من خلاصات الوردة الشامية والفستق الحلبي.. مستحضر طبّي يحصل على المركز الأول في معرض “الباسل” للإبداع والاختراع
حصل مستحضر “معجون أسنان ومضمضة فموية” من خلاصات الوردة الشامية والفستق الحلبي على الميدالية الذهبية والمركز الأول في محور الزراعة، خلال حفل اختتام معرض “الباسل” للإبداع والاختراع، بدورته الـ21 لعام 2023.
وقام فريق مؤلف من 7 باحثين بصياغة ودراسة هذا المستحضر، والذي سبق أن حاز على براءة اختراع هذا العام أيضاً.
وحول هذا الموضوع، قال عضو الهيئة التدريسية في جامعة “المنارة”، دراسات عليا كلية الصيدلة جامعة دمشق، الدكتور شادي خطيب، لتلفزيون الخبر، أن “الوردة الشامية تعتبر من المنتجات المستخدمة منذ القدم في سوريا، وقد ورد استخدامها في المخطوطات العربية القديمة لعلاج الكثير من الأمراض”.
وأضاف “خطيب”، أن “الأمانة السورية للتنمية قامت بجهود رائعة في تسجيل استخدام الوردة الشامية في التراث اللامادي العالمي عام 2019، ونحن كباحثين قمنا بتسليط الضوء على الاستخدامات العلاجية المرتبطة بأمراض الفم، وذلك من خلال دراسة تأثيراتها العلاجية لبعض الأمراض التي تصيب جوف الفم”.
وبيّن “خطيب”، أن “الأبحاث لإنتاج هذا المستحضر كانت مقسّمة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، على المستويات الزراعية والصيدلانية والطبية”.
وأوضح “خطيب”، أنه “على المستوى الزراعي لتحديد النوع الأصلي من الوردة الشامية والغني بالمركبات الفعّالة، والتركيز على الشروط الأكثر ملائمة للحصول على محصول جيد”.
وتابع الصيدلاني حديثه لتلفزيون الخبر “أمّا على المستوى الصيدلاني لتحديد التركيب الكيميائي لماء الورد، وخلاصة قشور وصمغ الفستق الحلبي بطرق التحليل الكروماتوغرافية، وكذلك الطريقة الأفضل للتحضير للأشكال الصيدلانية الملائمة للاستخدام الفموي، وكذلك طرق الحفظ المثالية”.
وأردف الدكتور “خطيب”: “إضافةً إلى اختبارات الزجاج في المختبر للمحتوى من المواد الفينولية والزيت الطيار والتأثيرات المضادة للأكسدة، والتأثيرات المضادة للجراثيم على مجموعة من الجراثيم المعزولة من عزلات لمرضى، ومقارنة التأثيرات مع صادات حيوية معيارية مثل الستربتومايسين والمترونيدازول وغيرها”.
وأشار “خطيب” إلى أنه “على المستوى الطبّي تم إجراء دراسة على مرضى متطوعين بإصابات إنتانات جرثومية فموية والتهابات أغشية مخاطية وقلاع وتراجع لثة، وحالياً يجري تقييم التأثيرات على الأنسجة بعد الزرع”.
وحول أهمية المستحضر، أجاب الدكتور “خطيب”، أنه “يحتوي على خلاصة قشور الفستق الحلبي مع الوردة الشامية، والتي تلعب دور مرقىء (قاطع) للنزوف الفموية، بالإضافة لفعاليته المطهرة والمعطرة للفم، ممّا يساعد في التخلّص من الروائح غير المستحبة للفم، والتأثير المضاد للجراثيم”.
وذكر “خطيب”، أن “ما يميّز المستحضر عن المطهرات المتوفّرة في الأسواق أنه يمتلك فعاليّة في شفاء الأنسجة، بالإضافة لتأثيره المطهر، كما أنه قابل للبلع لذلك لن يكون هناك أي مشكلة من استخدامه عند الأشخاص المصابين بمتلازمة داون وكذلك الأطفال”.
ولفت “خطيب” إلى أن “هذا المستحضر يشكّل فرصة لتطوير زراعة واستثمار الوردة الشامية والفستق الحلبي، حيث أنه يساعد في دعم المزارعين من خلال زيادة إنتاجهم وتسويق المحاصيل، كما أنه يعتمد على تسويق قسم مهمل من الفستق الحلبي وهو القشور الخارجية”.
وكشف الدكتور “خطيب”، أنه “يتم حالياً العمل على تسويق المستحضر خارجياً وداخلياً، وذلك بالتعاون مع شركة “ميديكو” للصناعات الدوائية، والتي تبنّت المستحضر، مما يحوّل الاختراع إلى استثمار لمنتج وطني باسم سوريا”.
من جهته، أفاد الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة حلب، الدكتور محمد كردوش، لتلفزيون الخبر، أن “شجرة الفستق الحلبي والتي تُدعى بالشجرة الذهبية تعتبر من الأشجار المثمرة التي اهتم بها الباحثين، حيث يتضمن الفستق الحلبي مكونات كيميائية فعّالة في الأقسام الطبية لنبات الفستق الحلبي”.
وتابع خبير الفستق الحلبي في الوطن العربي، ورئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في مجلس الشعب، أن “الفستق الحلبي يعتبر من النباتات الغنية جداً بالألياف الغذائية وفيتامينات (ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، ب9، ث) والكالسيوم والحديد والمغنيزيوم والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والزنك”.
وأضاف الدكتور “كردوش”، أنه “كما يحتوي الفستق الحلبي على زيت عطري وزيت ثابت دسم مؤلف من حموض دسمة وكذلك حموض آمينية منها الآرجينين والليزين والسيستين”.
وأوضح أستاذ كلية الزراعة، أن “أشجار الفستق الحلبي تتصمغ، فيتم جمع هذا الصمغ الذي تُصنع منه (العلك أو المستكة) الغني بالمواد الراتنجية والزيوت الطيارة، وله قيمة طبية كبيرة، حيث يعتبر غني بمشتقات الفينولات والتي تملك تأثيرات قاتلة للجراثيم”، مبيناً أن الأبحاث أظهرت أن الفينولات ذات تأثير حيوي مهم كمضاد للأكسدة.
يُشار إلى أن فريق الباحثين السبعة مؤلف من الأستاذ في كلية طب الأسنان جامعة البعث والجامعة السورية الخاصة، الأستاذ الدكتور
إبراهيم تركماني، وأستاذ كلية الزراعة في جامعة حلب الدكتور محمد كردوش.
إضافةً إلى الأستاذ في جامعة دمشق ورئيس قسم تنمية الموارد الطبيعية وحماية البيئة في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي وخبير النباتات الطبية، الدكتور جلال فندي، ورئيسة قسم السموم والأدوية في كلية الصيدلة بجامعة البعث الدكتورة علا مصطفى.
وضمّ الفريق أيضاً عضو الهيئة التدريسية في جامعة المنارة، الدكتور شادي خطيب، والخبير بالوردة الشامية المهندس عمر الجباعي، ورئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية (مدير عام شركة ميديكو للصناعات الدوائية) الدكتور نبيل قصير.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر