مع سقوط الجمرة الأولى.. حكاية “خمسينية” الشتاء و”السعودات”
سقطت “الجمرة الأولى” في 20 شباط وفق الموروث الشعبي، وهي جمرة الهواء حيث يشعر الناس بدفء الهواء بعد برد شديد بينما تسقط الجمرة الثانية في 27 شباط، وهي جمرة الماء فيشعر الناس بدفء الماء، والثالثة في 6 آذار وهي جمرة الأرض فيشعر الناس بدفء الارض.
وقسّم الموروث الشعبي فصل الشتاء إلى قسمين “أربعينية و”خمسينية” وذلك تبعاً لعدد أيام كل منها وهذه التقسيمات التي غالباً ما تصح ترتبط بقصص تستمد منها اسمها كذلك إلى جانب عدد من الأمثال المعروفة.
وتنتهي “المربعانية” في 3 شباط ، وقيل في 31 كانون الأول من كل عام لتبدأ بعدها “الخمسينية” من 4 شباط حتى 23 أذار، وتضم 4 “سعودات” كل منها مدته 12 يوماً ونصف وذلك نسبةً إلى قصة شخص يدعى سعد.
وتناقل الموروث أن سعد قرر السفر وكانت الأجواء دافئة عندما قرر الخروج خلال فصل الشتاء ونصحه والده بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد سواء من الفراء أو الحطب، إلا أن سعداً لم يستمع إلى نصيحة أبيه.
وبعد أن قطع سعد منتصف الطريق، تغيّر الجو فجأة وأصبح البرد قارساً فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج، ولم يكن أمامه سوى أن يذبح ناقته التي يملكها ليحتمي بأحشائها من شدة البرد، لذا سميت هذه الفترة التي تمتد من 1-13 شباط بـ”سعد الذابح”.
وبعد أيام شعر سعد بالجوع، ولم يكن أمامه إلا أن يأكل من لحم الناقة وبذلك أطلق على هذه الأيام “سعد ابلع” وتمتد من 13 شباط إلى 25 منه.
وفرح سعد عند انتهاء العاصفة وشروق الشمس واحتفل بنجاته، وسمي “سعد السعود” الذي يبدأ من 26 شباط حتى 10 آذار.
وقام سعد بعد ذلك خوفاً من أن تتكرر العاصفة مرة أخرى بصناعة معطف له من وبر الناقة كما أخذ من لحم الناقة المتبقي وسمي “سعد الخبايا” وهي الفترة الممتدة من 10 آذار-22 آذار وتصادف بداية الاعتدال الربيعي وهكذا اكتسبت الخمسينية أسماء أقسامها.
وتعرف آخر أربعة أيام من شباط وأول ثلاثة أيام من آذار باسم “المستقرضات” وسميت بهذا الاسم لاستقراض شهر شباط والذي يعتبر أقصر شهور العام من شهر آذار كي يطول وقت نزول المطر.
وتسمى هذه الأيام السبعة أيضاً أيام العجوز، لأنها تقع في آخر الشتاء ويكون البرد في أشده والأمطار غزيرة وفي المثل الشعبي يقول شباط لآذار “تلاتة منك وأربعة مني لنخلي العجوز تولي”.
وتنتهي خمسينية الشتاء بـ”الأيام الحسوم” والتي تبدأ من 11 آذار، وقيل في مدتها أنها 6 أو 8 أيام وسُميت بذلك كونها أيام ذات برد وريح شديدة.
يذكر أن جميع هذه التسميات والتقويمات مستمدة من تسميات الفلاحين وعلاقتهم مع الأرض وفهمهم لها، قبل وجود التقويم وعلوم المناخ والأرصاد الجوية وبنسبة كبيرة تصدق قصصهم وأمثالهم الشعبية أكثر من توقعات الفلكيين.
تلفزيون الخبر