العناوين الرئيسيةمجتمع

“من البابوج إلى الطربوش”.. سعر جاكيت البالة نخب ثالث يفوق راتب الموظف 

يبدو أن محبي فصل الشتاء، انقلبوا على طقسهم المفضل، لما أصبح يحمله من أعباء وتكاليف وتدابير، مونة، تدفئة، وللملابس الشتوية حصة، سيّما أن العديد بات يعتمدها فعلاً كوسيلة للتدفئة في ظل عدم “البعزقة” بالكمية الموزعة من المازوت خلال ذروة البرد (50 ليتر)، في حال حظي الشخص بدور.

ورصد تلفزيون الخبر أسعار الملابس، في بعض المحال من أسواق دمشق، حيث وصلت أسعار المعاطف النسائية والرجالية المصنوعة من الجوخ مابين 600 ألف والمليون ليرة، والجلد الصناعي بين 400 و 700 ألف، والصوف والكتان والأنوراك بين 300 و 500 ألف، وهي بضاعة وطنية بامتياز.

وتجاوزت أسعار الأحذية الحد المعقول، حيث تراوح سعر الجزمة النسائي بين 400 و 800 ألف وهناك الأغلى تبعاً للمناطق، والحذاء الرياضي الرجالي من 300 فأكثر، والحذاء الشتوي الولادي 300 ألف أيضاً، والشحاطة الشتوية بين 75 و أكثر تبعاً للفرو والنعل والموديل، مع تواجد نوع يسمى “كروكس” والذي تجاوز سعر 200 ألف.

أمّا سوق الملابس المستعملة “البالة” الذي كان يعرف برخص أسعاره، أصبح سعر القطعة منه يفوق راتب الموظف السوري، إذ وصل سعر الجاكيت النسائي (سوبر كريم) إلى 500، والأقل نخبة بين 200 و 400، وسعر الجاكيت الولادي بين 150 و 300 ألف.

 

حتى الجرابات صار الها سعر ومزاد

 

واختلفت أسعار هذا الصنف الذي كانت يشترى بأحسن أنواعه بالفراطة، بين بسطة ومحل تجاري ومحل أدوات تجميلية أو ملابس داخلية، حيث تتسابق عروض البسطات (التلاتة بخمسة) لينافسه صاحب بسطة آخر (الأربعة آخر موديل بخمسة)، وهي من الجرابات الرقيقة جداً، أمّا المحال الأخرى فلا يوجد سعر ثابت حسب الماركة والطول واللون والزخارف، إلّا أن القطعة المصوّفة والتي تلائم شتاء سوريا تجاوزت 10 آلاف ليرة.

 

ولا يختلف الوضع كثيراً عن القبعات والشالات، الكروشيه، القطن، الصوف، التي اختلفت أسعارها مابين الجودة والسماكة، حيث وصل سعر أخفها إلى 50 ألف ليرة.

 

حول ذلك، تتحدث الصيدلانية أليسار بركات من دمشق لتلفزيون الخبر أن “تكلفة جاكيت من البالة يعادل نصف دخلها الشهري، والجديدة دخلها الكامل، قائلة “غالباً عهالأسعار الباريسية اكتفي باللي عندي، ولم تعد الموضة الرائجة مهمة في هذا الوضع”.

 

وأكملت “بركات” حديثها لتلفزيون الخبر “بآخر الصيف بستغل التنزيلات وبشتري تياب صيفية، أمّا بآخر الشتوية حتى التنزيلات مابقا رح تفيد ومتل قلتها”.

 

وقالت أليسار التي تعمل مندوبة علمية في إحدى الشركات الخاصة “الشتوية الماضية كانت أرحم، كل شهرين تلاتة أشتري قطعة، إلى أن يصبح بدل كامل جديد، والعروض لي عم نسمع فيها “ضحك ع اللحى”.

 

وفي جولة لتلفزيون الخبر في أسواق مدينة جبلة، كانت الأسعار أقل من أسعار العاصمة دمشق، إلّا أنها تماثلت من ناحية ارتفاعها بشكل مبالغ عن العام السابق، ونسبةً لصغر المدينة وقلة فرص العمل فيها، باتت في العلالي بحسب وصف سكانها.

 

وتراوح سعر جاكيت البالة بين 150 و 300 ألف، والجوارب الطويلة بين 6 و 8 آلاف، وتشكّلت أسعار الأحذية والجواكيت الجديدة بين عروض من الموسم السابق، من 100 ألف إلى 200 ألف، ومن 300 ألف فأكثر بالنسبة للموسم الحالي.

 

ووصفت الموظفة ثراء (أم لثلاثة أطفال) من سكان مدينة جبلة في حديثها لتلفزيون الخبر أن “شراء الملابس الشتوية أصبح معجزة، وأنها تفاضل في كل شهر بشراء غرض لطفل من أطفالها، قائلة “بالدور كل شهر بمرّق غرض”.

 

وذكرت “ثراء” أنها “تلجأ إلى البالة ولو كانت أسعارها نار إلّا أنها أخف من الجديد، والاستفادة من القطع القديمة التي ضاقت على أطفالها بمنحها إلى أطفال العائلة حتى يستفادون منها”.

 

يذكر أنّ العديد من السوريين أصبحوا يعتمدون على “المقايضة” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتبديل قطع قديمة أو صغر مقاسها لشخص آخر، مقابل قطع ملائمة أكثر من باب التجديد و “فيد واستفيد”.

 

فاطمه حسون _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى