العناوين الرئيسيةمجتمع

“مطرت إذاً جهّزو الشوربة”.. ما الرابط العجيب بين الشوربة والشتاء؟

بنظرات العاشقين وابتسامة الأطفال، تمسك ريمة طبق الشوربة بين يديها، وكأنه تحفة فنية أو كنز ثمين وصل إليها بعد أن انتظرته كثيراً.
“كنت ناطرتا تمطر لأعمل الشوربة”، تقول ريمة سواح( 42 عاماً) لتلفزيون الخبر، فأركان إعداد هذه الوجبة لا تكتمل دون المطر، وإلا فطقوس الطعام هذه منقوصة غير مكتملة.
وأضافت ريمة، وهي عاملة بمجال الترجمة في مدينة حمص، إن: “العدس غني بالكربوهدرات والبروتين، وبالتالي فهو مصدر غني وعالي للطاقة والحرارة”.
dav
وتابعت ريمة: “ولأن الاهل كانوا يبحثون في السابق عن الأطعمة التي تدب الحرارة في الجسم خلال فصل الشتاء، فقد كان العدس أهمها ولهذا السبب يميل الناس لطبخ شوربة العدس بشكل خاص وأكثر من جميع أنواع الشوربات الأخرى”.
وأكملت ريمة: “ولهذا السبب أيضا ً تجد ربات البيوت يسرعن لتجهيز الطناجر من أجل إعداد الشوربة، ناهيك عن شعور كبير يغمرهم بالسعادة، فالوقت قد حان لطبخ شوربة العدس”.
وتحدثت ريمة عن بعض الإضافات الهامة للشوربة، مثل الكمون والليمون فهي غنية بفيتامين c، ولذلك تعتبر من أهم الوجبات التي تحمي من الرشح والكريب ومشاكل القولون، وباختصار فالشوربة تحتوي على كل شي مفيد”.
وتروي ريمة لتلفزيون الخبر بعض حكايا والدتها عن الطقوس القديمة بإعداد الشوربة، عندما كانوا يضعونها في قدر كبير ويفتتون فيها الخبز ليجتمع عليها الولاد و”يبلشوا طرق المعالق”.
وبينت ريمة مكونات الشوربة وطريقة تحضيرها، فهي تتطلب كمية كبيرة من البصل المفروم ومن ثم تقلّيه بالسمنة، وريثما يجهز أعمل على غسل العدس المجروش جيداً ووضعه على النار حتى يغلي”.
وتابعت ريمة: “وعند وصوله إلى درجة الاستواء المطلوبة نضع فوقه السمنة والبصل ونضيف التوابل من الملح والكمون والفليفلة الحمراء، وإن وجدت مرقة اللحم تصبح الشوربة أبذ وأكثر واكتر قيمة غذائية، وفي حال عدم وجودها يمكن إضافة الماجي”.
وبينت ريمة لتلفزيون الخبر أن: “بعض الأهل يضيفون الجزر والبطاطا والأرز للشوربة كي يستفيد أولادهم من قيمتها الغذائية، كما يمكن اضافة أي مواد مغذية بعد طحنها جيداً”.
“كانت وجبة الفقير”، تكمل ريمة، فلم تكن الشوربة تتطلب مبالغ كبيرة فيما مضى، عندما كان شراء كل شي سهلاً، ولذلك ظلت حتى وقت قريب تعرف بأنها “أكلة الفقير”.
وأردفت ريمة: “أما الآن فقد أصبحت هذه الاكلة البسيطة مكلفة جداً، فسعر كيلو العدس صار بهديك الحسبة، وحتى البصل صار يبكي من أسعاره، وباختصار لم تعد الشوربة مع الكثير من الوجبات تصنف ضمن أكلات الفقير، ولم تعد مكوناتها “مكومة” في بيت المونة.
وتابعت ريمة لتلفزيون الخبر أن: “الشوربة كانت صنفاً يقدم إلى جانب وجبات الطعام الأخرى، أما اليوم فقد أصبحت وجبة رئيسية على السفرة، فتفت معها خبز وقول الله”.
وختمت ريمة حديثها بسرعة لتلفزيون الخبر، كي تبدأ بتناول الشوربة مع والدتها التي سبقتها في ذلك، بعد أن عجزت عن مقاومة الرائحة الذكية المنبعثة من طنجرة الشوربة بالتزامن مع هطول الأمطار في حمص.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى