في ظل الأوضاع الاقتصادية .. “لعبة الطقطيقات” تعود للانتشار في بعد انقراضها
لعبة بسيطة التصميم فارغة المعنى مضيعة للوقت، عبارة عن كرتين تصطدمان ببعضهما دون توقف بهدف واحد غير مقصود وهو إزعاج السكان، بهذا التعبير يعرف أبو مؤيد لعبة “الطقطيقة”.
لها مسميات متعددة، منها البندول والجنجيحة، ينجم عنها أذى جسدي لمن يلعبها، واذى نفسي لمن يسمعها.
“انصرع سمانا يطقو مخو الهي إلي اخترعا”، يمتعض أبو مؤيد، وهو من سكان حي العباسية من هذه اللعبة وممارسيها من الأطفال، نتيجة الإزعاج الكبير الذي تسببه والضجة المرافقة لها مع تجمعهم في الحارات.
“تخلّف عقلي بكل المقاييس”، يقول أبو مؤيد لتلفزيون الخبر، ووصلت لمرحلة القرف حتى من التاجر الذي يبيعها ويعتبرها رزقة، بينما لا أجدها أكثر من وسيلة ربح دنيئة كونها تسبب الإزعاج للغير”.
الأهل وين”، يتابع أبو مؤيد حديثه بالسؤال عن دور الأهل الغائب أمام وقتٍ يضيع على لعبة فارغة من أي هدف ومعنى أو حتى تسلية، كالألعاب التي عهدناها مثل كرة القدم أو 7 حجار أو غيرها”.
“بتضرب على الراس”، يكمل أبو مؤيد لتلفزيون الخبر، فلا هم يحترمون النائم أو المتعب أو المريض، كما لا يمكن لسكان الطوابق الأرضية سماع بعضهم جراء ارتفاع اصوات هذه اللعبة السخيفة”.
“قلنا رح نرتاح منها عالمدرسة”، يضيف أبو علي، الرجل المتقاعد في حي المهاجرين، وذلك بعد بدء المدارس وانخفاض درجات الحرارة، لكن ما حصل هو انتشار الاطفال في الحارات بعد انتهاء الدوام واللعب بهذه اللعبة المزعجة”.
وتابع أبو علي: “أطالب بمنع بيع هذه اللعبة إن صح تسميتها باللعبة، ومحاسبة البائعين كون ذلك لا يعد مصدر رزق بقدر تسببه بازعاج وقلق الناس”.
من جهته، بيّن أبو الزين، وهو صاحب محل ألعاب في حي المهاجرين، أن: “اسعار الطقطيقة يتراوح ما بين 3_ 5 آلاف ليرة بحسب حجم الكرات، وتباع هذه اللعبة بشكل كبير”.
“ولاد بدا تلعب”، يتجاهل البائع السؤال المطروح حول الإزعاج الذي تسببه لعبة الطقطيقة، مبرراً ذلك بأن الطفل يريد اللعب بأي لعبة متوفرة، والأفضل أن يلعب أمام منزله عوض الخروج إلى أماكن بعيدة وفي الشوارع”، حسب قوله.
يشار إلى أن الألعاب المزعجة لا تقتصر على أصوات الطقطيقة، حيث ينتشر الأطفال في الحارات ليلعبوا “الدحل، الطبة” وغيرها من الألعاب التي لا صوت لها لكن الحماس المرافق لها والصراخ المرتفع كثيراً ما تسبب بازعاج السكان وحصول بعض المشاجرات أيضاً.
ولا يمتلك “أطفال الطقطيقات” القدرة على دخول صالات الألعاب و”البلاي ستيشن” نظرا لارتفاع اسعار اللعب فيها، ما يدفعهم للعودة للألعاب التي لا تكلف”نسبياً” الأهالي أي مبلغ، ومنها “الطقطيقات” و”لعب الكرة في الشوارع”.
يذكر أنه بالإضافة إلى ألعاب الأطفال، فإن كثيراً من العادت الاجتماعية، والاقتصادية، والمعيشية تغيرت تأثراً بالأوضاع المعيشية الراهنة في سوريا، مثل استخدام وسائل التدفئة القديمة، وعودة بعض الأكلات التراثية للمائدة السورية.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر