العناوين الرئيسيةسياسة

سوريا تشارك في قمة “صوت الجنوب العالمي” المنعقدة بالهند

شارك وزير الخارجية والمغتربين، الدكتور فيصل المقداد، عبر الفيديو، في أعمال القمة الثانية لصوت الجنوب العالمي المنعقدة في الهند، الجمعة، بحضور عدد من كبار المسؤولين ووزراء الخارجية من دول العالم.

وأكّد المشاركون في أعمال القمة على “مواقفهم في ضرورة تعزيز تعاون دول الجنوب وتشجيع العلاقات البينية، وزيادة ضخ الاستثمارات، والمساهمة في إعداد برامج تساعد على تحقيق التنمية المستدامة بين هذه الدول”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.

وقال “المقداد” في كلمة له ببدء أعمال الجلسة التي افتتحها وزير الخارجية الهندي “جي شانكار”، إن “عالمنا اليوم يشهد ازدياداً في النزاعات، والأعمال الإرهابية، والأزمات الاقتصادية، وخطابات الكراهية والعنصرية”.

وتابع وزير الخارجية، أنه “بالتزامن نشهد سعياً من بعض الدول الغربية التي أنيطت بها مسؤولية أساسية في حفظ السلم والأمن الدوليين – من خلال عضويتها في مجلس الأمن – لافتعال وتأجيج الأزمات، وإطالة أمدها وعرقلة تسويتها”.

وأضاف “المقداد”، أن “كل ذلك على حساب مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة التي تجمعنا، إذ تحاول تلك الدول الاستعاضة عن مبادئ الميثاق بما أسمته “النظام القائم على القواعد”، وهي قواعد وضعتها الدول الغربية لخدمة مصالحها، وتخلّت عن الكثير منها عندما اصطدمت مع تلك المصالح”.

وأردف الوزير : “لقد شهدنا مثالاً واضحاً على هذه السياسة التي اتبعها الغرب الجماعي إزاء ما تقوم به سلطات الاحتلال “الإسرائيلية” في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وبشكلٍ خاص في قطاع غزّة التي باتت مقبرةً للأطفال وذلك بذريعةٍ باطلة تستند لتفسيرٍ مشوّه ومضلل لحق الدفاع عن النفس، الذي لا يمكن لمحتلٍ التذرع به”.

وبيّن “المقداد”، أننا “اليوم أحوج من أي وقت مضى لتعزيز التضامن بين دولنا لإعلاء مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، والقيم الإنسانية والحضارية المشتركة، ولنؤكّد أن السلم والأمن الدوليين لن يتحققا إلّا بالوفاء بوعد الأمم المتحدة بتجنيب البشرية ويلات الحروب وتعزيز التعاون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.

وقال الوزير، إننا “مدعوون لتحمّل مسؤولياتنا الجماعية إزاء الأجيال القادمة من خلال عملنا المشترك لمواجهة التحديات التي تعترض دولنا، وإيجاد الحلول لها، أو التخفيف من آثارها بالحد الأدنى، وبناء نظامٍ عالمي جديد متعدد الأقطاب يحقق التوازن في العلاقات الدولية”.

وتابع “المقداد”: “بما في ذلك من خلال إصلاح المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الهيئات المالية الدولية ومواءمة عملها مع احتياجات ومصالح دول الجنوب، وتحقيق تنمية مستدامة حقيقية تضمن منفعة ورفاه شعوب العالم كافةً”.

وأشار “المقداد” إلى أن “التدابير القسرية الأحادية اللا إنسانية ألقت بآثارها الكارثية على السوريين كافةً في جميع نواحي حياتهم اليومية، وحرمتهم من التمتع بحقوقهم والحصول على احتياجاتهم الأساسية، إذ أدت إلى تراجع مؤشرات الاقتصاد الكلي، وانخفاض الناتج المحلي”.

“وارتفاع نسب البطالة، وهجرة الكفاءات الوطنية، وانخفاض مستوى دخل الفرد المترافق مع ارتفاع مستويات التضخم وتدهور قيمة الليرة السورية، كما حدّت من قدرة مؤسسات الدولة على تأمين الخدمات الإنسانية والاجتماعية من صحّة وتعليم ودعم اجتماعي للمواطنين السوريين”.

وجدد “المقداد” شكر سوريا للهند وللدول التي وقفت إلى جانب السوريين على مدى السنوات الماضية، وبعد كارثة الزلزال المدمّر الذي شهدته البلاد، مضيفاً: “نتطلع لمواصلتكم دعم سوريا في جهودها الرامية لتجاوز آثار الحرب الإرهابية، وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي اللا شرعي، وفي مطالبتنا بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير القسرية الانفرادية اللا شرعية”.

وأكّد الوزير وقوف سوريا إلى جانب تطلعات الشعوب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان عدم تخلّف أحد عن الركب.

وتوجّه “المقداد” بالشكر لدولة الهند على مبادرتها لتنظيم القمة الثانية لصوت الجنوب العالمي، والتي يأتي انعقادها في ظل ظروفٍ صعبة واستثنائية تشهدها الساحة الدولية عموماً ومنطقتنا خصوصاً وتلقي بانعكاساتها السلبية – بأشكالٍ مختلفة – على دول مجموعتنا.

يُذكر أن أعمال القمة اختتمت ببيان ألقاه وزير الخارجية الهندي “جي شانكار” أكّد فيه باسم المشاركين على أهمية هذه القمة وما طرحه المشاركون من نقاط عكست وجهات نظر ومشاغل دول الجنوب وضرورة حشد الجهود المشتركة لضمان التقدّم والتنمية المستدامة لجميع دول الجنوب.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى