اختصاصي يوضّح لتلفزيون الخبر أسباب اختلاف شعور الأشخاص بالبرد
تتبدّل الأحوال الجوية من يوم لآخر، وبينما يشعر أشخاص بالبرد من نسمة هواء خفيفة، رغم الملابس الصوفية، هنالك أشخاص أقل شعوراً بالبرد، وأحياناً يرتدون ملابس كأنهم في فصل الصيف.
وحول هذا الاختلاف، أوضح اختصاصي أمراض الغدد الصم والاستقلاب والداء السكري، الدكتور ياسر عباس، لتلفزيون الخبر، أن “الموضوع غير نوعي من الناحية الطبية، حيث يوجد أسباب مختلفة قد تكون مرضية، وفي حالات أخرى غير مرضية”.
وتابع الأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة البعث، أنه: “من الناحية الغدية يعتبر نقص إفراز الغدة الدرقية لهرمون الثيروكسين المسؤول عن زيادة الاستقلاب وإنتاج الحرارة في الجسم بالتالي تدفئته، أحد أهم الأسباب لعدم تحمّل البرد، بسبب نقص هذا الهرمون الناجم عن قصور الغدة الدرقية”.
وأكمل الدكتور “عباس”: “وبشكلٍ معاكس يؤدّي فرط إفراز الغدة الدرقية لهذا الهرمون لعدم تحمّل الحر الناجم عن زيادة الاستقلاب بالتالي زيادة إنتاج الحرارة في الجسم”.
وأضاف الدكتور “عباس”، أنه: “قد يزداد الشعور بالبرد عند مرضى فقر الدم والضعف العام وقصور القلب لنقص ارواء الجلد وضعف الاستقلاب والشيخوخة وأمراض مزمنة متعددة”.
وبيّن الدكتور “عباس”، أنه “تترافق بعض الأمراض الانتانية مع ترفع حروري وعرواءات (بردية)، مثل حالات الكريب وانتان البلعوم والانتانات البولية والتنفسية”.
وقال الدكتور “عباس”، أنه “قد يكون الشعور بالبرد ناجم عن حالات نفسية، فعند رؤية المدفأة حتى لو كانت لا تعمل قد نشعر بالدفء، وحالات شخصية منذ الطفولة بعدم تحمل الشخص للبيئة الجديدة الباردة والمختلفة عن البيئة التي اعتاد عليها”.
وأردف الدكتور “عباس” مؤكّداً، أنه: “هنالك أسباب متعددة جداً، والموضوع ليس نوعي لمرض محدد، حيث يكون تدبير كل حالة حسب السبب”.
وحول علاج الحالات المرضية، أجاب الدكتور “عباس”: “في قصور الغدة الدرقية تتحسن الحالة بالعلاج الدوائي بتعويض هرمون الغدة دوائياً والتغذية الجيدة والمتنوعة”.
وتابع الدكتور “عباس”: “وبممارسة الرياضة التي تنشط الاستقلاب وتحسّن تروية الجسم وتزيد إنتاج الحرارة وتدفئة الجسم، بالإضافة لعلاج فقر الدم، علاج الانتان، وعلاج الحالات التي ذكرت سابقاً”.
يُذكر أن التكيّفات مع البرودة والحرارة لدى البشر تعدّ جزءاً من القدرة الكبيرة على التكيف عند الإنسان العاقل، بحسب دراسات، إذ يمكن أن تكون التكيفات فيزيولوجية أو جينية أو ثقافية وتسمح للناس بالعيش ضمن مجموعة متنوعة من المناخات.
كما أُجريت الكثير من الأبحاث لدراسة التكيف التطوري والتأقلم والممارسات الثقافية، ولكن الأبحاث المتعلّقة بالتكيفات الجينية مع درجات الحرارة الباردة والحارة كانت أقل.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر