاية نجاح المهندسة السورية ريما خوام
تميّزت المرأة السورية بقدرتها على إثبات نفسها في شتى الاختصاصات، ودخلت مجالات كانت حكراً على الرجل فيما مضى، وكانت المهندسة ريما خوام خير مثال على ذلك.
وتحدثت ريما لتلفزيون الخبر عن رحلتها العملية بدءاً من مطار حلب سابقاً وصولاً إلى مطار “فرانكفورت” الألماني، حيث درست هندسة الطيران في جامعة حلب، وتخرجت عام 2005، وكانت الثالثة على دفعتها، عندما كنّ أربع بنات تدرسن هندسة الطيران من أصل 50 طالب تقريباً، وتوظفت عام 2006 في مطار حلب في مكتب سلامة الطيران.
وقالت “خوام” التي تنحدر من محافظة حلب: “تلقينا الكثير من المعلومات العلمية، لكن الحياة العملية والتطبيقية كانت جديدة ومختلفة، والشيء الأكثر أهمية أن قسم سلامة الطيران له علاقة بإقلاع وهبوط الطائرة بسلام، والتأكد من سلامة المعدات والمهبط، وأي شيء له علاقة بسلامة وصول الطائرة، وهو قسم متشعب ومهم”.
وشرحت “خوام”، وهي أم لطفلين، طبيعة عملها في مطار “فرانكفورت”، والذي يكمن في قسم سلامة الطيران وهو القسم المسؤول عن ضمان سلامة جميع العمليات الجوية في المطارات، ويتمثل دوره في تحليل ومراقبة كل العوامل التي قد تؤثر سلباً على سلامة الرحلات الجوية، وضمان الامتثال للمعايير واللوائح الدولية للسلامة الجوية”.
وأضافت “خوام” أن: “قسم سلامة الطيران يقوم أيضاً بتحليل البيانات والتقارير للتعرف على الأخطاء والمشاكل المحتملة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيحها وتجنب تكرارها في المستقبل، والغاية من التحقيق هي إدراك الأخطاء ومحاولة إصلاحها وتفاديها حتى لا تتكرر، وتحسين العمل”.
وأضافت “خوام” أن: “القسم الثاني هو الامتثال، ويشمل التأكيد والتدقيق من أن جميع الاقسام التي تعمل في المطار تراعي القوانين الدولية وتطبيقها، علماً أن القوانين الموجودة في عالم الطيران هي قوانين عالمية”، مشيرة إلى أن: “لمطار فرانكفورت موثوقية عالية، لأن كل شيء يتم دراسته وتحليله ويوضع لها خطط للتحسين”.
وقالت ريما: “أنا جزء من فريق يدرس الحوادث ويتأكد من كل شي له علاقة بالموضوع، والأخطاء متعددة الأسباب، ويتم دراستها وتحليلها لتحسين العمل وضمان أعلى مستوى من الوثوقية والسلامة”.
ولفتت “خوام” إلى أنها “صادفت أشخاصاً سلبيين عند وصولها إلى ألمانيا، ووضعوا العوائق أمامها، لكنها اختارت اللحاق بالأشخاص الإيجابيين الذين شجعوها على التقديم ووثقوا بها، وتشجعت وبحثت عن المهارات المطلوبة في مجال هندسة الطيران ضمن ألمانيا، بالتوازي مع دراستها للغة الألمانية والاحتكاك مع العالم هناك”.
وأكملت “خوام”: “أصبحت قادرة بعد 6 أشهر من دراسة اللغة على إجراء محادثة باللغة الألمانية بمستوى جيد، ثم قدمت سيرتي الذاتية إلى مطار فرانكفورت، وكنت خائفة كثيراً، وجاء الرد بأنهم يرغبون في مقابلتي بعد 9 أشهر من تواجدي في ألمانيا”.
وقالت “خوام”: “الشيء المميز بمسيرتي العملية أنني كنت أعمل في مطار حلب، وأعتقد أن ذلك كان بوابة الدخول لمطار فرانكفورت، وتوصلوا من خلال مقابلة العمل أن لدي خبرة، وكان لدي ثقة بمعلوماتي وخبرتي”.
وتابعت “خوام”: “عرضوا علي عملاً مغايراً لعملي في مطار حلب، وكان ذلك برأيهم أن يكون بوابة لدخولي في المطار، كما عرضوا علي القيام بتدريب أختار نوعه، وكانت إجابتي أنني أفضل الاستمرار في مجال سلامة الطيران، لافتة إلى أنه “بسبب جائحة “كورونا” آنذاك وإنجابها لطفلتها لم تلتحق بالعمل فوراً”.
وحول الصعوبات التي واجهتها، كشفت “خوام” أن: “الصعوبات نفسها كانت موجودة منذ العمل في مطار حلب، كون المهندس يجب أن يكون لديه قابلية للتعلم باستمرار بسبب التغيرات، ونحن مسؤولون عن كل شي يتبع الأنظمة الدولية المعمول بها، وبالإضافة إلى الهندسة نحن بحاجة دائماً إلى التواصل، وقراءة كافة القوانين، ومتابعة التطورات، وذاتها موجودة في ألمانيا”.
وأشارت “خوام” إلى أن: “الاختلاف يكمن بكون الحياة في ألمانيا متطورة جداً، وأسرع من وتيرة تطورات سوريا، وكمية حركة الطائرات في المطار أكبر، ولديهم ثقافة أخرى بالتعامل مع المشاكل، والمشكلة الأولى الرئيسية بالنسبة لها هيي اللغة”.
وأكملت “خوام” لتلفزيون الخبر: “أتعامل مع مجتمع لديه ثقافته وتاريخه العريق في العلم والتكنولوجيا، يحب عمله ويسعى لتجنب الأخطاء، لذلك فأي قرار أو اقتراحات بحاجة للتدقيق والدراسة المستفيضة، وأشعر أنني مصدر موثوق لبعض المعلومات بالنسبة إليهم، كوني عملت أكثر في الميدان والساحات وهذا منحني نقطة إضافية، وأسعى إلى استثمار ذلك الموضوع”.
وختمت “خوام” حديثها لتلفزيون الخبر أنه: “في كل مجال يوجد صعوبات، والمهم ألا نتوقف ونكمل ونتقدم، وأرى أن الوقوف في مكاني وعدم التطور والسعي هو خسارة”.
فاطمه حسون _ تلفزيون الخبر