مسؤول أممي: خطر الهجرة المناخية في المستقبل أكبر بكثير مما هو عليه حالياً
قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية “بيتيري تالاس” إنّ “خطر الهجرة المناخية في المستقبل أكبر بكثير مما هو عليه حاليا، والظروف المناخية في الأجزاء الشمالية والجنوبية من إفريقيا ستكون أكثر صعوبة”.
وأضاف “تالاس” أنّ “الزيادة السكانية بالقارة أحد العناصر الأساسية بازدياد الهجرة المناخية خلال السنوات المقبلة، وتغير المناخ لن ينهي العالم، لكن ينتظرنا مستقبل مظلم”، وفقاً لوكالة “الأناضول”.
ويأتي وصف “تالاس” المستقبل بالمظلم كون التغيرات المناخية تدفع مواطنين حول العالم إلى النزوح من بلادهم إلى دول أخرى هرباً من الجفاف وموجات الحر وندرة الأمطار.
وحذر “تالاس” من تحدٍ كبير يواجه العالم، قادماً من “إفريقيا بشأن الهجرة المناخية المتزايدة، واحتمالية ازدياد تدفق اللاجئين”.
وأوضح المسؤول الأممي أن “الكثير من الأشخاص يخوضون رحلات محفوفة بالمخاطر للوصول إلى الدول الأوروبية”، محذراً من ارتفاع نسبة “الخطر في المستقبل” مما هو عليه الآن.
وأشار إلى أن “تزايد عدد سكان القارة الإفريقية سيكون عاملاً رئيسياً آخر في الهجرة المناخية، وذلك خلال السنوات المقبلة”.
وأضاف “تالاس”هناك احتمال أن نرى نحو 4 مليارات نسمة في إفريقيا بحلول نهاية القرن الجاري، إضافة إلى المليار الحالي”.
ويعرف مفهوم “هجرة المناخ”، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، بكونه، حركة فرد أو مجموعة أفراد اضطروا، أو اختاروا مغادرة أماكن سكنهم المعتادة، بسبب تغيرات مفاجئة أو تدريجية في البيئة راجعة لتغير المناخ.
وظهر الحديث عن “لاجئي المناخ” لأول مرة عام 1985 في أحد نقاشات برنامج الأمم المتحدة البيئي، وتم تعريف لاجئي البيئة أو المناخ بكونهم الأفراد الذي اضطروا لمغادرة أوطانهم الاعتيادية بصورة مؤقتة أو دائمة بفعل اضطراب بيئي مؤثر.
وترفض الأمم المتحدة اعتماد مفهوم اللاجئين تلك الفئة من النازحين، وفي المقابل تصر على استخدام مصطلح “مهاجري المناخ” أو مهاجري البيئة “Climate Migrants”.
وتوقع تقرير للبنك الدولي صدر عام 2018 أن “يتسبب غياب الإجراءات العاجلة على المستويين الوطني والعالمي بشأن المناخ، بانتقال أكثر من 140 مليون شخص بحلول عام 2050 من بلدان جنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا وأمريكا اللاتينية”.
وقالت رئيسة قسم الهجرة والبيئة والتغير المناخي في المنظمة الدولية للهجرة، “دينا إيونسكو”، إنه “يجب الحديث عن “هجرة مناخية” وليس عن “لجوء مناخي”.
وقدّرت بعض المراكز البحثية المتخصصة أن يصل عدد النازحين بفعل المناخ إلى 1.2 مليار فرد بحلول 2050.
وسجل مرصد النزوح الداخلي الدولي، في عام 2020، 40 مليون حالة نزوح جديدة، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ عشر سنوات، حيث تسببت الكوارث المناخية في حالات نزوح تفوق ثلاثة أضعاف النزوح الناجم عن الصراع والعنف، كما وصل عدد النازحين بسبب الكوارث المناخية من الإجمالي لحوالي 30 مليون فرد.
وكشفت الأمم المتحدة أنه تم تسجيل حوالي 17 مليون حالة نزوح جديدة مرتبطة بالكوارث الطبيعية في 148 دولة وإقليم في عام 2018 وحده، وفي الوقت نفسه أدى الجفاف إلى نزوح 764 ألف شخص في الصومال وأفغانستان وعدة بلدان أخرى.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن نحو 265 مليون شخص اضطروا لمغادرة منازلهم في الفترة ما بين 2008 و2018 بسبب الكوارث المناخية، ويحذر خبراء من أن هذه الأرقام قابلة للازدياد.
يذكر أنّ المنظمة الدولية للهجرة أعلنت أن أكثر من 38640، شخصاً نزحوا في المناطق الأكثر نكبة في شمال شرق ليبيا، بسبب العاصفة المدمرة “دانيال” التي حدثت الشهر الماضي.