العناوين الرئيسية

جدل بعد مشهد في “ولاد بديعة”.. هل للمتوفى بصمة وما العمر الافتراضي لها؟

أثار مشهد من مسلسل “ولاد بديعة”، حيث يقوم الأخوان “شاهين” و “ياسين” بتبصيم والدهما بعد نبش قبره على وثائق مرتبطة بتزوير الميراث، موجة واسعة من التساؤلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول دقة أخذ هذه البصمات؟ مدى صلاحية ذلك؟ آلية كشف هذا التزوير في حال وقوعه؟ وما الرأي القانوني والشرعي بهذا الخصوص؟.

رأي القانون

بين المحامي الدكتور نزار حسن، الأستاذ في جامعة تشرين، لتلفزيون الخبر، أن “البصمات تبقى قابلة للاستخدام وفقاً لدراسة علمية نشرت عام 2017 لمدة تصل إلى 4 أيام في الطقس الدافىء، ولمدة تصل إلى 50 يوماً في فصل الشتاء”، مبيناً أن هذه الدراسة جرت في أوروبا، إذ تنخفض درجات الحرارة إلى معدلات أقل بكثير عمّا هو عليه في سوريا.

ولفت الدكتور “حسن”، إلى أنه “تفادياً لسوء استخدام بصمة الميت لم يكتف المشرع الفرنسي ببصمة الإصبع كدليل للإثبات لوحده، وإنما اشترط وجود كتابة لصاحب البصمة فضلاً عنها”.

وأضاف “حسن”، أنه “يرى بعض الخبراء بأنه لا يمكن تمييز بصمة الإنسان الحي عن بصمة الإنسان الميت، وخصوصاً إذا أُخذت عقب فترة وجيزة من الوفاة، فيما يرى البعض الآخر إمكانية ذلك باعتماد وسائل فنية خاصة”.

وحول حكم القانون، أجاب “حسن”، أنه “في صدد هذا الفعل عند ثبوته، والذي يمكن إثباته بجميع طرق الإثبات، هو عدّه جنحة تزوير من الناحية الجزائية وإذا استعمل استعمال مزور أيضاً، وجنحة هتك وتدنيس القبور، وإبطال أو إلغاء الوثيقة والتعويض إن كان له مقتضى من الناحية المدنية”.

وأشار “حسن” إلى أنه “تفادياً لمحاذير هذه الحالة نهيب بالمشرع تعديل قانون البينات لجهة عدم الاكتفاء ببصمة الإصبع أو الخاتم لوحدهما كدليل على صحة التصرف القانوني المنظم في الأسناد العادية والاقتداء بما سنّه القانون الفرنسي في هذا المجال”.

رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا يوضح

من جهته، أوضح مدير الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، الدكتور زاهر حجو، لتلفزيون الخبر، أن “البصمات يمكن أخذها بعد الوفاة، وذلك لفترات متفاوتة، حتى تبدأ عملية تحلل وتفسخ الجثة، وبأن ذلك يطول كلما كانت الجثة في درجة حرارة منخفضة”.

وذكر الدكتور “حجو”، أن “هناك تقنيات حديثة بإمكانها تمييز البصمات إن كانت تعود لشخص حي أم تم أخذها بعد الوفاة، كتقنية ألياف النانو”، مشيراً إلى أن مصر من الدول التي شهدت تطوراً على هذا الصعيد عربياً.

وأضاف “حجو”، أنه “يمكن اللجوء إلى أقسام الأدلة الجنائية التابعة لفروع الأمن الجنائي، عند الشك بوقوع مثل هذه الحوادث، والذين يمتلكون خبرة كبيرة بهذا المجال، إذ أن هذا الإجراء في سوريا يتبع لأفرع الأمن الجنائي بالمحافظات، وليس لمصلحة الطب الشرعي كما هو الحال في مصر”.

وألقت السلطات المصرية في تموز 2022 القبض على سيدة أثناء محاولتها أخذ بصمة شقيقتها المتوفية من ثلاجة الموتى، في حادثة أثارت جدلاً مشابهاً آنذاك للجدل الحاصل حول أحدث حلقات المسلسل السوري “ولاد بديعة”.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى