تاريخ قطاع غزة الصامد مع الاجتياح “الإسرائيلي”
كثّف جيش الاحتلال، في اليوم الـ 21 من عدوانه الوحشي على قطاع غزة، قصفه لمناطق عدة في القطاع، كما أعلن توسيع عملياته البرية، وقطعَ الاتصالات وخدمة الإنترنت بالكامل.
ولم تكن محاولة الاجتياح البري لغزة هذه، الأولى من نوعها، حيث دخلت “إسرائيل” القطاع براً عدة مرات على مدى عقود.
أول اجتياح بري للعدو لغزة، كان في تشرين الأول 1956، عندما شاركت “إسرائيل” في العدوان الثلاثي على مصر، وغزت قطاع غزة، وذلك بعد تأميم قناة السويس.
حيث احتلّ جيش الاحتلال قطاع غزّة، قادماً من رفح، بعد مقاومةٍ فلسطينيّة مصرية، كان القطاع حينها يخضع للإدارة المصرية، ويسكنه حوالي 240 ألف نسمة.
بعد أشهر من فشل العدوان الثلاثي، انسحب الاحتلال من القطاع، في 7/3/1957، ودخلته قوات دولية، وظلّ القطاع تحت إدارة مصر حتى احتلاله مجدداً في نكسة حزيران عام 1967.
اندلعت الحرب بين العدو الصهيوني من جهة، وكل من مصر، الأردن، وسوريا من جهة أخرى، واحتلت “إسرائيل” الضفة الغربية، والقدس الشرقية من الأردن، وهضبة الجولان السورية، كما سيطرت على قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
في عام 2005، أنهت “إسرائيل” إخلاء 21 مستوطنة، كانت تمثل نحو 35%، من مساحة قطاع غزة، في عهد رئيس الوزراء “أرييل شارون”، بعد 38 عاماً من الاستيلاء على القطاع.
ويخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي منذ عام 2007، بعد أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الصهيوني “جلعاد شاليط”، ونقله إلى قطاع غزة.
واعتقدت “إسرائيل” أن الجندي في عتاد المفقودين، حتى أعلنت “حماس” أنه على قيد الحياة، بعد فترة مفاوضات طويلة، تم الإفراج عنه عام 2011 في عملية تبادل أسرى.
وفي 27 كانون الأول 2008، بدأ العدو حرباً على قطاع غزة، رداً على إطلاق الصواريخ عليها، بهدف إنهاء حكم حركة “حم*اس” في القطاع، ومنعها من قصف “إسرائيل” بالصواريخ.
وفي الثالث من كانون الثاني 2009، بدأ الاجتياح البري الثالث، وتقدمت قوات الاحتلال، وحاصرت منطقة وسط غزة، وسبق الاجتياح قصف جوي استمر 8 أيام، وأطنان من القذائف، والصواريخ ومدفعية تضرب غزة على مدار الساعة.
كل تلك القوة الوحشية، لم تمنح العدو النصر، وبعد بضعة أسابيع، أعلن العدو وقف إطلاق النار من جانب واحد، وعزمه الانسحاب في حال توقف الفلسطينيين، عن قصف المستوطنات، ثم انسحب من غزة.
وفي عام 2014، شنّ العدو حرباً على غزة، بسبب ادعاءات بخطف وقتل ثلاثة مراهقين “إسرائيليين”، من قبل “حماس”.
استمرت الحرب سبعة أسابيع، استشهد خلالها أكثر من 2100 فلسطيني، وقُتل 73 صهيونياً، بينهم 67 عسكرياً، وبدأ جيش الاحتلال، اجتياحاً برياً للقطاع، في الحرب التي استمرت قرابة شهرين.
في 11 تشرين الثاني عام 2018، دخل جنود وحدات خاصة صهيونية، قطاع غزة، في عملية لجمع معلومات استخباراتية، دخلوا القطاع الساحلي، عبر معبر حدودي.
وبعد اكتشاف دخول الجنود “الإسرائيلين”، وقعت اشتباكات مع عناصر “حماس”، قُتل فيها ضابط “إسرائيلي”، واستشهد 7 فلسطينيين.
أطلقت الفصائل الفلسطينية 460 قذيفة، باتجاه المستوطنات “الإسرائيلية” المحاذية لقطاع غزة، مثل “سديروت”، و”نتيفوت”، وأصيب بالقذائف 55 “إسرائيلياً”.
رد الجيش الإسرائيلي بقصف 160 موقعاً داخل قطاع غزة، منها مبنى تلفزيون الأقصى، ومبنى للأمن الداخلي في مدينة غزة، مما أدى لاس*تشهاد 9 فلسطينيين، وإصابة العشرات.
ووصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، هذه العملية ب “الفاشلة”، وبحسب “حماس” فإنّ هدف العملية كان زرع جهاز تنصت، في مدينة خان يونس لاعتراض اتصالات الحركة.
رفض جيش الاحتلال التعليق على تصريحات “حماس”، وقال في بيان له،”لقد خلص رئيس هيئة الأركان إلى أن مهمة العملية لم تُنفذ”.
أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في 27/10/2023، انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة، وسط قصف كثيف، هو الأعنف منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء نتيجة العدوان “الإسرائيلي” المستمر منذ 7 تشرين الأول، إلى 8005 شهييداً بينهم 3342 طفلاً والمصابين إلى حوالي 20 ألفاً.
بينما نقلت وسائل إعلام عن المقاومة الفلسطينية، فشل الهجوم البري الذي شنه الاحتلال على غزة، عبر 3 محاور، مع وجود خسائر كبيرة في صفوف العدو، بالجنود والعتاد.